جماعات الكاتيوشا تفشل بالرد على عملية الدورة: إحباط عمليتين لاستهداف الخضراء وقاعدة التاجي

مع قرب استئناف الحوار الستراتيجي بين بغداد وواشنطن، عادت ما تعرف بـ”جماعات الكاتيوشا” لاستهداف المنطقة الخضراء وسط العاصمة بالصواريخ.

بالمقابل حاول بعض المتظاهرين، اقتحام المنطقة الحكومية للوصول الى السفارة السعودية، تنديدا بما اعتبروه اساءة للمرجع الاعلى علي السيستاني.

واخطأت الصواريخ –كما يحدث في اغلب الاحيان- في الوصول الى السفارة الامريكية داخل المنطقة الحصينة، لتسقط هذه المرة على تجمعات سكانية قريبة من الخضراء.

لكن مصادر افادت بان الصواريخ التي اطلقت، فجر امس، تغير مسارها بعد ان اعترضتها منظومة دفاعية خاصة بالسفارة.

وجاءت الهجمات الجديدة، بعد 5 ايام من اطلاق سراح معتقلين تابعين لكتائب حزب الله، متهمين باطلاق صواريخ على المنطقة الخضراء.

واحرق المفرج عنهم- بعد 4 ايام من الاعتقال- علمي امريكا واسرائيل، كما داسوا بأقدامهم على صور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بحسب ما نشرته وسائل مقربة من حزب الله.

وقالت الحكومة في وقت سابق، ان اوامر القبض الصادرة في “عملية الدورة” استهدفت شخصا واحد، فيما اعتقلت القوات الامنية 13 شخصا كانوا متواجدين مع المطلوب.

واوضح المتحدث باسم الحكومة احمد ملا طلال في مؤتمر صحفي انه “في الأسبوع الماضي وردت معلومات استخبارية عن محاولة لاستهداف مناطق حساسة وممثليات دولية في بغداد”.

واضاف ان “جهاز مكافحة الإرهاب تعامل بشكل سريع مع تلك المحاولة”، مشيرا الى ان “أمر القبض صدر بحق شخص واحد، فيما تم القبض على 13 شخصا كانوا متواجدين مع المطلوب”.

وتابع انه “ليس لرئيس الوزراء أي تدخل بالأوامر القضائية الصادرة”، مشيرا الى ان “مسؤولية الحكومة فرض هيبة الدولة”.

وكانت المعلومات حول اعداد المعتقلين والمفرج عنهم قد تضاربت. فيما رجحت مصادر حدوث “ضغوطات” لاطلاق سراحهم او الغالبية منهم، قبل ان يعلن مسؤول في “الحشد” حدوث “جلسة صلح” بين الحكومة والفصائل.

وكتب مدير اعلام هيئة الحشد الشعبي مهند العقابي، بعد يوم من اطلاق سراح المعتقلين، عن اجتماع ضم قادة الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الارهاب، قبل ان يعود لحذف تغريدته.

وقال العقابي في التغريدة إن “الكاظمي جمع قبل قليل قادة الحشد وقادة جهاز مكافحة الارهاب في جلسة ودية لترطيب الاجواء”، مضيفا: “قادة الذباب الالكتروني الي ظل يركص (يرقص) للصبح ليلة احداث البوعيثة جفونا شركم رحمة للعباس”.

وداهمت قوات مكافحة الارهاب، نهاية حزيران الماضي، احد مقرات كتائب حزب الله في الدورة، جنوبي بغداد، وعثرت على منصات للصواريخ، يعتقد انها كانت تستخدم في الهجمات التي طالت منشآت محلية واجنبية حساسة.

ونفذت ما تعرف بـ”جماعات الكاتيوشا” 40 هجوما في العاصمة بالاشهر الـ7 الماضية. وجماعات “الكاتيوشا” هي تسمية اطلقت على جهات مسلحة غير معروفة، تستخدم هذا الاسلوب في مهاجمة مواقع عراقية واجنبية.

صواريخ على قاعدة من خشب

وفجر امس، سقط صاروخان استهدفا المنطقة الخضراء، اصاب احدهما البنايات السكنية في منطقة الكرادة القريبة لـ”الخضراء”، والآخر سقط في محيط المنطقة.

