توغل القوى الولائية بمفاصل الدولة يُعرقل الوفاء بالتعهدات

توغل القوى الولائية بمفاصل الدولة يُعرقل الوفاء بالتعهدات
دكتور/ علي الخالدي
لقد اصاب جميع العراقيين, الهلع والخوف من المستقبل الذي سيبنى للعراق على أيدي الأحزاب الإسلامية والقومية التي جاء بها المحتل ووضعها على قيادة العملية السياسية، وخاصة بعد أقتراح بريمر بتبني نهج المحاصصة الطائفية والإثنية المقيت لتقاسم المغانم فيما بينها، فاتاح لها ذالك فرص التوغل في مفاصل الدولة، أمام بصيرة المحتل، الذي إلتزم الصمت والسكوت تجاه سيطرتها على مواقع القرار وأفعالها التي تنم عن فشلها وإفتقارها للمهنية والكفاءة، ومما زاد الطين بلة تكون غابة طبقية في المجتمع العراقي، جراء سيطرة تلك الأحزاب وميليشياتها بقوة السلاح على مصادر ثرواته النفطية والحدودية، ناهيك عن تدخلها في العقود التي بُرمت، عبر شركات غير كفوءة. مما دعا شعبنا أن يُحمل أمريكا المسؤولية السياسية والأدبية جراء مُسايرة من نصبتهم على قيادة العملية السياسية، بعد 2003. كما إن عدم مبالاتهم تجاه إنتهاك حرمة الوطن و مصادره المائية من قبل دول الجوار بصورة خاصة إيران وتركيا، كان وراء جعل العراق ملحقا بهما، كمساعد مالي وإقتصادي في تخطيهما الصعوبات الإقتصادية التي يمران بها، موفرا لهما سيولة مالية بعشرات الملياردات من الدولارات، عبر المنافذ الحدودية المدارة من قبل الأحزاب المتحاصصة وميليشياتها الولائية، هذا بالإضافة إلى الذين بذلوا كل ما من شأنه وضع العراقيل، لتنفيذ ما كانت تدعو اليه القوى الوطنية، من خطط لتنمية الزراعة، وإعادة تشغيل المصانع التي دكتها القوى المحتلة للعراق. َليَعتمد العراق كليا على ما يُوَرد له من منتجات زراعية وصناعية من دول الجوار في معيشة اليومية،ناهيك عن ذهاب رسومها الكمركية لجيوب الولائيين من الأحزاب والميليشيات. فإذا لم يتم تطهير أجهزة الدولة منهم، فسيبقى اسلوب عرقة المساعي الهادفة لتنمية العراق وتطوره مستحيلة

إن السياسة الملتوية التي أصبحت مرتبطة بنهج المحاصصة المقيت، قد أثمر مفعولها بين الجماهير الفقيرة، وبصورة خاصة غير المتعلمة منها، كالتلاعب بمشاعرها الدينية والطائفية، والهائها بالمسيرات والزيارات الدينية على حساب ساعات العمل اليومية، فكان قادة الأحزاب الإسلامية وبمساعدة ميليشياتهم، يشدون ألأحزمة لعمل الكبة والشاورما والقيمة كوجبات تقدم للمشاركين في المواكب الحسينية، باﻷضافة لغدق المساعدات العينية لهم، وإطلاق الوعود بنيل مكان في الجنةالأخروية إذا وقفوا بجانبهم عند الإنتخابات
لم يكتف المتحاصصون بإستيلاءهم على ما بنته الأنظمة الرجعية والدكتاتورية من مباني وقصور السابقة، بل إشتروا العقارات في الخارج، وطائرات خاصة ليتنقلوا بواسطتها حتى بين المدن العراقية، وأمنوا حياة آمنه في قصور مكيفة،عبر سيطرتهم على السياسة المصرفية كالبنك المركزي والمصارف، وبيع العملة، فكونت هيئات محصنة من العقوبات، بينما لعبا بوش الإبن و أوباما دورا ملموسا لدعمهما بسكوتهم عن أفعالهم تلك، وخاصة تصاعد قوة ميليشياتهم السائبة فعليا وعمليا في كافة المرافق الحكومية، علاوة على تحويل ورثة الرموز الدينية الى قادة سياسيين، مستفيدين من توارث الصفة الدينية، التي كان آباءهم يتصفون بها أثناء مقارعتهم الدكتاتورية، دون تملكهم مؤهلات مهنية وموهبة علمية أو أكاديمية، لهذا لم نسمع من كلا الطرفين أي مناشدة أو أعتراض على عبث ميليشياتهم السائبة، التي إستخدموها لقمع الشباب المطالب سلميا بحقوق المواطنة القائمة على أسس عراقية اصيلة قوامها العدل والمساوات والعدالة الإجتماعية.
أن جماهير شعبنا لن تنسى موقف رجال الدين والرجعية وما قدمته أمريكا لوجستيا وماديا لهم من دعم، لغدر ثورة الفقراء تموز المجيدة التي إحتفلنا بذكراها الثانية والستين في 14 تموز الخالد، فهذا وذاك كفيل بتنمية وتواصل كره جماهير شعبنا الدفين ﻷمريكا، فإذا لم تصلح مواقفها تجاة العراق وشعبنه وتعينه على التخلص من ما وصل اليه من ضيم ومعانات، بالإضافة ﻷنتعاش داعش من جديد، فان هذا وذلك يبقى عامل معرقل لجهود الحكومة نحو الإصلاح والتغيير الحقيقين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here