حدث عام 1920 ثورة أم جريمة

حدث عام 1920 ثورة أم جريمة
اي نظرة موضوعية لهذا الحدث بعد مائة عام على حدوثه يتضح انه جريمة كبرى وخيانة عظمى بحق العراق و العراقيين وخاصة الشيعة الذين يمثلون الأغلبية الساحقة من سكان العراق أكثر من 70 بالمائة لا زال الشعب العراقي يدفع ثمن تلك الجريمة وخاصة الشيعة وما يجري من ذبح للعراقيين وأسر واغتصاب للعراقيات وتفجير وتهديم لكل الرموز الحضارية والإنسانية في العراق الا نتيجة لهذه الجريمة البشعة التي لا مثيل لها في تاريخ الجرائم جريمة لم تقتصر ضحاياها على جيل واحد بل على أجيال متعاقبة بعد مائة عام والعراقيون يدفعون ثمنها أرواح ودماء وتخريب وهتك للأعراض وأسر واغتصاب وسخرية وقهر وإذلال
لأن هذه الجريمة البشعة أدت الى بناء عراق الباطل وأستمر هذا الباطل حتى ترسخ وأصبح من المستحيل القضاء عليه والويل لمن يفكر مجرد تفكير بتغييره بتبديله يتهم بالكفر والخروج على الشريعة على الدين ومن يخرج على ذلك جزائه الذبح على الطريقة الوهابية
المعروف ان العراقيين وخاصة الشيعة كانوا في ظل خلافة ال عثمان مجرد عبيد وخدم لا يمكن الوثوق بهم لأنهم لا يملكون شرف ولا كرامة ولا دين محرم عليهم التعيين في دوائر الدولة التعليم الدخول الى المدارس العسكرية بحجة أنهم خونة وعملاء
الغريب العجيب بعد دخول القوات الانكليزية للعراق لتحرير العراق والعراقيين وخاصة الشيعة من عبودية ووحشية ال عثمان وقف بعض الجهلاء من رجال الدين الشيعة الذين لم يفهموا الواقع لم يفهموا الإسلام ولم يفهموا التشيع الذي من أهم أركانه إقامة العدل وإزالة الظلم العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة للأسف كان مفهومهم للإسلام للتشيع خلاف ذلك اي ( الجهل فريضة على كل مسلم ومسلمة ) (وإقامة الظلم وإزالة العدل) كما ان الإسلام اي التشيع يرى ان الحاكم الكافر العادل أفضل من الحاكم المسلم الشيعي الظالم
للأسف هذه الحقيقة تجاهلها بعض رجال الدين وانخدعوا ببعض شيوخ العشائر الجهلاء الذين تعودوا على الغزو والنهب والسلب وقرروا الوقوف مع الظلم والظلام والجهل والعبودية والوحشية التي تمثلها خلافة ال عثمان ضد الحرية والعدل التي تمثلها القوات الانكليزية والحكومة البريطانية هذا لا يعني ان الحكومة الانكليزية تحب العراقيين وليس لديها نوايا ومصالح خاصة بها لكنها أكثر تطور وأكثر إنسانية وأكثر علما ومعرفة من خلافة آل عثمان التي احتلت العراق واستمر احتلالها أكثر من أربعة قرون من السنين لم يحصل أبناء العراق وخاصة الشيعة الذين يمثلون أكثر من 70 بالمائة من نفوس العراق غير الظلم والقهر والذل والجوع والجهل والتخلف والخوف والذبح
الغريب العجيب ان المجموعات التي كانت تخدم الاحتلال العثماني والتي كانت سيف وعين لخلافة الظلام والعبودية خلافة ال عثمان والتي كانت تذبح العراقيين وتكفرهم بالنيابة عن ال عثمان والتي كانت تدفع آل عثمان الى عزل الشيعة ومنعهم من الانتماء الى العراق و السخرية منهم مهما كان إخلاصهم وحبهم للعراق تحولوا فجأة الى خدم وعبيد للانكليز أمثال عبد الرحمن الكيلاني الوهابي المعروف والشيخ ضاري
