ناشطون في ذي قار: رئيس خلية أزمة الكورونا في ذي قار آخر مَن يعلم عن تطورات الأزمة

ذي قار / حسين العامل

طالب ناشطون في مجالي التظاهرات والإعلام في ذي قار يوم الأثنين ( 13 تموز 2020 ) بإقالة أو استقالة محافظ ذي قار ناظم الوائلي الذي يشغل منصب رئيس خلية الأزمة لمكافحة الكورونا في المحافظة

وذلك على خلفية تصريحات إعلامية يشير فيها الى عدم علمه بوجود أزمة في الأوكسجين الطبي في مستشفيات عزل المصابين بفايروس الكورونا ، وفيما أكدوا أن ذلك يشير الى أن رئيس خلية الأزمة هو آخر من يعلم بتداعيات الأزمة وأن هناك انفصالاً بين المسؤول وتطورات الواقع الميداني ، حمّلوه مسؤولية الارتفاع الكبير في عدد الإصابات والوفيات الذي شهدته محافظة ذي قار مؤخراً.

وكان محافظ ذي قار ناظم الوائلي الذي يشغل منصب رئيس خلية الأزمة لمكافحة الكورونا في المحافظة قد قال خلال رده على سؤال لمذيع قناة العراقية الفضائية عن حقيقة أزمة الأوكسجين الطبي في المحافظة إنه ” لم تخبرني دائرة الصحة في ذي قار باعتباري رئيس خلية الأزمة بان هناك شُح أو هناك أزمة “، وحين طلب منه المذيع أن يتأكد ولو تلفونياً من تطورات الأزمة التي نجم عنها وفيات بين المصابين بفايروس كورونا أبدى المحافظ انزعاجه من الطلب ودخل في مشادة كلامية مع المذيع وهو ما قوبل بامتعاض وتهكم من قبل المواطنين الذين عدوا إجابة المحافظة ولجوئه الى افتعال مشادة مع المذيع تهرباً من السؤال لإخفاء جهله بحجم المشكلة التي شغلت الرأي العام ووسائل الإعلام على مدى الأيام القليلة المنصرمة.

وقال الناشط المدني في مجال التظاهرات عدنان عزيز دفار السعداوي للمدى إن ” المحافظ وهو رئيس خلية الأزمة بدا مرتبكاً خلال اللقاء التلفزيوني وبدا وكأنه مازال يعيش شخصية القاضي ( في إشارة للمنصب السابق للمحافظ ) الذي يتعامل مع الآخرين كمتهمين “، وأضاف أن ” رئيس خلية الازمة حاول أن ينكر وجود أزمة الأوكسجين تحت ذريعة أن زملاءه في الخلية لم يبلغوه بوجودها رغم تداعيات الأزمة الكبيرة على أرض الواقع وتسببها بإزهاق أرواح العديد من المصابين بفايروس كورونا بالمحافظة”.

وأوضح السعداوي أن ” محافظة ذي قار باتت اليوم تتصدر المحافظات الأكثر إصابة ووفيات وأن رئيس خلية الأزمة لا يعلم بحجم المشكلة التي تواجه سكان المحافظة”، لافتاً الى أن ” تفاقم الأزمة على أرض الواقع وتبريرات رئيس خلية الأزمة خلال اللقاء التلفزيوني تؤشران الى أن المسؤولين عن إدارة الأزمة منقطعون عن الواقع وإنهم في وادٍ ومعاناة الناس في وادٍ آخر كونهم يتعاملون مع الأزمة بطريقة المخاطبات الرسمية والبيوقراطية الإدارية “.

وشدد الناشط المدني الذي قدم نجله ( اكثم ) شهيداً عند تحرير المدن العراقية من ارهاب داعش على” مطالبة محافظ ذي قار بالاستقالة حفاظاً على ماء وجهه ونحمله مسؤولية العجز عن إدارة الأزمة وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بين المصابين بفايروس كورونا “.

وبدوره قال المراقب الإعلامي رعد سالم الزهيري للمدى إن ” الغياب الميداني لرئيس خلية الأزمة ومعظم أعضاء الخلية ( تضم 50 عضواً ) تسبب بوجود أزمة مضافة لأزمة الكورونا”، مبيناً أن ” عدم المتابعة الميدانية للجائحة التي تتطور أحداثها كل لحظة تسبب بتفاقم معاناة المرضى وإشاعة حالة من الذعر والقلق بين السكان المحليين فضلاً عن ارتفاع الإصابات والوفيات”.

وأشار الزهيري الى أن ” معظم قرارات خلية الأزمة متخبطة ولا تصب في معالجات ناجعة تحد من مخاطر جائحة الكورونا على المجتمع “، لافتاً الى أن ” ما فاقم المشكلة هو وجود تجاذبات سياسية وصراع على مناصب المؤسسات الصحية في ذي قار وكذلك وجود محاولات حزبية للهيمنة على قرارات خلية الأزمة”.

وأكد المراقب الاعلامي أن ” غياب المسؤول عن الفعل الميداني أدى الى عدم معرفته الحقيقية بحجم الأزمة وبالتالي كشف عن حالة عجز واضح في إدارتها بصورة صحيحة”، مبيناً أن ” ما حصل خلال لقاء المحافظ بقناة العراقية كشف المستور وفضح ضعف معلومات المسؤول عن تطورات الأزمة”.

