قاسم الأعرجي..ومنصب مستشار الأمن الوطني..والمهمة المطلوبة!!

قاسم الأعرجي..ومنصب مستشار الأمن الوطني..والمهمة المطلوبة!!

حامد شهاب

عبرت الكثير من القوى السياسية العراقية من كل أطيافها وقطاعات شعبية ،عن ترحيبها بعودة إحدى الكفاءات العراقية المشهودة الى واجهة الأحداث ، في صدارة سلم القرار ، عندما تولى الأستاذ قاسم الأعرجي مجددا ، مهمة مستشار الأمن الوطني العراقي، بعد سلسة نجاحات، أثبت فيها الرجل قدرته على قيادة الملف الأمني، وبخاصة منصب وزير الداخلية قبل سنوات، وأبدع الرجل في تلك المهمة، وعدتها جهات سياسية كثيرة ” فترة ذهبية ” حرص الأعرجي خلالها على تقديم الشخصية العراقية التي تجردت كثيرا من شرانق الطائفية، وأظهر معدنه العراقي الأصيل، وهو ما أكسب الرجل إحترام الكثيرين وتقديره لمكانته التي أثبت فيها دوما ، أنه المؤهل لكل منصب يتولاه، وهو الذي تمنى الكثيرون لو ترشح الى منصب رئاسة الوزراء، في فترات الترشح التي شهدت سجالات كثيرة!!

ومن المعروف أن منصب مستشار الامن الوطني من المهام التي تتطلب كفاءات وطنية على درجة عالية من الاحتراف، لكي ينتقل بتلك المهمة من إطارها الأمني الضيق الى آفاقها الرحبة، إذ أن المتعارف عليه في دول العالم ، ان تكون المهمة مقترنة بالأمن القومي ، لكن الواقع العراقي لم يضف الى هذا المنصب الحيوي مهاما أخرى تتعداه الى الأمن الإقليمي والدولي، كونه الأشمل ميدانا والأعمق تجربة، لكن التوجه العراقي وطني بحث، ولا ينظر بعين شمولية الى مهمة الأمن القومي، التي يعد فيها هذا الجهاز مشرفا على كل دوائر الامن الوطني والمخابرات والاستخبارات، وهو ما يكسب مهمته رصانة وقوة وبعد نظر وقدرة على استشرف تحديات الامن الوطني والقومي في آن واحد، حيث يوجد ترابط وتنسيق في المهام ، حتى وان كانت المهمة الخارجية للأمن القومي تتعلق بجهاز المخابرات، لكن مستشارية الأمن الوطني ، هي من توحد سلطة القرار وتضع ستراتيجية التحرك ، وهو ما نتمنى ان يخوض السيد الاعرجي غماره، عندما جرى تكليفه بتلك المهمة، بإطارها الشمولي الخارجي، وعدم اقتصارها على مهام محددة ، لن تخرج عن السياقات التقليدية الكلاسيكية الملقاة على عاتق أجهزة الأمن الوطن العراقي، التي تحولت في الأغلب الى مهام لاتقترب من مهامها الكبرى ، وبقيت تدور في حلقات مفرغة، على الأغلب، حتى وان أعلنت عن أنشطة خارج الحدود، الا انها بقيت محدودة جدا، ولا تقارن بحجم الدعم المالي الذي تحصل عليه تلك الأجهزة ، أي أن عملها لايوازي حجم ما يصرف وينفق عليها من مبالغ طائلة، كما انها تقترب من الفئوية المنغلقة على نفسها في اطارها الطائفي في أغلب الأحيان، ولم تستطع الخروج من تلك الشرنقة التي حشرت نفسها فيها ، برغم ان العراق تعددي برلماني ، لاتحتكر سلطة ما وحدة القرار الأمني او تنفرد به!!

ويمكن للسيد الأعرجي أن يستعين بكفاءت أمنية من وزارة الداخلية وجهات أمنية أخرى لنقل شخصيات منها ، الى مستشارية الأمن الوطني ، لتكون رافده في العمل الأمني الذي يستفيد من خبرات الدعاية والحرب النفسية ووسائل الاتصال وعمليات الاختراق ألأمني وفي الحصول على المعلومة التي تخدم عمل هذه الجهاز المهم، ويمكن الاستعانة باللواء الدكتور سعد معن في بناء منظومة حرب نفسية ودعائية بدرجة مدير عام ، يضع لها خارطة طريق لعملها، وهو أي اللواء الدكتور سعد معن ، شخصية يمكن الوثوق اليها والاعتماد على قدراتها البحثية والميدانية ، لما يمتلكه الرجل من مؤهلات وعلاقات واسعة وخبرة ميدانية في عمليات الحرب النفسية التي يكون رجال الإعلام ومن ولجوا ميادين الأعلام الأمني ، ميادينها الرحبة!!

