ثورة تموز … ألق مضى، وحاضر يتألم .

محمد علي مزهر شعبان

ميزتنا نحتفل بشواء أحبتنا، ثم ننهال بكاءا وتأسفا واحساسا بالذنب على من قتلناهم . توارثناها، وكأنها الحكمة الابدية، أن الامس أفضل من اليوم . نكيل الاتهامات جزافا، دون أي ثوابت ولا أي مقدمات، فقط نعلق كل اخفاقاتنا على شماعة الاخر . ربما تحدث إخفاقات في مسيرة ثورة دون إدراك طبيعة الضغوطات وعناصرها المضادة . نحلل ونفسر الاحداث على ضوء رؤيتنا وميولنا .

ونحن في ذكرى ثورة تموز، تتلاقفنا الكتابات والتحليلات والاراء، سلبا وإيجابا، نركب الصورة بما تشتهي أقلامنا . يأتيك كاتب او محلل فذ ليستنبط الفكرة الجهنمية : لولا ثورة العسكر التي جرًت لنا الويلات، لكنا نعيش في بحبوحة الديمقراطية وظلالها . ديمقراطية ” نوري السعيد” وبرلمان منتخب دون انتخاب، وبرلمانيون بالتعين . وتبعية مذلة مرتبطة بالمستعمر الذي تمطر طائراته أي من خرج عن تلك الذيلية .  ديقراطية ” السعيد” أنه حل جميع الاحزاب السياسية، غلق جميع الصحف باستثناء القلة المواليه له ، غلق جميع نقابات العمال باستثناء المحامين والاطباء. إسقاط الجنسية من العراقيين اللذين ينتمون للاحزاب التقدميه. التحالف مع فرنسا وبريطانيا التي كانت تشن حربا على الجزائر ووو.

السجل التاريخي لكل ثوره مرتبط بالمحيط العام إقليميا ودوليا. وان الثورة هي حدث تراكمي لمجمل ما يعانيه الشعب من استلابات وفقر وتهميش . والجو العام لحركة الشعوب مرتبط جيوسياسيا مع الدول المحيطه به وتأتثيراتها، ولتقارب طبيعة كفاحها، كذلك النتائج التي ترتبت بعد الحروب الكونية . لقد إنسحب تأثير الثورات ليشمل انحاء عديده من العالم . لقد ارتج العالم بثورات تتناسل من ايرلندا عام 1916 ومالطا 19 والمكسيك عام 20 واوكرانيا 1918 والعراق 1920 وروسيا . اذن حركة التاريخ كانت بوصلتها حركات شعبية وانتفاضات متواصله . إلا أن في الخمسينات ذات الجاذبيه والتأثيروالضغوطات والاسباب، ولكن باطار يتمثل بثورات الضباط  الاحرار،كالثورة المصريه، وثورة مصدق في ايران وثورة الضباط في العراق . إذن ليس من المنطق ان ترمى ثورة تموز بما أعقبها من مصائب، بقدوم البعثيين. إنها ثورة منتجه من خلال الصراعات بين الملكية والشعب . من منا لم يقرأ او يتذكر انتفاضات الشعب العراقي، خلال الفترة الملكيه، وكم قدمت من قوافل الشهداء، ورجال تسلقت أصلاب المشانق ؟ هل كان الشعب على صفيح ساخن، أم أنه يرغد تحت ظلال الاحتلال وبيادق الملكيه ؟ أين ذهبت دماء الاثوريين الثلاثين ألف من قسوة بكر صدقي ؟ وما تمخض من تدخل أجنبي صارخ في حركة ” مايس ” كم من الضحايا من خلال قصف العشائر جراء ثورة الرميثه والديوانيه ؟ هل نسى التاريخ او المسلوخة ألبابهم بالضغينه وثبة  1948، هي انتفاضة شعبية قام بها الشعب العراقي وكم سقط على جسر الشهداء، تبعتها إنتفاضة عارمه في ال 52  وأعقبتها إنتفاضة 1956 وصولا الى ثورة تموز .

هذه السلسلة المتعاقبه من الصراع كانت الحبل الممتد في إحداث ثورة تموز . هذه الثوره وهي في مسيرها الحيوي مما  انتجت من مشاريع وقوانين لازالت شاخصه، ولكن كيف لمثل قاسم ان يمضي مع مرتزقة وبيادق من جاؤوا بالقطار الامريكي، إكذوبة كبيره أنهم رحلوا، إنما بدلوا الكاكي بل الافنديه كذباب أزرق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here