أزمة الأوكسجين

أزمة الأوكسجين
منذ بوادر الأزمة وارتفاع أعداد المصابين بفايروس كورونا أطلق الأوكسجين إنذاراً تلو الإنذار ، معلناً أنه سوف لن يفي بالغرض فقد قارب على النفاد ، كونه العلاج الأوحد في العراق للمصابين بالفايروس ستكون له حكاية خاصة إن لم تكن هناك اجراءات حازمة.
تزايد أعداد المصابين بشكل سريع مع قلة الأوكسجين في المستشفيات التي بدورها لم تكن مستعدة ولا معدة لمواجهة هذه الجائحة الجامحة تسبب في خلق أزمة جديدة اضافة الى الأزمات المعلقة السابقة والتي لم تحل بعد.
منظومات أوكسجين حكومية قديمة ومرقعة لا تسد حاجة المصابين بالربو وأمراض الحساسية والمشاكل التنفسية الأخرى توضع في مواجهة جائحة أعجزت العالم المتقدم علمياً وتكنلوجياً .
الحكومة كعادتها لن ترى لها أفعال على الأرض ، سوى بعض الوعود ( سوف .. ، سنقوم .. ، سنشكل … ، سنعمل على … ) ، في حين إن المرضى يختنقون على أسرتهم في المستشفيات تحت أنظار ذويهم والكوادر الطبية المجاهدة ، تلك الكوادر التي تبذل الغالي والنفيس من أجل إسعاف المرضى المصابين.
كثيرة هي الدول التي تباكت على غرب العراق قبل اجتياح داعش وبعدها ولازالت تتباكى كذباً وزوراً بمسميات مختلفة ، إنسانية ، حرية ، ظلم ، صفوية ، فارسية ، نفسهم اليوم يقفون موقف المتفرج وربما يشعرون بالسعادة ، لأن الأزمة ليست في غرب العراق ، بل في الجنوب.
الجمهورية الاسلامية الايرانية أول الدول المبادرة لدعم للعراق استجابت قبل ان تستجيب الحكومة العراقية لطلبات الاستغاثة وشرعت بإرسال صهاريج الاوكسجين .
الجمهورية الاسلامية الايرانية ورغم تنكر العراقيين لها وهتافهم الشهير ضدها ((ايران بره بره)) تعود لتسجل موقفا انسانية قل نظيره كما وقفت مع العراق ضد داعش الخسة والنذالة حيث لم تبخل بأولادها وأموالها تعود لتقف مع العراقيين من جديد رغم نكران الجميل.
الكويت التي تبرعت للصين بمئات الملايين من الدولارات لم تتبرع للعراق بقنينة اوكسجين واحدة ، السعودية التي تتبرع بملايين الدولارات لم ترسل للعراق نصف قنينة اوكسجين بل ترسل المزيد من الارهابيين ، الاردن لم يكتف بنهب اموال العراق وجعله ملاذا امنا للإرهابيين والهاربين من البلد لم ترسل لتر واحد اوكسجين ، تركيا بؤرة الدواعش والارهابين لم ترسل ربع لتر اوكسجين ، سوريا مشغولة بحربها الداخلية والا فإنها لن تقصر .
العرب لم يسعفوا العراق ولو بشق تمرة ، امريكا مدعية حقوق الانسان لم تساهم ولو بكمامة واحدة وشغلها الشاغل ملاحقة الحشد الشعبي .
الحكومة العراقية لم تفعل شيئا سوى الوعود والكلمات البراقة ولم تحرك بعرة بعير.
مد يد العون للعراق لا ولن يأتي الا من جهة الشرق .. ايران .. التي لا يحبذ ذكر اسمها الكثيرون رغم وقوفها مع بلدنا في كل مرة.
العراق يرحب بكل المساعدات ومن أي جهة كانت الا ان هذه المساعدات لم تأت الا من جهة ايران .
العراق كدولة أو كشعب يمكنه ان يصدر الأوكسجين الى كل دول العالم ، لكن .. الفساد والجشع والأيادي الخفية (الطرف الثالث!) كل ذاك خلق من الأوكسجين أزمة خانقة للعراقيين ، لدرجة اليأس من الحكومة والنظر لما في أيادي دول العالم ، لتحصد الجمهورية الاسلامية الايرانية قصب السبق بالتصدق علينا !.

حيدر الحدراوي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here