العراق الدولة … اليوم يحكمها..اللا حضاريون … هل ينتصرون ؟.

د.عبد الجبار العبيدي

——————————————-

لا احد يستطيع ان يفصل بين التاريخ والحضارة …ان الذين يعتقدون بنظرية الفصل لازالوا الى اليوم لم يأتوا بشيء جديد ،سوى اعتقادهم بأن الحضارة ثمرة من ثمرات التاريخ السياسي للدولة، لكنهم يتكلمون بلا دليل.

ليس لدينا نظرية ثابتة في تكاثر الانسان على الارض،سوى ما درسناه من انتقاله من الغابة الى السهول على شكل افراد وجماعات،ولا زال انسان النياندرتال منذ 50 الف سنة الى اليوم مجهول المصير . ولم تعطينا الدراسات الحضارية لحد اليوم تفسيراً واقعيا لكيفة الانتقال والتفاهم فيما بينهم،سوى بعض اثارهم القديمة وما تردد من الاشارات وحركات الوجه وجمل قصيرة لا نفهم معناها أشبه بتمتمات التماثيل.ولم يصل الانسان الى لغة التفاهم الا بعد عصور طويلة. ..نما فيه ذهنه وجعله يشعر بحاجة للتعاون مع الاخرين،من هنا بدأ التحرك الحضاري نحو بناء الانسان..الجديد..لكن القصص القرآنية التي جاءت من الجزء المتغير من احداث التاريخ مثلت لنا خط تطور احداث التاريخ الأنساني بالمعرفة والتشريع والسلوك وهي مؤشرات حضارية مهمة لأستنباط خط تطور التاريخ وحياة البشر”تلك من أنباء الغيب نوحيها اليك..هود 49″..وتبقى القصص القرآنية سندا واقعيا لما جاءت به وثائق التاريخ ..”نحن نقص عليك نبأهم بالحق الكهف 13″..

لم يبدأ الانسان يفكر تفكيراً منطقياً منظماً يصاحبه العزم والتنفيذ الا بعد ان اجتاز مرحلة الغابة والاشارة او التمتمة وانتقل الى عصر التعاون والتآزر في مواجهة الطبيعة والحياة الصعبة التي عايشها منذ القدم بعد ان أصبح عقلهُ يربط ظواهر الحياة والطبيعة ، فبدأ بمعرفة عمل البيت والطرق وجسور الخشب ودرىء خطرالفيضانات ومقاومة الحيوانات الضارية حفاظا على حياته وحياة الاخرين. اي بداية ظهور المهارات الفكرية التي ساقته نحو الحركة التاريخية..من هنا قال العلماء ان العقل نفسه أول مخترعات الأنسان…والذي به خطا الخطوة الاولى في بناء الحضارة.

وحين اصبحت الجماعات تتعايش مع بعضها البعض تشكلت القيادات الجماعية، وبدأ التحول السياسي الحقيقي في تكوين الدولة او الامة بعاداتها وتقاليدها وقيمها الروحية، لكن الوثائق المكتشفة لم تخبرنا عن الزمن بالتحديد ..من هنا نلاحظ ظهور التفكير المنظم والادراك العميق لمسئولية القيادة الجماعية،أو قل تنازل الافراد عن بعض حقوقهم مقابل قيادة تحكمهم وترعى شئونهم ، أي ان الحاكم ليس مطلقا في حكمه للجماعة..فبدأ العرف والقانون غير المكتوب يصبح قاعدة لهم،وبالتدريج ظهرت كل المفاهيم الاخرى التي بنيت على المثل العليا في اتباع مكارم الاخلاق حين وضعت الجماعة بمستوى المسئولية المطلوبة لخدمة الفرد والجماعة معا.من هنا ابتكرت الأديان كمنظم للحق والعدل ليس الا؟ ومن يتبع حركة ظهور الدول يجد ذلك واضحا منذ قيام حركة الوعي الفكري وظهور الجماعات المتعاونة فيما بينها.. وبالتدريج ظهر القانون والدستور الذي به ارتفعت حركة الحقوق التاريخية الى مستوى الاحكام حتى سارت الشعوب في ضوئها لانجاز الحقوق.