ومن جانبها حاولت المدى الاتصال عدة مرّات بمحافظ ذي قار ناظم الوائلي غير أن جهاز تلفونه مغلق وقد أرسلنا له رسالة ( مسج ) عبر التلفون نطلب فيها الحديث معه حول الأمر لكنه لم يرد حتى لحظة إعداد التقرير.

وكانت عشيرة عضو خلية أزمة مكافحة الكورونا في ذي قار مدير عام صحة ذي قار حسين الكنزاوي، قد نظمت مؤخراً فعالية مسلحة على خلفية هتافات غاضبة طالت مدير الصحة داخل مستشفى الحسين التعليمي من قبل مرافقي مرضى فايروس كورونا، الذين تفاقمت معاناتهم نتيجة تكرار أزمة الأوكسجين الطبي في المستشفى المذكور .

وقالت عشيرة الكنزاوي التي ظهر أفرادها وهم يحملون أسلحة رشاشة ، في بيان مصور تابعته المدى “نحن المجتمعين أمام مضيف الشيخ حمدان الكنزاوي عشائر محافظة ذي قار نستنكر التجاوز الذي حصل على رئيس صحة محافظة ذي قار حسين حمدان الكنزاوي وعلى الكادر الطبي، وأكدت عشيرة مدير صحة ذي قار ، “استعدادها للدفاع عن الكادر الطبي في المحافظة من أي تجاوز سواء كان بالفعل أو بالقول، على حد قولهم.

وكان أهالي محافظة ذي قار قد لوّحوا يوم السبت ( 11 تموز 2020 ) بإقالة المحافظ ومدير الصحة وجميع المسؤولين عن أزمة الأوكسجين الطبي وتردي الواقع الصحي ، وفيما أشار ناشطون في مقاطع فيديوية جرى بثها بصورة مباشرة من مستشفى الحسين الى وفيات ناجمة عن نقص الأوكسجين والى طرد مدير الصحة من المستشفى المذكور احتجاجاً على تكرار أزمة الأوكسجين ، عزا مدير عام الصحة تفاقم الأزمة الى مشاكل في تجهيز ونقل الأوكسجين من بغداد وكردستان.

شهدت محافظة ذي قار خلال الأسبوع الأول من شهر تموز الحالي المزيد من التداعيات في أزمة الأوكسجين الطبي الذي اشتد الطلب عليه بعد ارتفاع معدلات المصابين بفايروس كورونا ، وفيما وجهت الحكومة المحلية أصابع الاتهام لعدد من المسؤولين بالتقصير وقررت إحالتهم الى القضاء بعد العثور على معملين معطلين لإنتاج الأوكسجين في مستشفى بنت الهدى ، أشار عدد من الناشطين الى قيام بعض الجهات الحزبية بمحاولات لتوظيف الأزمات الناجمة عن جائحة كورونا لأغراض سياسية.

وأعلن في محافظة ذي قار يوم الاحد ( 28 حزيران 2020 ) عن إجراء تغييرات إدارية واسعة في دائرة صحة ذي قار وعدد من المستشفيات الحكومية التابعة لها ، وذلك بعد تفاقم سوء إدارة أزمة وباء الكورونا ونقص غاز الأوكسجين وتكرار الاعتداء على الاطباء في المحافظة ، إذ لجأ الأطباء مؤخراً الى إعلان الاضراب الجزئي احتجاجاً على تكرار الاعتداءات التي تستهدف الملاكات الطبية والتمريضية بالمحافظة.

وكشفت البيانات الرسمية المعتمدة في دائرة صحة ذي قار يوم الأحد ( 5 تموز 2020 ) عن ارتفاع غير مسبوق بعدد الإصابات بفايروس كورونا ، إذ بلغت 24 ضعفاً خلال شهر حزيران المنصرم ، وفيما ارتفعت حالات الشفاء الى 28 ضعفاً ، سجلت معدلات الوفيات طفرة غير مسبوقة لترتفع الى 45 ضعفاً خلال الشهر المذكور، وبذلك تسجل ذي قار ارتفاعا مقلقاً يفوق معدلات الإصابة على المستوى الوطني ، إذ ارتفعت معدلات الإصابة في العراق 6 أضعاف خلال شهر حزيران بحسب لجنة الإنقاذ الدولية المعنية بالأزمات الإنسانية حول العالم.

وكان نقيب الأطباء في ذي قار الدكتور عبد الحسن النيازي ذكر يوم السبت ( 18 نيسان 2020 ) أن أطباء المحافظة ما زالوا يعملون في ظل ظروف استثنائية لمواجهة الكورونا لا تتوفر فيها المستلزمات الكافية لحماية الأطباء والممرضين من انتقال المرض ، وفيما أكد تفاقم مشكلة الزحام والنقص الحاد في الغطاء السريري في المستشفيات بعد تخصيص مستشفى الحسين التعليمي لمرضى الكورونا ، أشار الى استخدام المنصات الالكترونية لغرض التواصل مع المرضى بعد فرض الإجراءات الوقائية على العيادات الخاصة وفرض حظر التجوال من قبل خلية الأزمة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here