إلى بنت واحاتنا
عبد الله ضراب الجزائري
يا شِعْرُ أخبرْ بما يَجري وما حصَلَ … فالقلبُ يُسحقُ مكدودا بما حمَلَ
بذلتُ حبِّي إلى بنتِ النّخيل فما … رأيتُ ودًّا ولا همسا ولا أملا
حمَّلتُ حَرْفي أنينَ الشّوقِ مُعتقدا … أني اجتهدتُ ولم أعدمْ لها حِيلا
ظننتُ أنِّي اذا صارحتها نطقتْ … بأحرف الحبِّ، يأتي وصلُها ذُلُلا
لكنَّ بوحي غدا طيشا يعفِّرني …آهٍ ..وآهٍ .. من الإعراض ما قتلَ
يا غادةَ الحسْنِ في صحرائنا اعترفي … أوصدتِ دوني دروبَ الوصلِ والسُّبُلَ
فهل يريحكِ أنْ أحيا بلا أملٍ … أكابدُ الشوقَ والآلامَ والخَبلَ
رقِّي لقلبٍ يرى في الوصل جنَّته … جودي عليه بما يُرضي وما سَهُلَ
قولي حروفاً ، ففي بعض الحروف هَنَا … قلبِ المُتيَّمِ ، تُجلي الهمَّ والعِللَ
إنِّي عشقتكِ من لحْظٍ تحيطُ به … تلك الرُّموشُ فيبدي السِّحرَ والعسلَ
إنِّي عشقتكِ من خدٍّ رأيت له … كهالة الشّمسِ أو كالبدرِ مُكتملا
إنِّي عشقتكِ من طيبِ الكلام ولمْ … انعمْ بقُرْبٍ يُنِيلُ الأنُسَ والخَجلَ
عشقتُ فيكِ جمالَ العقلِ مُهتديا … يُبدي استقامته في فكرِه جُمَلا
عشقتُ فيك لساناً لا عيوب له … يروي المكارم والأخلاق مُعتدلا
عشقتُ فيك صفاء الرُّوح يا عَسَلا … قولي وعَيْتُ وهذا الشعرُ قد وصلَ
بنتَ الصّحارَى أنا حرٌّ يُعذِّبُهُ … نَبذُ السُّؤال من الأحبابِ إن سألَ
وجدتُ قلبكِ حنَّاناً فهِمتُ به … أستلهمُ الأنس والإشفاق والمُثُلَ
جودي بوصلٍ على حرفٍ يُلمْلِمُنا … ويطردُ اليأس والأوجاع والوَجَلَ
إنِّي سئمتُ وذاك الصَّمتُ يطردني … تُرى أتفزعُ إن قالوا لها رَحَلَ ؟؟؟
***
لو كان بغْلاً خليجيا لرقَّ له … قلبُ الأبيَّة في الواحات إنْ سَعَلَ
هو الريالُ فلا حبٌّ ولا شرف ٌ… الحبُّ بالطَّمعِ المرذول قد قُتلَ