تجربة ديفيد مويز السيئة مع سندرلاند تنذر بالأسوأ لوستهام

الفريق قد يتمكن من البقاء في «دوري الأضواء» لكن حظوظه لا تبدو جيدة في الموسم المقبل

لندن: جوناثان ويلسون

حقق وستهام يونايتد نتائج متفاوتة خلال المراحل الأربع الماضية في الدوري الإنجليزي الممتاز، ففي المرحلة الخامسة والثلاثين هبط فريق نوريتش سيتي رسميا إلى دوري الدرجة الأولى عقب خسارته أمام وستهام 4 – صفر. وفي المرحلة التي سبقتها، انتكس وستهام مجددا بسقوطه على أرضه أمام بيرنلي بهدف دون رد. ثم نأى وستهام قليلا عن شبح الهبوط بعودته بالتعادل الإيجابي 2 – 2 من ملعب نيوكاسل. وكان قد حقق فوزا مفاجئا على تشيلسي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في المرحلة الثانية والثلاثين، في نفس الوقت الذي تعثرت فيه أحيانا أندية نوريتش سيتي وبورنموث وأستون فيلا وواتفورد، وهو ما يعني أن وستهام قد ينجو من الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. لكن هذا لا يعني أنه لا توجد العديد من الأسئلة بالنسبة لهذا النادي يتعين الإجابة عليها. ولعل السؤال الأبرز في هذا الصدد يتعلق بالمدير الفني لوستهام، ديفيد مويز.

وكانت المباراة التي جمعت وستهام وتشيلسي بمثابة صدام بين اثنين من الأخطاء في علم التدريب: عدم قدرة تشيلسي بقيادة مديره الفني الشاب فرنك لامبارد على الدفاع بشكل جيد في الكرات الثابتة والهجمات المرتدة في مقابل الدفاع المتأخر والمبالغ فيه من جانب وستهام بقيادة مويز، وهو الأمر الذي اعتادنا على رؤيته من نادي وستهام، خاصة عندما يكون لدى الفريق شيء مهم يدافع من أجله! ربما تمكن وستهام من تحقيق الفوز في نهاية المطاف، لكنّ هناك شعورا بأن لا يمكن للفريق تحقيق النجاح على المدى الطويل بهذا الشكل.

وبحساب عدد النقاط التي حصدها نيوكاسل منذ عودة مويز لتولي القيادة الفنية لوستهام في نهاية العام الماضي، نجد أن المحصلة بالنسبة لعدد المباريات التي لعبها ليست في صالحه، وهو الأمر الذي يؤكد أن قرار إسناد المهمة للمدير الفني الاسكوتلندي كان خاطئا منذ البداية، خاصة أنه جاء بعد الإطاحة بالمدير الفني التشيلي المخضرم مانويل بليغريني!

وفي الجولة قبل الأخيرة من موسم 2015 – 2016 فاز سندرلاند على إيفرتون بثلاثية نظيفة لينجح في الهروب من الهبوط لدوري الدرجة الأولى وظل المدير الفني لسندرلاند، سام ألاردايس، يرقص داخل الملعب بعد المباراة، لكنه لم يكن يعلم أن هذه هي آخر ليلة جميلة يعيشها النادي! وقد أنهى سندرلاند ذلك الموسم بالخسارة مرة واحدة فقط في آخر 11 مباراة، والأكثر من ذلك أن ثلاثة من اللاعبين الذين تعاقد معهم ألاردايس في فترة الانتقالات الشتوية – لامين كوني، وجان كيرشوف، ووهبي الخزري – قدموا مستويات رائعة مع الفريق، وكان هناك شعور للمرة الأولى بأن سندرلاند لم ينجح في البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز فحسب، ولكن لديه أيضا رؤية واضحة فيما يتعلق بمستقبل الفريق.

وكان سندرلاند هو الخاسر الأكبر من هزيمة المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الآيسلندي في كأس الأمم الأوروبية، حيث تم الإطاحة بروي هودسون من على رأس القيادة الفنية للمنتخب الإنجليزي، في نفس الوقت الذي كان يشكو فيه سام ألاردايس من نقص الأموال المخصصة لتدعيم صفوف سندرلاند. وبالتالي، لم يتردد ألاردايس في الموافقة على تولي القيادة الفنية لمنتخب إنجلترا والرحيل عن سندرلاند. وبالتالي، اتجه سندرلاند إلى ديفيد مويز!

ويجب أن نعرف أن هناك خطا فاصلا بين الواقعية والسلبية، لكن يبدو أن مويز لم يكن يعرف ذلك جيدا. فقبل الهزيمة أمام إيفرتون، أجرى المدير الفني الاسكوتلندي مقابلة صحافية وعبر خلالها عن عدم تفاؤله بمسيرة الفريق خلال الفترة المقبلة.

وكان من المنطقي أن يتساءل جمهور النادي عما تغير منذ آخر مرة حقق فيها سندرلاند الفوز على إيفرتون بثلاثية نظيفة لكي يخسر الفريق أمام نفس النادي بثلاثة أهداف مقابل لا شيء في غضون أربعة أشهر فقط! ومن وجهة نظر سندرلاند، كان الشيء الذي تغير هو تولي مويز القيادة الفنية للفريق!

وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) من نفس العام، ذهب سندرلاند لمواجهة وستهام على الملعب الأولمبي بلندن. وكان سندرلاند يمر بفترة صعبة للغاية، وقرر مويز إخراج ستيفن بينار والدفع ببادي ماكنير بدلا منه. وتعرض سندرلاند لحصار كبير في الوقت المتبقي من المباراة، ونجح لاعب وستهام، ونستون ريد، في إحراز هدف قاتل في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء. وكان هذا هو الهدف الرابع الذي تستقبله شباك سندرلاند بعد الدقيقة 85 خلال التسع مباريات الأخيرة، وهو الأمر الذي أدى لخسارة النادي لخمس نقاط مهمة للغاية كان في أشد الحاجة إليها في صراعه من أجل البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. وبالتالي، أصبح احتمال الهبوط لدوري الدرجة الأولى شبه مؤكد.

وسيكون هذا السيناريو مألوفا مع وستهام تحت قيادة مويز هذا الموسم. وأمام تشيلسي، كان وستهام متقدما بهدفين مقابل هدف وحيد، عندما قرر مويز إشراك جاك ويلشير بدلا من مانويل لانزيني. وبعد هذا التغيير بأربع دقائق فقط اهتزت شباك وستهام بهدف. صحيح أن البديل الذي أشركه مويز في وقت متأخر من المباراة، وهو أندري يارمولينكو، هو الذي أحرز هدف الفوز وقاد ناديه للحصول على ثلاث نقاط في أمس الحاجة إليها، لكن الأرقام والإحصاءات تشير إلى أنه إذا انتهت كل المباريات التي كان فيها مويز مسؤولا عن قيادة الفريق هذا الموسم في نفس اللحظة التي قرر فيها المدير الفني الاسكوتلندي القيام بتغييره الأول لكان عدد النقاط التي حصل عليها وستهام أفضل بسط نقاط من العدد الحالي من النقاط التي حصل عليها الفريق، وهو ما يعني أن التغييرات التي يقوم بها مويز لا تصب في مصلحة الفريق! ربما لا يتعلق الأمر بالتغييرات نفسها بقدر ما يتعلق باللياقة البدنية للاعبين. وربما يفسر هذا أيضاً ميل الفريق إلى التراجع للخلف بشكل كبير، لكن الشيء المؤكد هو أن ذلك أيضا يعد مسؤولية مويز، لأنه هو المدير الفني للفريق والمسؤول عن جميع هذه الأمور.

لا يمكن إنكار وجود مشاكل عميقة الجذور فيما يتعلق بالنواحي المالية والإدارية والثقافية داخل النادي، وهو الشيء الواضح من تولي عدد كبير من المديرين الفنيين قيادة الفريق في فترة قصيرة. لكن الحقيقة الواضحة للجميع هي أن هبوط سندرلاند لم يكن مسؤولية أي من روي كين، أو ريكي سبراغيا، أو ستيف بروس، أو مارتن أونيل، أو باولو دي كانيو، أو جوس بويت، أو ديك أدفوكات، أو سام ألاردايس، وإنما كان مسؤولية مويز، الذي كان الوحيد الذي تولى مسؤولية النادي وهو في وضع جيد.

ربما لم يتمكن المدير الفني الاسكوتلندي من استعادة ثقته في نفسه منذ تجربته الفاشلة مع مانشستر يونايتد، لكن المشكلة أكبر من ذلك بكثير وتتعلق بما إذا كانت طريقة عمل مويز تتناسب مع وستهام أم لا. لقد اعتاد وستهام في الآونة الأخيرة على أن يكون طموحا للغاية فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة التي يبرمها لتدعيم صفوف الفريق بالشكل الذي يليق بناد يتطلع إلى الاستفادة من مزايا الانتقال إلى ملعب كبير – حتى وإن كان هذا الملعب لا يحظى بشعبية كبيرة بين جمهور النادي. وقد تعاقد النادي مع بعض اللاعبين المخضرمين الذين يسعون لإثبات أنهم لا يزالون قادرين على العطاء مثل ويلشير وسمير نصري؛ وبعضهم جاء من أندية أجنبية كبيرة مثل يارمولينكو وفيليبي أندرسون، وبعضهم كانوا لاعبين واعدين يتطلعون للقيام بخطوة مهمة في مسيرتهم مثل سيباستيان هالر وبابلو فورنالز.

ومع ذلك، فإن المشكلة الأساسية تتمثل في أنه عندما يقوم النادي بالتعاقد مع لاعبين من أصحاب الأسماء الكبيرة فإنه لا يكون لديهم الصبر الكافي لتحقيق النجاح. وإذا شعر هؤلاء اللاعبون بأنهم لن يقدموا مستويات جيدة مع الندي، فإنهم يفكرون فورا في الرحيل من أجل خوض تجربة جديدة في مكان آخر.

وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل ديفيد مويز، المعروف بأنه مدير فني تقليدي ومحافظ لأبعد حد ممكن، يمكنه مساعدة مثل هؤلاء اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب؟ وربما لم يكن من الغريب أن اللاعبين الذي قدموا مستويات جيدة تحت قيادته، مثل ميخائيل أنطونيو وجارود بوين، كانوا قد لعبوا من قبل في دوريات أدنى من الدوري الإنجليزي الممتاز! وخلاصة القول، قد ينجو وستهام من الهبوط هذا الموسم، لكن كل المؤشرات تدل على أن النادي يسير في اتجاه واحد، وهو للأسف اتجاه سيئ!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here