موقع إخباري: سكان مناطق محررة لا يرغبون بالعودة بسبب تهديد داعش

ترجمة / حامد احمد

رغم تراجع تهديدات داعش وانحسار نشاطه في مناطق نائية من العراق يقول قائممقام الكرمة جمعة قاسم الربيعي (التابعة لمحافظة الانبار) ان الارهاب لم يغادر منطقته.

وقال الربيعي في لقاء مع موقع ABC الاسترالي “تعرضنا في منطقة الكرمة لهجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وانتحاريين ايضا .”

واشار الربيعي الى ان التواجد المستمر للتنظيم الارهابي قلص التعداد السكاني للكرمة من 8,000 نسمة الى 120 فقط، وحولها الى بلدة اشباح .

بعد اكثر من 3 سنوات على انتهاء خلافة داعش المزعومة وفقدان التنظيم لآخر معقل له في سوريا، فان خلايا التنظيم ما تزال متواجدة في مناطق مختلفة من العراق .

في مناطق مثل الكرمة، يقول سكان محليون فيها ان المسلحين زرعوا عبوات والغام، وحولوا مجاري مياه الري وقتلوا مزارعين. حيث ان كثيرا من الناس هجروا مزارعهم خوفا .

رغم نشر قوات للجيش لحماية القرية، يقول الربيعي ان الوضع ما يزال سيئا .

واضاف الربيعي قائلا “الوضع سيئ جدا. الناس لا يستطيعون الخروج، ولا يستطيعون الحصول على طعام، ليس بيدنا شيء نستطيع فعله. نطلب من الله الرحمة لا غير .”

مزارعون آخرون في مناطق اخرى من العراق يشكون نفس الحال، مشيرين الى ان مسلحي داعش يتنقلون بحرية يقتلون الناس والماشية ويتلفون محاصيل زراعية ويشنون هجمات على قوات امنية .

المحلل مايكل نايتس، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى والمتابع لانشطة تنظيم داعش، يقول انه رغم انهيار داعش واعلان الادارة الاميركية القضاء على التنظيم 100% فان قسما من المسلحين تسللوا الى العراق قادمين من سوريا ويحاولون الان تجميع صفوفهم .

واضاف نايتس متحدثا لموقع ABC الاخباري “ارسل التنظيم خبراء له وقياديين فنيين وصانعي متفجرات من سوريا الى العراق. الزيادة بهجمات داعش التي يشهدها العراق، هي من تلك المسلحين المتسللين من سوريا والذين توزعوا في مناطق مختلفة من المحافظات العراقية .”

ويتزامن بروز تهديد داعش من جديد مع تراجع العمليات العسكرية للقوات الاميركية ضد داعش وبقية قوات التحالف في العراق. وتشهد الولايات المتحدة ضغوطا للخروج بعد مقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني ونائب قائد الحشد ابو مهدي المهندس بهجوم طائرة مسيرة اميركية في كانون الثاني قرب مطار بغداد .

الحادث اثار فصائل مسلحة موالية لايران بتوجيه ضربات صاروخية على قوات ومنشآت تضم قوات اميركية .

وسلم التحالف مؤخرا مسؤولية ست قواعد للسيطرة العراقية، معيدا عددا من قواته وكوادره الى بلدانهم وانتقلت ادارته الى قاعدة مركزية في بغداد لتقديم المشورة ونشاطات تنسيقية اخرى .

وقالت قيادة قوات التحالف في بيان “ستحصل القوات الامنية العراقية على نفس النوعية من دعم التحالف ومن تعداد اقل لقوات تابعة للتحالف تعمل من قواعد اقل عددا .”

ولكن مسؤولون عراقيون قالوا لموقع ABC انهم قلقون إزاء انسحاب قوات أجنبية .

وقال المحلل نايتس “الستراتيجية التي ينتهجها داعش الان هي ان يصبح عاملا ذو تأثير اقتصادي وعسكري في مناطق ريفية من العراق، خطته هي ان يُنشئ قواعد اقتصادية ينطلق منها بهجمات اكثر تأثيرا .”

احد المآزق الكبرى بالنسبة للبلدان المبتلية بتنظيم داعش هو ما يجب فعله بالارهابيين المعتقلين مع عوائلهم .

استنادا لتقرير حديث اعده الخبير الامني المختص بالمجاميع المسلحة هشام الهاشمي، الذي اغتيل مؤخرا في بغداد هو ان هناك اكثر من 300,000 شخص مع عوائلهم في مخيمات عبر العراق لهم ارتباطات بتنظيم داعش .

وكتب الهاشمي قائلا “ربط تحقيق اجرته اجهزة امنية واستخبارية عراقية التصاعد الاخير بهجمات داعش بعودة عوائل مهجرة لها ارتباطات بداعش لمناطق سكناها. ويقول مسؤولون انهم توصلوا لهذا الاستنتاج بعد تمحيص لتصرفات تلك العوائل العائدة فضلا عن معلومات من جهات عشائرية وقوات محلية.”

ما يزال هناك عشرات الالوف من عوائل مسلحي داعش تقيم في مخيمات في سوريا تتخللها جنسيات اجنبية مختلفة، مع رفض من جانب بلدانهم لاستلامهم وارجاعهم .

ويقول الباحث نايتس ان منع مسلحي التنظيم من السيطرة على اي قطعة ارض هو أمر جوهري في منع التنظيم من ان يصبح قوة تهدد العالم مرة اخرى .

واضاف قائلا “اذا ما تم تجاهل ملاحقة التنظيم فان قدرته قد تزداد لتصل الى حد ان ينفذ تفجيرات من مدن عراقية ومن ثم يستقطب متطوعين من بلدان اجنبية ويرسلهم لتنفيذ هجمات” .

وقال نايتس “اذا اردنا منع هذا الشيء من ان يحصل، فعلينا ان نمنع التنظيم من السيطرة ولو على اصغر مساحة من الاراضي في العراق وسوريا .”

عن: موقع ABC الاخباري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here