موقع بريطاني: صراع سني شرس لتولي منصب رئاسة الوقف السني

ترجمة / حامد أحمد

كشف موقع أراب ويكلي البريطاني ان هناك صراعا شرسا يدور على منصب رئيس ديوان الوقف السني يؤلب اجنحة متعددة من الحزب الاسلامي العراقي ضد احدهم الآخر.

الديوان، ليس فقط مصدر مالي مهم، بل هو بطاقة مهمة لمناورة سياسية ضمن البيت السني وضمن سياق العلاقات مع مكونات طائفية اخرى من المجتمع العراقي والبلدان الاقليمية المتكفلة بهم بضمنهم ايران وتركيا وقطر.

من الناحية النظرية، منصب رئيس ديوان الوقف السني يعادل مهنيا منصب وزير، مع اختلاف هو ان كل من يجلس على كرسي رئاسة الديوان يسيطر على ميزانية مالية ضخمة. ولهذا كلما يصبح المنصب شاغرا، تندلع هناك منافسة ضروس ضمن اوساط سنية في العراق لملئه.

رئيس هذا الديوان يسيطر على عوائد يتم جمعها من آلاف الاضرحة الدينية المنتشرة في انحاء البلاد، التي يتبرع لها زائرون بملايين الدولارات سنويا، فضلا عن عدد ضخم من العقارات التجارية وأراضي مؤجرة ومنافع استثمارية.

العوائد المالية المستخلصة من الاوقاف السنية تقدر بحدود 6 مليارات دولار سنويا، وهي ما تعادل اقل بقليل من نصف الميزانية العامة لبلد مثل الاردن.

الرئيس السابق للوقف السني عبد اللطيف الهميم، ترك المنصب في ظروف غامضة، الرئيس المؤقت للوقف حاليا هو وكيل الوقف سعد كمبش.

وعلم موقع أراب ويكلي، أن الحزب الاسلامي يتحرك في اكثر من جهة للحصول على منصب رئاسة ديوان الوقف السني، وسط منافسة حادة ضمن اجنحة الحزب. أحمد حسن الطه، عضو الهيئة العليا في المجمع الفقهي العراقي، يدعم احد اقربائه لهذا المنصب الشاغر وهو، صلاح الدين فليح عضو الحزب الاسلامي العراقي، ولكن هناك مرشحان آخران لهما ارتباطات بفروع مختلفة من حزب الاخوان المسلمين في العراق.

من المتنافسين الشديدين ايضا على هذا المنصب هو رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، الذي فشل في تأمين مقعد له في البرلمان أو الحصول على منصب وزاري في حكومة مصطفى الكاظمي او عادل عبد المهدي.

يتمتع احمد حسن الطه، بسمعة جيدة كأحد كبار علماء المجمع الفقهي العراقي ولكن دعمه لصهره لاشغال منصب رئاسة ديوان الوقف السني، اثار جدلا واسعا مما دفع بالمرشح المفترض صلاح الدين فليح، ان يسحب ترشيحه بعد حملة شرسة شُنّت ضده.

مصادر مقربة من المجلس الفقهي الاعلى أشارت الى ان رئيس المجلس يعتقد بان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يواجه ضغطا كبيرا لاختيار رئيس للوقف، والشخص الابرز هو رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري.

الجبوري هو قيادي في الحزب الاسلامي العراقي. سعى سابقا للاستحواذ على منصب السكرتارية العامة للحزب ولكنه كان من حصة أياد السامرائي.

وعقب خسارته، نحى الجبوري نفسه جانبا عن الحياة الحزبية مع مجموعة اخرى من قياديي الحزب الاسلامي، ولكنه لم يقطع علاقاته المقربة كاملا من تيار الاخوان المسلمين. وتقول المصادر ان الامين العام الحالي للحزب الاسلامي رشيد العزاوي، هو مرشح قوي ايضا لمنصب رئيس ديوان الوقف السني، مشكلا بذلك حدة مضافة في التنافس على المنصب. العزاوي يتمتع بدعم احزاب شيعية مقربة من ايران، حيث قضى فترة طويلة من حياته هناك. وتشير المصادر الى ان كلا من طه والجبوري والعزاوي يتحركون في عدة اتجاهات وعلى مختلف الاصعدة ليضع كل منهم يده على كرسي ديوان الوقف السني. واستنادا لمصادر سياسية فان اي من المرشحين للمنصب ليس له أي امتياز سياسي على الآخر. ويعتقد مراقبون ان ديوان الوقف السني يعد الفرصة الاخيرة للحزب الاسلامي بان يعيد تنظيم صفوفه في العراق، وسط توقعات من ان الجناح الذي سينتهي بتربعه على الديوان هو الجناح الذي يمثل تيار الاخوان المسلمين في العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here