أي مستقبل للعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية ؟

أي مستقبل للعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية ؟

مراد سامي

في 19 من مايو الماضي، أعلنها محمود عبّاس بشكل واضح: “سننهي التعاون الأمني بصفة نهائية مع الكيان الإسرائيلي”، كما أعلن في اليوم ذاته أنّ السلطة الفلسطينية حِلّ من كل الالتزامات والعهود التي وقعت عليها السلطة بمقتضى اتفاقية أوسلو قبل 27 عامًا.

وقد اعتبر الكثير أنّ مشروع الضم الإسرائيلي الجديد هو القطرة التي أفاضت الكأس، إذ كانت السلطة سابقًا تحاول تجنّب المضيّ في هذا الخيار لأنه سيدخل الضفة الغربية في مرحلة جديدة مجهولة ومن الصعب توقّع مآلاتها ونتائجها على الشعب الفلسطيني.
في وقت سابق، جاءت صفقة القرن أو خطة ترامب للسلام كاقتراح لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وقد أشرف عليها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب. وكما كان متوقّعا، أبدى الفلسطينيون غضبهم الكبير من هذا المقترح وعبّروا عن رفضهم لبنود وحيثيات هذه الصفقة.
فعليّا، علّقت السلطة الفلسطينية جميع أشكال التنسيق الأمني ​​والمدني مع الكيان الإسرائيلي ، بما في ذلك التواصل بين الحكومتين واللقاءات الدورية ولجان العمل المشتركة.

ورغم أنّ الكثير اعتبر قرار قطع العلاقات مع إسرائيل قرارا جريئا وصائبا إلا أنّ هناك الكثير من المتضرّرين من الجانب الفلسطيني. أكبر هؤلاء المتضرّرين هم المرضى الفلسطينيّين، وخاصة أصحاب الحالات الحرجة وذوي الأمراض المزمنة الذين يتلقّون العلاج في إسرائيل ويبلغ عددهم الآلاف.
من ناحية أخرى، شهد فيروس كورونا امتدادا بعد انحسار نسبي، وقد عاد بقوة في بعض المحافظات كمحافظة نابلس والخليل، ما يجعل السلطة الفلسطينية في مأزق حقيقيّ أمام التحديات الصحية والاقتصادية المطروحة.

كل هذه المستجدات في الساحة الفلسطينية الوطنية قد تدفع السلطة برام الله لمراجعة خياراتها السياسية الأخيرة وموقفها من الكيان المحتل، خاصة مع التململ الحالي وبوادر الغضب والضجر من قرارات الحكومة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here