الموصل تدعو لـ «صولة» حكومية على مكاتب ميليشيات الحشد

 

وتصاعدت الدعوات لتحجيم الفصائل المسلحة بعد العملية التي أطلقت مؤخرا بمنطقة الدورة جنوب بغداد والتي قادتها قوة من مكافحة الإرهاب بأمر من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والتي أسفرت عن اعتقال 14 عنصرا من كتائب حزب الله بتهمة التحضير لاستهداف المنطقة الخضراء وسط بغداد.

لكن سرعان ما أصطدمت تلك الآمال بواقع السلطة العليا للميليشيات والتي أفضت لإطلاق سراح معتقلي حزب الله، إضافة لحملة التهديد والإهانات التي أطلقتها الكتائب تجاه رئيس الحكومة.

ورغم ذلك، تطالب المدن المحررة ومنها الموصل، بكف يد الفصائل المسلحة، وتقييد سلطة الحشود وإغلاق المكاتب الاقتصادية والسياسية للميليشيات.

الموصل أسيرة الميليشيات

الناشط الموصلي عمر سعد الله أكد لمراسل (باسنيوز)، أن قبضة الميليشيات على الموصل تسبب بالاستيلاء على مواردها المالية، فالمشاريع لا تخرج إلا بموافقة الفصائل، والمقاولات لا تحال إلا بموافقتها، كما أن الاستثمارات الكبيرة لا تمنح الا بمشاركة ممثلين عن تلك الحشود.

وأضاف سعدالله، أن «الحشود وبعد أن تراجعت عن سياسة فرض الإتاوات التي كانت تنتهجها في السابق، تقوم حاليا بفرض إتاوات من نوع جديد، من خلال تنفيذ حملة اعتقالات ومن ثم إطلاق سراح المعتقلين مقابل مبالغ مالية، ومن خلال تهديد رجال الأعمال والشركات، وعبر الاستيلاء على عقارات الدولة والأملاك الخاصة بالمواطنين».

وشدد الناشط الموصلي على أن أي عملية تستهدف الميليشيات ومكاتبها ستؤدي إلى التقليل من نفوذها وبالتالي التقدم ولو خطوة واحدة نحو الحد من استغلال مسمى الحشد الشعبي في عمليات ابتزاز المواطنين.

والعام الماضي أوصت لجنة تقصي الحقائق البرلمانية الفصائل المسلحة بغلق المكاتب الاقتصادية في الموصل بعد تورطها بعمليات ابتزاز وفساد وفرض إتاوات واستيلاء على الأموال الخاصة والعامة.

الدعم الأمريكي

الباحث السياسي مجاهد الطائي أكد وجود حاجة ملحة لتوسيع الاعتقالات بحق عناصر الميليشيات في المدن المحررة التي تهدد السلم الأهلي وتستغل سطوة السلاح وغياب الدولة والقانون لتحقيق أهدافها الاقتصادية والأمنية بدون أي رقابة أو متابعة وضبط من الدولة، لكنه رهن نجاح أي عملية ضد الميليشيات بوجود ضغط أمريكي بهذا الاتجاه.

نيوز ويب | المشهد العربي | مجاهد الطائي: الفساد منتشر بشكل كبير في ...

مجاهد الطائي

وقال الطائي لـ (باسنيوز)، إن «أسباب الاعتقالات الأخيرة كانت مقتصرة على خلايا الكاتيوشا التي تهدد المصالح الأمريكية، بينما هذه الميليشيات تعيث فسادا في المدن الأخرى بدون أي تحرك حكومي».

وأضاف الطائي، أن «هناك قدرة للدولة على ضبط هذه الميليشيات بالقوة، خاصة إذا كان هناك دعم داخلي من قوى تدعو للإصلاح بين الحين والآخر، ودعم دولي يريد استعادة الدولة وتقليص نفوذ إيران ومنظومات اللادولة من حلفائها»، مشيراً إلى أن الحكومة تفتقد للنية في ذلك، فلا تزال مصائب وويلات المدن المستعادة ليست من أولويات الحكومة وليس هناك جدية في ضبط الميليشيات في هذه المدن عدا بغداد.

وتوقع الباحث مجاهد الطائي، أن تحرك الكاظمي الأخير كان في سياق تأمين المصالح الأمريكية ومن أجل ضبط هذه الخلايا قبل الجولة الثانية للمفاوضات الأمريكية العراقية التي ترفضها الميليشيات الولائية، واستبعد في المرحلة المقبلة على الأقل ضبط تلك المجاميع في المدن المحررة إلا إذا كان هناك ضغط أمريكي ودولي بهذا الاتجاه.

الفصائل أقوى من الدولة

لكن النائب السابق عن نينوى محمد نوري العبد ربه حذّر من تصاعد قوة الفصائل المسلحة على حساب الدولة، مؤكدا أن ذلك سيضع العراق في مفترق الدولة واللا دولة.

النائب محمد نوري العبد ربه يؤكد وجود اتفاقات من قبل جهات دولية مع ...

محمد نوري العبد ربه

العبد ربه قال لمراسل (باسنيوز)، إن «العراق بشكل عام والموصل على وجه الخصوص تحتاج لعملية نوعية ضد المكاتب الاقتصادية للأحزاب والجماعات المسلحة التي تؤثر بشكل سلبي على حركة الإعمار».

وأكد العبد ربه، أن الحكومة قادرة على تحجيم دور الفصائل المسلحة في حال تم دعمها من قبل بعض الأحزاب السياسية».

وأضاف «نخشى من ضعف قوة الحكومة في المستقبل مقابل زيادة قوة الجماعات التي تدعي الانتماء للدولة لكنها لا تنتمي لها»، مبينا أن ذلك يمثل حالة الصراع بين حالة الدولة أو اللا دولة، داعياً السلطات الحكومية إلى اتخاذ إجراءات سريعة ضد الجماعات الخارجة عن القانون وحصر السلاح بيد الدولة.

و تهيمن الفصائل المسلحة التابعة لبدر والعصائب وسيد الشهداء وبابليون ولواء الشبك على المشهد الاقتصادي والأمني في الموصل ومحطيها.

وفي بعض الأحيان تتدخل تلك الحشود في تغيير المسؤولين المحليين وفرض مسؤولين مقربين منها في الدوائر المهمة، لإحكام السيطرة على المحافظة التي طالما طالبت بسحب تلك الفصائل دون استجابة من السلطات الاتحادية في بغداد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here