قيد الرغبة / قصة قصيرة

قيد الرغبة / قصة قصيرة

يا لعاري لقد حط من مقدارِِ فما كانت إلا هفوة مني مع جارتي، كنت قد استحدثت مسكني بعد ان طردنا صاحب تلك العمارة وكسر قيد عقد الإيجار بحجة أنها آيلة للسقوط.. كذب ورب الكعبة كما يقولها المسلمون فقد كانت بأحسن حال غير أنه اراد ان يعيد صباغتها وتأهيلها لزيادة الإيجار بعد حفى رأسه من الطرق التي حاول زيادته وزيادة القيود والشروط علينا، غير ان السكان وقفوا وقفة رجل واحد حتى كنسهم وإياي كنسة واحدة الى الشارع بأمر من الدولة دون قيد او شرط… لا ضرر إنها دولة العدالة والميزان المائل كحالي وغيري الكثير… فنزحت إلى جيوب الأزقة التي تضج بالناس أكثر من النمل الذي يتخذ بيوته في جحور شقوق جدرانها والبيوتات أو الشقق المعلقة كأن القدر أراد ان يشتقها عاليا لينتقم ممن يقطونها… اما الشرفات فحدث ولا حرج كأنها صفحات تواصل الاجتماعي التي لا قيد يلزمك التربية او الأدب فهاهي ام لا أدري من وتلك ام أعرف وفتاة تؤشر لصديقها واخرى تسمع وشوش الودع وشوش بصوت مذياع عال وعاشق على عربة كشري يستمع الى أغنية بعيد عنك ليل نهار حبا في أنثى لا هم لها سوى ان تتغنج تريد رجلا يدفيء فراشها بعد ان ملت فرك راحتيها هنا وهناك… أما انا فكان نصيبي السطوح غرفة بائسة مثلي تضم جثتي التي غلبها البؤس فكانت ترتدي الكفن حية قبل ان لا أدري من يدسها في التراب.. فأنا مقطوع من شجرة ولا أدري اي شجرة ههههههههههههه إن الشجر تشابه علينا كالبقر يا سيدي هكذا احدث قريني… عزمت تلك الليلة وكانت نهاية الشهر وبعد ان دفعت إيجار المخروبة دنت نفسي واشتاقت للسكر فاشتريت زجاجة خمر وحبتين من فاكهة الليمون وخيارتين ايضا كانهما وصفة طبية لرأسي الذي أريد ان اطيح به لأكسر قيده اخرجه من عالمه السقيم وهو نفس عالمي لاشك غير أنه بات مرضي المزمن الذي لا علاج له… أخرجت اللفافة التي حوت خبز عيش منفوخ بكمية من الفول الى جانب فحل من البصل ثم جلست بعد ان رتبت ان اكون حالما شاردا على السطح وحدي، افترشت السطح بعدها التهمت العيش والفول مع فحل البصل الذي اطن ببراعم انفي وأدمع عيناي سارعت الى شربة الماء فعببتها لأدفع لقمة وقفت محشرجة رافضة دخول معدتي المتصلبة، فمنذ زمن لم تستطيع أن تتذوق إلا الطعام المتحجر والمنفخ، الغريب!!! أن رفضها يكون على شكل إطلاق ريح بصوت عال، كثيرا ما احرجني ذلك حتى في خلوتي لكن الامر ليس بيدي هههههههه، كانت ليلة بدايتها جميلة فقد شربت الكأس الاول ثم الثاني … ثم الثالث بعدها وجدتني أحلق على سور السطح وانا أرقص البالية مع أني لا اعرفه إلا من خلال شاشات التلفاز، رأيت راقصيه مرة او مرتين ففيه من الخزي والإثارة ما يجعلني أهز يدي بين فخذي لأطرح انتفاخ وجنون من لم يتذوق المضاجعة حتى عمري هذا، 37 سنة عجفاء لم ارى جسد إمرأة عارية ابدا، إلا عندما كنت صغيرا اختلس النظر الى جارتنا وهي تستحم لأرى ما كان يثيرني في فترة المراهقة التي انهكتني واحنت ظهري… كنت حالما كطائر الفلامنكو لم اعي أن هناك من يترصدني خفية او ربما أني لم ألحظه منذ الوهلة الأولى التي افترشت ارضية السطح، شبه عاري اتراقص مع نفسي إنها اجمل لحظات خاصة أني لا أتذكر بؤسي وحالي وشقائي… اهرب من واقعي الى عالم الخيال، كانت إمرأة جميلة جدا وقد كشف لي وجودها ضحكتها العالية التي اسقطتني من فوق سور السطح الى باطنه لا ادري!؟ ربما صحوت للحظة بعد ان هززت رأسي وصفعت وجهي حتى أميز أهي حقيقة ام هلوسة … لكن صوتها وهي تقول: خلي بالك إنك مجنون يا هذا!! ماذا تفعل؟ أسكران أنت؟ انتظرت هنيهة حتى استوعبت الوضع برمته ثم اجبتها… لا ابدا لست سكران وإنما اصبحت طينة هههههههه هل تشربين معي كأس ام …؟ عذرا لم اقصد أعني هل انت حقيقة ام خيال؟؟ يبدو انك فعلا سكران طينة.. أنا جارتك في الدور الذي اسفل منك كنت انشر الغسيل لما حضرتك بديت تغني وتعد العدة الى ليلتك المهببة… يعني انت شفتي وسمعتي كل حاجة…
بالضبط من طق طق الى سلام عليكم..