كان عبد الرحمن الكيلاني وهابي الدين عدوا للشيعة شكل اول حكومة رفض ان يعين شيعي واحد وكان يختلي بقادة الانكليز ويقول لهم لا تثقوا بالشيعة لأنهم دعوا الحسين الى العراق وعندما أتوا به غدروا به وذبحوه وكان يلتقي سر ا بآل سعود ويطلب منهم إرسال مرتزقتهم الوهابية لغزو العراق وذبح الشيعة وكثير ما كان يتستر على هؤلاء ويحميهم وكان يقول نحن في خدمة الانكليز فهم ربنا ونبينا
اما الضاري فكان من الشيوخ الذين لهم مطامع خاصة فاستخدمته الدولة العثمانية لحماية مصالحها الخاصة ولما انهزمت القوات العثمانية تقرب الى القوات الانكليزية فعينوه حاميا ومدافعا عن المصالح الانكليزية المنتشرة في الصحراء براتب قدره 750 روبية الا انه كان له تطلعات غير مهيأ لها فقرر الانكليز إهماله وعدم احترامه فقطعوا راتبه الشهري مما ثار غضبه فقرروا إعادة الراتب اليه ولكن بمبلغ 500 روبية أي أقل من راتبه السابق
وبعد تحرير العراق والعراقيين في 9-4-2003 من عبودية الطاغية وعاد العراق الى أهله وشعر العراقي لأول مرة انه عراقي إنسان له وطن اسمه العراق وخاصة الشيعة رغم أنهم يمثلون أكثر من 70 بالمائة من العراق لكنهم لا يعترفون بعراقيتهم كان يطلق عليهم عبارة الغوغاء لا يملكون شرف ولا كرامة ولا غيرة فهم يزنون بمحارمهم ليس لديهم قيم ولا أعراف هذه مقالات نشرها المقبور صدام في جريدة الثورة الجريدة الرسمية والمركزية لحزب البعث الصهيوني
حاول العبيد ان يكرروا لعبة جريمة العشرين في2003 التي كانت تدعوا لجريمة جديدة لذبح الشيعة وتنفيذ شعار لا شيعة بعد اليوم بحجة طرد المحتل وفعلا تمكنوا من خداع بعض البلهاء والأغبياء من الشيعة وبعض الشخصيات والمجموعات التي صنعتها مخابرات صدام وال سعود وبعض الجهلة والثيران وفعلا كادت تنجح خطتهم لكن وجود المرجعية الدينية الشجاعة والحكيمة المتمثلة بمرجعية الإمام السيستاني وقفت بقوة وتحدي من أجل إزالة عراق الباطل وإقامة عراق الحق والعدل من اجل عراق حر واحد موحد ديمقراطي تعددي عراق يحكمه الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية والقانونية عراق حر يضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة
طبعا ذلك لا يعجب أعداء العراق ال سعود ومرتزقتهم عبيد صدام وجحوشه لهذا جمعوا جمعهم وأعلنوا الحرب على العراق والعراقيين فالعراق الحر الديمقراطي يعني القضاء على وجودنا هكذا كانوا يعتقدون
ومع ذلك لم ولن نعود الى بيعة العبودية وهذا يعني وقف نزيف الدم الذي نتج عن جريمة العشرين الذي بدأ في 30 حزيران 1920
هل أكون خاطئا اذا قلت كل ما حدث في العراق من ظلم ووحشية وكل معانات العراقيين وخاصة الشيعة من قهر وذل وفقر وجهل وسخرية وعزل وتمييز وعدم احترام وذبح وقتل وتهجير في السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وجريمة سبايكر وسجن بادوش وما حل في سنجار من ذبح لأبنائها وأسر واغتصاب لنسائها وغيرها من الجرائم المستمرة يتحمل مسئوليتها الذين شاركوا بجريمة العشرين
لأن تلك الجريمة أسست عراق على باطل وكل ما نتج عنه فهو باطل
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here