وقالت المصادر لـ(المدى) ان “الصاروخ الاول تم تصديه من قبل منظومة الدفاع الجوي في السفارة، والاخر سقط قرب ساحة اعتصام الخريجين في محيط الخضراء”.

بالمقابل اعلنت خلية الاعلام الامني، التابعة للحكومة، ان “صاروخا واحدا” الذي استهدف المنطقة الخضراء انطلق من منطقة علي الصالح، غربي العاصمة، فيما تم افشال الاخر.

وذكرت الخلية في بيان ان “الصاروخ سقط بجوار احد المنازل بالقرب من قناة بلادي الفضائية، مما ادى لجرح طفل وحصول اضرار في المنزل”.

واضافت ان “القوات الامنية تمكنت من احباط هجوم آخر في منطقة ام العظام، والسيطرة على صاروخ كاتيوشا ايضًا وقاعدة الاطلاق، وقد تبين ان هذا الصاروخ كان موجها نحو معسكر التاجي شمالي العاصمة”.

وعرضت الخلية صورا للصاروخ الذي تم احباط اطلاقه، وقد وضع على منصة خشبية للاطلاق، فيما احدث الصاروخ الثاني فتحة في الشقة السكنية التي سقط فيها.

وجرى الهجوم بعد ساعات من سماع اصوات غريبة، داخل المنطقة الخضراء، قيل انها صادرة من السفارة الامريكية لتجربة منظومة “الباتريوت”.

وقال النائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي، عقب صدور تلك الاصوات، إنه “على الحكومة اتخاذ إجراء حازم يضمن إيقاف التحركات والأفعال التي من شأنها استفزاز مشاعر أبناء الشعب العراقي”.

وأضاف في بيان: “قيام السفارة بإطلاق النيران في منطقة سكانية بقلب بغداد عمل غير مقبول وتحدٍ آخر ضد البلاد يضاف لجملة استفزازاتها وتحركاتها غير الشرعية في العراق”.

واعتبر الكعبي أن “إطلاق نيران بحجة تجربة استخدام منظومة دفاع جوي هو أمر مخالف لكل القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية”.

وحتى نهار امس، لم يصدر عن السفارة الأميركية او الحكومة العراقية أي تعلَيق رسمي حول الممارسة الأمنية التي نفذت داخل السفارة في المنطقة الخضراء.

لكن بعض التسريبات، قالت ان الاصوات هي لمنظومة ضد صواريخ “قصيرة المدى” تابعة للسفارة ادخلت في مطلع العام الحالي، وليست “باتريوت”.

ومنذ اطلاق الحوار السترايجي مع واشنطن في حزيران الماضي، استهدفت “مجاميع الكاتيوشا” المنطقة الخضراء 11 مرة (مع الهجوم الاخير).

وترى اطراف سياسية عراقية، ان ماجرى امس، هو احراج لرئيس الوزراء، الذي ينوي ان يخوض بنفسه جولة الحوارات الثانية من داخل واشنطن.

وكان زعيم عصائب اهل الحق، قيس الخزعلي، قال بعد “عملية الدورة”، ان أي رئيس وزراء قبل مصطفى الكاظمي “لم يجرؤ” على منع استهداف القوات الاميركية.

محاولة اقتحام الخضراء

الى ذلك منعت القوات الامنية، متظاهرين في صباح امس، من اقتحام المنطقة الخضراء للوصول الى السفارة السعودية داخل المنطقة المحصنة.

وقالت وسائل اعلام مقربة من فصائل الحشد، ان حماية الخضراء “اعتدوا بالضرب على متظاهرين”، ينددون بـ”الاساءة للسيد السيستاني” على اثر نشر احدى الصحف السعودية كاريكاتير اعتبر مسيئا للمرجع الاعلى.

ومن المفترض، بحسب تسريبات، ان السعودية اعادت السفير الى بغداد ومعظم كادر السفارة، بعد زيارة قام بها وزير المالية علي علاوي الى المملكة قبل شهرين.

وكانت السعودية قد أعادت فتح سفارتها في بغداد في كانون الأول 2015 بعدما أبقتها مغلقة منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990، وتعيين ثامر السبهان سفيرًا لدى بغداد.

إلا أن التوتر ساد بين البلدين مجددًا بعدما طلبت الحكومة العراقية استبدال السفير السبهان على خلفية اتهامه بـ”التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد”، وعينت الرياض لاحقًا عبد العزيز الشمري خلفًا للسبهان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here