بعد هذه المرحلة المهمة من تاريخ البشر قررت الجماعات المتضامنة الانتقال الى بيئة اخرى بعد ان كونت القيادة الجماعية التي عرفت التفكير المنظم والعزم والتنفيذ ،وهذا الذي ساقها الى تكوين النظم والدول فاستمرت وتقدمت ،بوعي قيادتها الفكرية تماما حتى اصبح لها حقوق وواجبات ومن معها وحولها.الدول منذ القديم بدأت في غالبيتها بهذ الاتجاه من دعوة الى تنظيم الى التزام بحقوقها وواجبات منتسبيها وظلت تتقدم في معارج الرقي حتى انتقلت من جماعة الى امة ، ومن أمة الى دولة بالمعنى القانوني المعروف .لكن بعضها على قوتها وثباتها اهتزت جذورها عندما خرجت على القانون والدستور وسخرت امكانياتها لصالح قادتها لا لشعوبها منذ القدم كما ذكرتها الاساطير والقصص القرآنية في قصص ابراهيم وهود وعاد وثمود وكيف انحرفت فجرفها الزمن.. ولنا في عهدي الامويين والعباسيين مثلاً بعد ذلك وكيف انتهت الى السقوط والزوال ..فماذا يفكر من يحكمون في الأمة اليوم بلا قانون ولادستور..ولا حتى أديان ؟ فهل من فكرٍ ووعيٍٍ يحرك الشعور..؟

ان المفهوم الحركي للتاريخ ليس واضحاً في موسوعاتنا الفكرية لعشوائية الرأي السليم ..ولعدم مصاحبة هذا المفهون العمق الفلسفي والنفسي للمؤرخ حين بدأ يكتب وينقل للاجيال مفاهيم التغيير الجديد بتمثيل النص للعقلانية الفكرية والابتعاد عن الطوبائية التي سادت مجتمع ما قبل الاسلام ..وأحلال آيديولوجية جديدة قائمة على الحق والعدل التي جاءت متناقضة لآيدولوجية القديم ..حصل هذامباشرة بعد رحيل صاحب الدعوة الذي اراد بشروطه الحقة ايجاد التوازن بين الناس دون أفضلية لهذا او ذاك. لكن نظرية منا أمير ومنكم أمير جعلت المؤرخ يؤكد ان ما سُل سيف في الاسلام مثلما سُل على الخلافة..وهنا كانت بداية النهاية للتغيير على رغم قوته وتكوين الدولة فيمابعد..لأن الاساس ظل قائما على الهشاشة والعداوة فضربت وحدة الامة.

كل الجماعات التي تحضرت وكونت الدول ،ركزت عل عاملين أثنين هما : الامن والقانون وفصل سلطات الدولة عن حقوق الناس..وحول فكرة الارتباط بين التشريعات التي يضعها الأنسان والقوانين الحتمية التي تحكم حركة الطبيعة ..فحين ثبتت الحرية بالقوانين نهض الاقتصاد بسيادة الامن في التطبيق ..لذا عكف الفلاسفة على التاريخ يدرسونه ويستخرجون منه الأحكام والنظريات من تجارب الأمم والشعوب التي سبقتهم كاليونا ن والرومان ، وحضارات العراقيين والمصريين التي منها استقوا بصيص نور هداية للقوانين ..حتى استطاع العلماء ان ينشئوا فكراً جديداً واسع المدى قياسا على الأسس الضعيفة التي بها كانوا يحكمون..نعم هكذا كانت بداية التحرك هو ظهور العلم والعلماء وأحتضانهم وكتابة الدستور والقانون بروح الانفتاحية بعيدا عن التزمت في النص والعادة والتقليد..لا عزلهم وقتلهم كما نحن اليوم..ففتحوا أبواب عصر جديد..هنا اصبح الخلاص من القيادة المتخلفة والمستبدة امرا محتما حتى انتهت بسقوط اليونان والرومان والعثمانيين والامويين والعباسيين وكل من اتخذ نظرية الاستبداد والدين المطلق عقيدة في حكم الجماهير..وبذلك نشأت قاعدة جديدة للتفكير الواقعي المنطقي المنظم..ومن بعدها ظهرت نظريات الحقوق والحريات التي تمتع بها الانسان فبدأ الأنفتاح لعصر جديد . .أنه منهج مدرسي منظم منذ القديم..