ههههههههه خلاص يعني زيتنا في دقيقنا هيا شاركيني الشرب رب صدفة خير من الف ميعاد بس لحظة هو أنت ساكنة لوحدك ولا معاك حد..
أنا وحدي بعد ما طلقني زوجي منذ سنين طويلة…
كأن السكرة طارت من رأسه.. شعر ان قضيبه اخذ يمتد بعد ان رأى مفاتنها فبلع ريقه ومسح وجهه واقترب قليلا منها فقال تعالي يا …. على فكرة هو اسمك
ههههه لا علاقة لك بأسمي
على راحتك.. كما ترغبين كانت تنظر الى عضوه الذي بات شاهقا نفسه ليعبر عن عطشه ورغبته المكبوتة أما هو فقد علم أنها تنظر إليه فبات يهزه كي يثير غريزتها فلا شك قال في نفسه أنها تشتاقه وتشتهيه يا لحظي السعيد ستكون ليلتي هذه دون قيود او عقبات هاهي تريد ان تتذوقه هيا ارقص تمشدق اثبت لها انك الرجل الاوحد الفحل الاول والاخير… سمعها تقول
غطي نفسك هو انت دائما بهذا الشكل اقصد رافع سيفك علشان تحارب؟…
نعم انا دائما احمل سيفي واشحذه حتى يكون جاهز لأي معركة يدخل فيها هههههههه
لم تستطيع ان تقاوم بعد ان ملىء فراغ الرجل فراشها الذي اعتادت عليه كانت تتأوه تحته وهي يصول ويجول بين فخذيها يصرخ حمار كنت وستبقى، إن الطعم الذي تتذوقه لم يمر عليك في حياتك… مرة ومرة ثانية وثالثة حتى اهلكها فصاحت يكفي هو انت حصان… لم تنتظر اكثر هربت من امامه وظل هو ممدا على السطح منهك خائر القوى..
جاء الصباح وقد شمر الناس عن سواعدهم، هاهو صاحب العمارة فوق رأسي ومعه عدد من الجيران يصرخ علي يرفسني قائلا: قم يا كلب يا حيوان كيف تنام عاريا على السطح؟ يبدو انك قضيت ليلتك سكر وعربدة لم اعي نفسي إلا وايدٍ تتخطفني بالضرب سافل منحط… سارعت بلفلفة نفسي بما أمكنني ستر عورتي به… صارخا ماذا فعلت؟ ماذا حصل؟؟ لا ادري أكان حلما ما حدث لي ليلة البارحة ام أنه حقيقة!؟ كانت سيارة الشرطة تنتظري والخزي قبلها اركبوني عنوة بتهمة السكر والفعل الفاضح العام… ليلة لم تتم فرحتي بإنجازي، لم يتسنى لي الحديث عنها ستكون قاصمة لظهري إن فعلت، رفعت رأسي الى السطوح لأراها في الشرفة تضحك وتهز يدها مع السلامة… يبدو انها هي من اخبرت عني، فضحتني قبل ان افضح امرها قيد جديد يضاف الى قيود حياتي التي أعيش لكن يبدو ان هذا القيد سيأخذ زمنا من عمري التعس.
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here