سنرثي الهاشمي وننسى ..مثلما رثينا علاء المذوب قليلا ونسينا !

سنرثي الهاشمي وننسى ..مثلما رثينا علاء المذوب قليلا ونسينا !

بقلم مهدي قاسم

يبدو أننا ـــ وربما بفضل نعمة النسيان السريع ــ قد تعوّدنا على أن نرثي قتلانا المغدورين ، واحدا بعد الآخر لبضعة أيام و ننسى ..
لنستعد لرثاء قتيل أو مغدور جديد ومن ثم ننسى بسرعة و هكذا إلى ما لانهاية !..

مثلما نسينا كامل الشياع وهادي المهدي وكرار و علاء المشذوب ووو عشرات آخرين من قتلى مغدورين ..

هذا دون أن نذكر ضحايا مجزرة سبايكر الذين نسيناهم بسرعة مماثلة ..

كأنما الرب أو القدر قد منحنا نعمة النسيان السريع لكي لا نُصاب بنوبات جنون من كثرة القتلى والشهداء و من أعدادهم الهائلة التي لا تُحصى ..

فقليل أو بالأحرى نادر جدا هو البيت العراقي من بين ألوف البيوت العراقية الذي لم يفقد قتيلا أو شهيدا منذ ثورة 14 تموز وحتى هذه اللحظة و لأسباب سياسية و طائفية أو فئوية..

و الأدهى من كل ذلك هو أن نقوم بدفن سريع و رثاء قصير و نسيان سريع لقتلانا و شهدائنا المغدورين ظلما و قهرا و استهتارا ، دون أن نتجرأ لنفتح ملفات هذه الجريمة أو تلك المجزرة ، حتى نُحاسب هؤلاء القتلة أم أولئك ونقتص منهم قضائيا ..

إنما نفضّل الهروب إلى الأمام دون إلقاء نظرة تأمل على ماضينا الدموي ، لنقوم باستنطاقه ومساءلته واستجوابه وكشف حقائقه عارية مجردة ، كما هي ، ومثلما حصلت و حدثت ، زائدا جمع أقوال وشهادات شهود عيان و دلائل و إثباتات دامغة ومن ثم محاكمة القتلة ، مهما كانوا أو أيا كانوا ، ضمن قضاء عادل ومستقل ..

فلم نفعل .. وهذا بالضبط ما شجّع قتلة جدد في كل مرحلة على ارتكاب مجازر و مذابح وموجات اغتيالات جديدة بدون أي حساب أو عقاب ..

و هكذا أصبحت حياة المواطن ” العادي ” ليست أكثر من مجرد وسيلة تضحية رخيصة من أجل صعود الساسة سلم السلطة والحكم والمساومة مع الخصوم لعقد صفقات سياسية ثمنها دماء عراقية غزيرة أريقت في كل مرحلة انقلابية أو انتقالية للسلطة والحكم و على حساب تمويه الماضي و تغطيته بغبار النسيان ..

لذا ، سننسى هشام الهاشمي بعد بضعة أيام من رثاء و تفجع وآه وواه ، مثلما فعلنا ذلك مع علاء مشذوب وعشرات من المتظاهرين الآخرين أيضا ..

أجل نعمة النسيان السريع ..

فيا لها من نعمة تخفي خلفها بركانا من نقمة !! ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here