وبظهور نظريات التوافق بين المواهب والقدرات الانسانية مع القوانين التي ضمنت الحقوق والمساواة نجحوا في الانتقال الى مرحلة الدولة الحديثة التي يحكمها القانون.. ولم يبقَ للمستبد بالحق والقانون من مكانة مع الفكر القائم على العقل في التطبيق..لذا يُخطأ من الاسلاميين الحاكمين من يعتقد ان الدين فرضَ عليهم فرض الالتزام القسري على الناس..كلا بل فرض الاستقامة والعدل وحقوق الجماهير.. فالدين لايعترف برجال الدين ولا يخولهم حق الفتوى على الناس ولا يميزهم بلباس معين ..حتى اصبح النص الديني مراقب وحسيب على تطبيق الميزان الاخلاقي والقانوني بين الناس لا اراء المتخلفين منهم بشريعة هم استنبطوها بعيدة عن حكم العدل والحق في الدين..و بعد ان اخترعوا المذاهب والملل ليسودوا على العالمين ..هنا كان موتهم وكراهية الناس لهم…حين حرم الدين الخيانة والاعتداء والتزوير والفساد بآيات حدية لا تقبل النقاش.ضماناً لحقوق الناس..فهل قرأتها مؤسسة الدين او ما نسميا بالمرجعية صاحبة الرأي الأخير ..ومن يحكمون وطن العراقيين اليوم ..؟ حتى اصبح الشرف يعني التعفف والتسامي بألتزامات لابد من الألتزام بها ليتعففوا ويتساموا في الحقوق..وهي من عادات وتقاليد الآولين..من هنا جاءت سورة الاعراف القرآنية تطبيقا لقيم الحق والعدل في الدين.

ومن هنا جاءت ايضاً نظرية الحكم الصالح وكيفية التحقيق..بعد ان تخلص العراقيون من حكم الدولة العثمانية البغيض فجاء استقلال العراق عام 1921،بعد تضحيات العراقيين المخلصين ،والعراقيون ادرى بشعابهم ،كما وصفه المرحوم جلالة الملك فيصل الاول(ت1933 م ) بمذكرته المشهورة بعد تتويجه ملكا على العراق حيث قال رحمه الله جزافاً:(بلد تنقصه الوحدة الفكرية والملية والدينية ،مبعثر القوى،فيه المتعصبون من الُسُنة والشيعة والاكراد والاقليات الاخرى من مسيحيين وغيرهم ) لكن بفضل الله وهمة الشعب توحد كل العراقيين في ثورة العشرين ،فماذا كان عليهم ان يفعلوا غير : حكم منضبط ، وعدالة متناهية ، وحكام مدبرين في السياسة خبرة وتجربة وكفاءة بعيدين عن الطائفية والعنصرية والاغراض الشخصية ،على جانب كبير من الامانه والاخلاص واحترام شعور الاخرين.هذا هو تاريخكم لمَ لم تقرؤوه؟وحين اهملوه سقطوا مثل السابقين؟..فهل من تفضلونهم اليوم على العراقيين من الغرباء في الحقوق سيقفون معكم عند الشدة..؟ هذا مستحيل..

