مواقع أميركية: الهاشمي ركز على انتقاد الفصائل الموالية لإيران والسياسيين الفاسدين

ترجمة / حامد احمد

هشام الهاشمي المحلل الامني البارز والخبير بشؤون تنظيم داعش والمجاميع المسلحة الاخرى اغتيل في بغداد الاثنين بعد تلقيه تهديدات من مجاميع مسلحة مدعومة من ايران .

احد افراد عائلة المغدور قال للاسوشييتدبرس دون ان يذكر اسمه لاسباب امنية إن مسلحين يستقلون دراجة نارية اطلقوا النار على الهاشمي (47 عاما) وهو خارج المنزل في حي زيونة في بغداد. واضاف انه سمع صوت خمس اطلاقات نارية .

من جانب آخر قال مسؤول امني لصحيفة واشنطن بوست طالبا عدم ذكر اسمه، ان مسلحين كانوا ينتظرون خارج منزله مستقلين دراجة نارية، وهرب المسلحون من مسرح الحادث بعد اغتياله .

مسؤولون امنيون طلبوا عدم ذكر اسمهم قالوا ان الهاشمي لفظ انفاسه الاخيرة في مستشفى ابن النفيس بعد تأثره بجراح بليغة .

الهاشمي يعد من الخبراء والمستشارين الامنيين البارزين الذي دائما ما تتم استضافته في قنوات فضائية محلية وعربية وعالمية، وغالبا ما تستقطب خبرته الامنية اهتمام مسؤولين حكوميين وصحفيين وباحثين .

في غضون اسابيع قبل مقتله، اخبر الهاشمي مقربين منه يثق بهم انه يخشى ان يتم استهدافه من قبل مليشيات موالية لايران. اصدقاء نصحوه بان يهرب الى مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان، لكنه تجاهلها .

الدافع وراء اغتياله لم يتضح بعد، ولكن حوادث اغتيال مشابهة كانت تتكرر خلال ذروة الحرب الطائفية في العراق .

برزت شهرة الهاشمي كخبير في الانشطة الداخلية لتنظيم داعش، حتى ان التحالف الدولي يستأنس بمشوراته الامنية خلال سنوات الحرب الطويلة مع مسلحي داعش .

بعد اعلان العراق النصر على داعش في ايلول عام 2017، حول الهاشمي اهتمامه اكثر تجاه الفصائل المسلحة الموالية لايران التي شاركت في الحرب ضد داعش ضمن قوات الحشد والتي تتمتع الان بنفوذ واسع في البلاد. كان دائما ما ينتقد قسم من هذه الفصائل المسلحة التي تمتلك آلاف من المقاتلين المجهزين بمختلف الاسلحة .

كان الهاشمي ايضا ناقدا مفوها للنخبة السياسية في العراق ويناقش في قضايا فساد تعم البلاد على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب في تغريدة له قبل لحظات من مقتله حول الانقسامات الطائفية والعرقية في المشهد السياسي العراقي .

وكان لخبر اغتياله صدى واسعا على مستوى الشرق الاوسط والعالم، وكان بمثابة صدمة لزملاء له من باحثين وصحفيين وشخصيات اخرى عبروا عن مواساتهم وحزنهم في تغريدات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي .

المبعوثة الخاصة للامم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، عبرت عن صدمتها باغتيال الهاشمي وقالت في تغريدة لها “ان الامم المتحدة تستنكر بشدة العمل الجبان” داعية الحكومة العراقية الى التحرك بسرعة لجلب القتلة امام العدالة .

سفير الاتحاد الاوروبي لدى العراق، مارتن هوث، قال في تغريدة له “نشارك عائلة واصدقاء الفقيد هشام الهاشمي احزانهم مع مواساتهم. يجب جلب مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة للعدالة.” من جانبه رد السفير البريطاني، ستيفن هكي، على حادث اغتيال الهاشمي بقوله “لقد اوجعني وآلمني سماع خبر مقتل هشام الهاشمي، لقد فقد العراق احد افضل رجاله المفكرين الشجعان. لا يمكن لهذه الهجمات ان تستمر. إذ يجب على الحكومة العراقية وبدعم من المجتمع الدولي محاسبة الجناة”.

الباحث العراقي فنار حداد، وصف الهاشمي بانه “ذو عقلية فذة مدهشة، ورجل وقور بحق”. وقال ان موته يشكل خسارة وجريمة لا تغتفر.

وفي رده على ما قد يشكله مقتل الهاشمي بالنسبة للمحللين الناقدين، قال حداد “الاصوات الناقدة دائما ما تكون عرضة للتكتيم اذا تطلب الامر ذلك.”

أما المحلل السياسي وزميل الهاشمي، الخبير احسان الشمري، قال ان الذين قتلوه “أرادوا كتم الاصوات التي تعارض فكرهم”. والقى بلائمة اغتياله على انتشار المجاميع المسلحة في البلاد .

الكثير رأوا في اغتيال الهاشمي مؤشرا مقلقا بوقت تجاهد فيه الحكومة لتقويض قدرات مجاميع مسلحة وحصر السلاح بيد الدولة .

في بيان له قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ان القوات الامنية العراقية سوف لن تدخر جهدا لملاحقة القتلة .

واضاف في بيانه قائلا “سنبذل قصارى جهودنا لحصر السلاح بيد الدولة حتى لا تتعدى اي قوة سلطة القانون .”

وفي وقت متأخر من مساء الاثنين حثت السفارة الاميركية الكاظمي على ان يسعى الى تحقيق هذا الوعد، وقالت في بيان لها على فيسبوك “ندعو الحكومة العراقية ان تلقي القبض على قتلة الهاشمي واخضاعهم للعدالة بسرعة .”

في قسم من تغريداته الاخيرة قبل مقتله، عبر الهاشمي عن اسفه للانقسامات المريرة التي تعانيها البلاد والفساد الذي ينخر نظامها السياسي .

وقال في آخر تغريدة له الاحد: “حقوق ودماء وكرامة العراقيين قد ضاعت، وذهبت اموالهم الى جيوب سياسيين فاسدين .”

عن: أسوشييتدبرس، وواشنطن بوست، و CNN

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here