لقد شعر الكثير من العراقيين كما تحدثت تقارير مختلفة أن مستشارية الأمن الوطني في فترات سابقة وحتى الى فترة قريبة ، وقد احتكرت من قبل جماعة معينة او عشيرة معينة ومن طائفة محددة، ولم تنفتح على أفقها العراقي الوطني القطاعي الكبير، ولهذا كانت الاتهامات الموجهة لها من داخل طائفتها ، أنها انحصرت في تعيين مناصبها وأفرادها من عشيرة واحدة ربما ، أو من اعداد قليلة أخرى من جماعات من الطائفة نفسها، وبقيت حبيسة أسر نوازعها وصراعاتها ، التي لن يكون بمقدورها تولي مهمة وطنية، على هذه الشاكلة من الأهمية، في وقت تعاني تلك الدائرة الإهمال، لعدم قدرتها على الانفتاح على الطوائف الأخرى، لتضم كفاءات عراقية عديدة من طوائف مختلفة ، تحت دواعي القلق الأمني والخشية من توجهات الجماعات الآخرىن ، برغم ان مشاركتها ستكون فاعلة وتسهم كل من جانبها في إدارة ملفات الامن الوطني والقومي، وتحصد نتائج كبيرة ليست في الحسبان، إذا ما انفتحت أكثر على محيطها العراقي، وتخلصت من مترتبات التخندق الطائفي والمذهبي والعشائري ، وانتقلت الى ساحتها الرحبة في الفضاء الوطني العراقي، وان السيد قاسم الأعرجي يتناغم مع توجهات من هذا النوع ، وعمل بها في فترات توليه مهام منصب وزير الداخلية، وعندما كان عضوا في لجنة الامن والدفاع، وأبدع الرجل في مهمته بوزارة الداخلية، وكم من مطالبات سياسية دعت قيادات عليا من كل المكونات العراقية في زمن رئيس الوزراء السابق الى إعادته لمنصب الوزارة ، لكن تلك المناشدات لم تجد أذانا صاغية كما يبدو، لحسابات غير معروفة، الى أن جاء السيد مصطفى الكاظمي وأعاد الاعتبار لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب!!

أمنياتنا بالتوفيق للسيد قاسم الأعرجي بمهمة مستشار الأمن الوطني، وللسيد عبد الغني الأسدي مديرا للأمن الوطني، وهو الكفاءة العسكرية الوطنية العراقية الأصيلة ، التي ينبغي أن تخرج عن إطارها العسكري الضيق، وتنتقل بها الى عالمها الأمني الواسع المدى في شقيه العسكري والمدني، وهي مهمة ليست سهلة لكنها ليست صعبة ، بكل تأكيد، إذا ما تم توسيع نطاق انفتاحها على محيطها العراقي، لتأخذ دورها العراقي الصميمي، ويكون العراق ككل ساحة لعملها، وجمهورها يمتد عبر كل تلك المحافظات العراقية، وكذلك مدراء دوائرها، إن أرادت ان يكتب لها النجاح الأشمل ، وينتقل بتلك المهام الى ما يحقق آمال العراقيين في وطن آمن يشهد حالات من الاستقرار والمعاملة المتساوية بين الجميع، تطبق فيه العدالة والحرص على أن يحظى كل عراقي بأن يكون له دور ومهمة ، ما يرتقي بالأمن الوطني العراقي الى حيث مراتب القيم العليا، وبالتالي يكون النجاح حليف كل من يضع لبنات حقيقية لبناء عراقي وطني، شمولي، عندها نضع أقدامنا على اول الطريق الواصل الى تحقيق النجاحات الباهرة والنهوض المتسارع الخطى، للانتقال بالعراق الى الحالة التي يتمناها كل عراقي، يفخر بانتمائه العراقي الوطني الأصيل.. مع خالص أمنياتنا للأعرجي وللأسدي في مهمتهما بالتوفيق والسؤدد..والى أمام!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here