ويبقى الدين الذي جاء عامل وحدة بين الناس ..صاغوه وحولوه الى عامل فرقة بين المواطنين..بظهور مصطلحات السثة والشيعة والمالكية والشافعية والحنبلية وغيرها كثر,,بعد ان غرزوا في اذهان الناس نظريات الحلال والحرام وهي غير موجودة في القرآن بل الموجود منها هي نظريات الأحكام والنواهي بأيات حدية لا تقبل التاويل..وبوجب النص …. لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى،فالوطن وطن الجميع .. وكلهم من المسلمين بفارق الرسالات والزمن الطويل من النبي ابراهيم حتى الرسول محمد (ص) والمسلم هو الذي اطاع عقيدة الاستقامة في الدين وليس من صلى وصام كذبا ورياءً امام العالمين ..ألم يوصي القرآن عيسى (ع) بضرورة تعلم “الكتاب والحكمة والتوراة والأنجيل آل عمران 48″ويقصد بالحكمة السُنن الآلهية لاسعاد البشر ..وكتب الرسالات الابراهيمية الاخرى وأستيفاء المعرفة منها وهم كلهم من المسلمين “الأحزاب 35 ..” أم نبقى نهرول خلف أختلافات فقهاء الدين..لا ادري من خولهم التفريق ؟ كنا نأمل منهم القدوة كما كانوا يقولون..فصدقناهم لكنهم همُ من تزعم التفريق..دعوهم هُم والقدر يتصارعون..فليقرأوا النصوص الدينية قراءة رأسية ليتفكروا الصحيح.. أذن لماذا صيغت قوانين الدولة بأختلاف الاجناس وبقي الدين مثبتا في الهوية ألم يكن من أجل عدالة السماء في الانسان..أم جاءعلامة تفرقة بين الأنسان والأنسان.لا ادري كيف يفكرون .. “آخذناها وبعد ما ننطيها “وبهذا النفوذ المتعجرف المتزايد المرعب يحكمون.. ؟ومن فشل الى فشل يحققون والغالبية من الشعب اصبحت من المتذمرين، فهل سنبقى من الساكتين املا بالزمن والمغيرين؟ فأذا كنا كذلك دون همة واقتدار سيكون املنا مستحيل..

هذه السياسة المبنية على التعالي القبلي والديني والمذهبي خطئاً ألحقَت الضرر بالوطن والمواطنين معا وبهم ايضاً ، لكن المعتدين لا يشعرون ،لهذا قال الحق :”ان الله لا يحب المعتدين”..،كفاية متى تشبعون مالا ورياشا وجنساً في متعكم وانتم عند الأخرين أذلاء مهانون..ابناؤكم في الخارج في القصور والاموال يرتعون..وابناء الوطن على الأرصفة في المنطقة الخضراء نائمون ..الا.. ترونهم عندما كل يوم تمرون بحماياتكم التي لا تستحقونها تنظرون ..؟ لا حل امام العراقيين الا بفصل الدين عن السياسة لتحديد حقوق الناس عن سلطة الدولة كما فعلت الدول المتقدمة وأنتخاب من ترونه عدلاً ولا غير… وندعوالله ان لا يبقي للكافرين ديارا….

