السويد: جهة مجهولة توزع ميداليات للمعادين فكريًا لوجود المهاجرين!

السويد: جهة مجهولة توزع ميداليات للمعادين فكريًا لوجود المهاجرين!

إيهاب مقبل

في السويد اليوم، إذا طالبت في مقالة أو تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي بإعادة جميع الصوماليين إلى وطنهم، أو إذا زعمت بأن الأفارقة لديهم معدل ذكاء أقل وقدرة معرفية متدنية، أو إذا وصفت الأفارقة بالزنوج، أو إذا وصفت العرب بالخنازير أو الجراد أو القيء، أو إذا شتمت كلمة «الله» العربية، أو إذا وصفت مهاجرًا من خارج أوروبا الغربية بصورة عامة على إنه طفيلي أو فيروس، ثم بعد ذلك تحاكم قضائيًا في المحاكم السويدية بتهمة «معاداة مجموعة بشرية»، حينها ستحصل على ميدالية «معاداة مجموعة بشرية» من جهة مجهولة!

ولا يُعرف تحديدًا الجهة التي تقف وراء توزيع الميداليات إلى المعادين فكريًا لوجود المهاجرين في السويد، فقدْ تكون سويدية أو اسكندنافية، وقدْ تكون يمينية أو يسارية، ولكنها بالمحصلة صاعدت من نشاطها منذ موجة الهجرة الكبيرة للسويد في عام 2015 من خلال توزيع مئات الميداليات والرسائل للمجرمين فكريًا عبرِ إرسالها إليهم بالبريد العادي للمنزل.

وتعترف الجهة المجهولة صراحة في موقعها الألكتروني بأن الهدف من مشروعها هذا هو حث السويديين على التمرد ضد «الفوضى التي تشهدها البلاد بسبب المهاجرين»، وكذلك دعم ما وصفتهم بضحايا إساءة استخدام المفهوم القانوني «معاداة مجموعة بشرية». وتقول: «يجب أن يشعر أصحاب الميداليات بالفخر عند ارتدائها. يجب أن يحملوا شارة المحارب لبقية حياتهم. وهذه الميدالية للإعتراف المادي بجهودهم، ومظهر من مظاهر الحقيقة».

وتتهم الجهة المجهولة في موقعها الألكتروني الحكومات السويدية المتعاقبة بـ «الإستبداد الفوضوي»، وهو مفهوم صاغه المؤرخ والصحفي الأمريكي صموئيل تي فرنسيس في عام 1992، ويستخدم لوصف حالة مختلة وظيفيًا حيث تكون فيها الدولة مؤسسة ميئوسًا منها تتساهل بصورة فوضوية مع القضايا الكبيرة، ومستبدة بلا رحمة في الدفاع عن القضايا الصغيرة، يجرم القانون فيها الأبرياء الرافضين لفوضى الدولة البيروقراطية.

ويوجد في السويد عددًا من الأحزاب السياسية والمنظمات المسلحة المعادية لوجود المهاجرين، كفيلق فاسا شبه العسكري وحركة المقاومة النوردية في شبه الجزيرة الإسكندنافية.

وتعيش العنصرية اليوم في البلاد في أجمل صورها، في الشوارع والباصات والمدارس والجامعات والإعلام والشركات والمؤسسات، وتستهدف في الغالب لون البشرة والخلفية العرقية والدينية، وكل ما يخرج عن نمط السويدي: «الأبيض البشرة، الجرماني العرق، البروتستانتي الديانة كتقليد».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here