واليوم بفضل ثوار تشرين الابطال الميامين ..صحى المارد العراقي من نومه ليرى كل شيء يجب ان يتغير لصالح المواطنين،كما قلنا ونبهنا وكتبنا الكثير ومادروا ان العودة للماضي مستحيل.. ..لكن الذين كان في آذانهم وقرُو حين عَتم عليهم المستشارون الذين نصبوا انفسهم نيابة عن الشعب حكاماً ومسئولين لا يسمعون .. وماهم ومستشاريهم الا نكرات اتيحت لهم فرصة اللا معقول من امريكا التي اليوم يحاربون ،واليوم ليثور المخلص على السكوت وان كان بعد فوات الاوان لكن الهمة دوما احسن من الفتور.وها ترى الرئاسة للدولة والرئاسة للوزراء ونواب الصدفة تتراشق التهم كل من جانبه يدعي الدستور والقانون،وهم عنه بعيدون، كأننا أنشئنا نظرية جديدة اسمها نظرية اللغوة تتزعمها فضائيات التخريب والا هل رأيتم مثل هؤلاء يصبحون رؤوساء القوم الذين يحكمون..لا ابداً يا تاريخ لا تظلم عراق العراقيين..ويوم قلناها قبل سنة عدونا من الحاقدين المتجاوزين،لا والله لو ملكونا الدنيا لن نخون..واليوم هم يريدون لملمة اطراف الرداء الممزق فلا يستطيعون..ولا ندري غدا بعد ان يخرج المحتل الذي به يطالبون ،ماذا يفعلون ؟ ..

ليبقى الحاقد الشرقي اللئيم عليه يتكئون..لكن نقولها بملىء الفم لن يربح منكم الا المخلصون الذين مع الشعب يقفون وللانتهازية والباطل يرفضون،ولا ندري ما تخبأه الاقدار للمتخاصمين ،أهُم في قلعة مماليك محمد علي الكبيرفي قاهرة المُعز سيختفون ..ام في قاعة الخلد سينتهون .فهل سيعود التاريخ مرة اخرى ليكتب مصير المهملون الذين الا على مصالحهم ساهرون ..فالتاريخ لا يرحم المقصرون..ولا يعيد نفسه لكن الاحداث تاتي متشابه في الزمن المختلف على المجرمين..الا.. يشعرون..؟

أضاعوك ياعراق يا وطني العزيز ،بمحاصصة طائفية بغيضة حكموك،وبفدرالية شخصية قسموك،وببنوك بيعت فيها الدنانير الورقية بالعملة الصعبة وبأسمهم أفرغوك ،وبشركات الحماية المجرمة قتلوك،وبلجان الاغبياء الذين تنازلوا عن ارضك ومياهك أوقعوك، والجيران يستنزفوك مالا ونفطا وارضا ، وحكامك في الجنوب والشمال يهملوك،وسفاراتك لا ندري من فيها يحكمون..اهي لبعضهم ام لكل العراقيين

يخدمون ،وفيها بيعت اثارك ومخطوطاتك ممن حكموها ولازالوا فيها كالملوك ..من يسائل من في دولة ليس فيه من رقيب او حسيب .وعلماء الاجناس يقولون حتى الطفل بلا رقابة يَخرب في بطن امه دون رقيب من طبيب.

لم يتغير شيء في العراق الا ذهاب صدام واصحاب البِدل الزيتوني و الاخرين ، فحل محلهم الخونة القادمين اصحاب العمائم الملونة وأربطة الأرجنس وشراويل حميده أم اللبن وصاحبة نظرية الكيكة المقسمة و 7*7 ..والقادة الخائنون وغيرهم كثير ..والاستيلاء على السلطة والمنصب والوزارة والسفارة ونحن اصبحنا بنظرهم من المخالفين(كش ملك)،لماذا ؟ لاننا قلنا لاعوانهم وممثليهم الخائنين قولوا لاسيادكم السياسيين ، انكم اصبحتم من الناكثين.ولم تحققوا ما وعدتم به للحاضرين.هاهم أمامكم الأخرون يحاسبون الامير والرئيس والوزير والنائب وكل الاخرين،ولم يقولوا لهم انتم من المتأمرين او الخائنين ،لا بل هم احرار من الوطنيين..ولم يقتلوهم في ساحة التحرير ..فمتى تتعلمون ..؟

ونحن نقول لهم ولممثليهم ولكل الاخرين ،ان محمدا(ص) وأهل بيته والصحابة الذين بهم تدعون كذباً وزوراً لم ينجحوا الا بالعدل والوفاء بحق الناس وليس بشخوصهم والمجاهدين،والدولة الاسلامية على اتساعها وقوتها لم تسقط الا حينما تخلت عن الحق وحقوق الناس في عهدي الامويين والعباسيين بعد ان احتلوا بلدان الاخرين وقسوا على شعوبها بدون وجه حق وبلا قيم الدين ونسوا “لكم دينكم ولي دين “.. وسموها فتوحات اسلامية وادخلوها منهج الدراسة لتصبح حقيقة في رؤوس القارئين لكنهم كانوا كاذبين …واليوم نرى ان كل الوعود اصبحت لهم وللمستشارين والذين بعهد الله كانوا من الناكثين ولمصالحهم من الساهرين، ولقصورهم وارصدتهم البنكية من المكثرين، وليس لنا من حقٍ او من نصيب رغم المعاناة والتهجير والحمل الثقيل حتى حقوقنا لم نحصل عليها مثل الأخرين لأننا …. رفضنا خيانة الخائنين..

لعل أخطر ما عاناه العراقيون بعد التغيير في 2003 هو التزوير الذي تبناه اشخاص اختلفت ميولهم ونزعاتهم في طريقة النظر الى المضمون الوطني في التطبيق ..حتى اخذ التزوير طرقا متعددة تارة من القياديين ،وتارة من أمعات السياسيين وأخرين من مضللي التاريخ وسارقيه وممن تزعموا فيه أدارة ..حتى أختلط الحابل بالنابل ، فقامت حرب عشوائية بين المنتفعين والوطنيين لم تبقِ ولم تذر ..ولم يلمس الشعب العراقي منهم غير النزعات الملتوية التي اشاعت عملية التحريف والتزوير والاعتداء على حقوق الأخرين ..غير متورعين ولا وجلين من أحكامهم هذه وضلالاتهم تلك..فوقع الكل في خطأ التقدير…

ان العراق بلد حضاري أصيل ينبع من عين صافية لا عشوة فيها ولا ظلام ..ظل الشعب متماسكاً رغم كل ما عملوه من تخريب وتزييف وتزوير..حتى اشاعوا من اجل هذا التبرير كل ما عملوه من اخطاء ، ان الشعب مِليات مختلفة كما يقولون لا تملك الجديد ولا الأبتكار في الصحيح..وهذا الخطأ وقعت فيه الدولة العراقية منذ1921 في عهد الملك فيصل الاول..وهو أمر بحاجة الى تصحيح بعد ان تجاهلوا حضاراته الاربعة التي سبقت الامم الاخرى دماء التجديد ..فعلى المؤرخين ان يقولوا الحقيقة أوبعضها..للتاريخ..فالحقيقةلا يقف أمامها مستحيل..

نقول للحاكمين في العراق اليوم :ان الوقوع في الخطأ دون أدراك لا يُلام عليه المُخطأ..فالحياة تطور مستمروتغير دائم ..لكن ان يحني الخاطىء راسه ويتكيف لأراء اعداء الوطن ويطبق ما يريدون لهو الخطأ بعينه ..فلسنا نقره ولا نرضاه..فالوطن وطن الجميع وما الحاكم الا فرد فيه فكرامته من كرامة مواطنيه ..فالمبررات التي اعتدنا على سماعها منكم عبر مسيرة التغيير.. غير مقبولة ولا احد يؤيدها الا الراضين بتدمير الوطن..ومذلة الأخرين..

وأخيراً نقول لهم : اربعة لا ينصرهم الله ابدا.. وهم..

—————————–

المعتدون..ان الله لا يحب المعتدين..البقرة 190.

المزورون :اجتنبوا الرجس من الاوثان وأجتنبوا قول الزور..الحج30

الخائنون : ان الله لايحب الخائنين .. الانفال 58

الفاسدون : والله لا يحب المفسدين … المائدة 64

أفلا..تعقلون…؟

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here