مصطفى الكاظمي في ميزان العقل

مصطفى الكاظمي في ميزان العقل
 
انتظرت زمناً وفكرت كثيراً فيما يمكن وفيما لا يمكن ،  وكنت كغيري من العراقيين الراغبين بالتغيير ، ورجوت  الله في كل مرة  ان يساعد العراقيين على بلواهم وأن يتخطوا  أيامهم  السود   ، ولكن  دائماً تكون الإنتكاسة في شكل ما وبيد من بيدهم المسؤولية ،   ولم أجد  لكثير منهم  عزماً  ومجالدة  فضاعوا  في التفاصيل  وغلب  عليهم  الكسل  والهوان  ،  وأستهوتهم  الدنيا  ولم  ينقذوا  العراق  كل العراق  من الوحل  الذي هو فيه  .
إلى أن جاءت الفرصة للأخ الكاظمي   ولم أبادر  مع علمي به وبنواياه الطيبة   ،  وبقيت أرقب الإيام وأعد الساعات وأرى كيف يمكنه العمل في ظل واقع ممزق ؟ ، وكان رهاني على العقلانية والرزانة التي أتصف بها  ويتصف  ،  واعجبني  فيه بعده  عن الشعارات والخطب والضجيج   ، ووجدته في كل يوم يبرهن على أن العمل  الصالح  والجد وتسخير الطاقات هي الممكن في تحويل وتبديل حال العراقيين ، ووجدتني أرصد تحركاته وهو يجوب العراق من شماله لجنوبه يكتشف مواطن الخلل ويشير للضعف ويؤشر على مكامن الخطر أين وكيف ؟  .
وكان في كل مرة واقعياً غير مندفع ويتحرك وفق آليات الدولة التي يجب ان تكون ،  وهو يعلم أن حلم العراقيين كبير في الإنتقال من هذه الفوضى  ،  وهذا الفساد إلى دولة النظام والقانون والعدل والحرية والسلام ، وفي ذلك  الطريق  جهداً  كبيراً  يجب ان يبذل .
  ولهذا أدعوا أبناء  الشعب  كافة بكل أطيافهم  وتلاوينهم  شباباً وشابات رجالاً ونساءً ، أن يشدوا العزم مجتمعين لبناء دولتهم وتعمير ما تحطم عبر هذه السنيين العجاف التي مرت  ، وكلنا يعلم مدى هول وعظم التحديات التي يواجهها العراق الشعب والدولة ،  نعم النوايا الطيبات وحدها لا تكفي  ،  إنما المشاركة من غير ضجيج ومن غير صراخ ، فلا أحد مهضوم دون أخر  فالعراق كله ناله من الضيم ما نال  ،  والمسؤولية جماعية كلنا نشترك فيها كلا حسب موقعه وحجمه ،  وعلينا أن لا نفوت الفرص لأننا نعلم جميعاً   ،   أن العالم قد تغير وسيتغير أكثر فأكثر   في ظل ما يحدث من هزات إقتصادية وصحية وسياسية  ، ولا يجوز ان نقف لا مبالين فكلنا مسؤول عما يحدث وسيحدث .
وهناك صرخة شعبية نسمعها تقول : لا تزيدوا على العراق ما عانى  ،  واسمحوا للحكومة ان تمسك الخيوط    ، وان تبادر بالحل وايجاد المنافذ الصحيحة للحياة في الحاضر والمستقبل .
وإذا كانت صرخة الأخ الكاظمي في القضاء على التسيب وعلى السلاح المشاع وعلى الفساد وعلى الميليشيا المنفلتة  ، فإن حركة ضبط المنافذ والحدود ،  ولجم العابثين من أحزاب ومنظمات وعصابات  مسؤولية   لا تقبل  القسمة أو التهاون   ، فإن الوقت قد حان لكي ينتظم الجميع ويعود إلى رشده ،  فليس هناك متسع من الوقت للفوضى وتخريب ما تبقى من وطن ، وليشعر الجميع ممن يصرخون خارج اطار المسؤولية   ،  إن الوطن أغلى من كل غال ، هذه هي الحقيقة التي يجب الإيمان بها ،  مع جُلّ الإحترام للجيران من هنا وهناك  ،  فالكل منهم يهمه وطنه وليس العراق ، وعلينا نحن ان نفكر كذلك وبنفس الدرجة وزيادة طالما عشنا الغدر من كل جانب .
إن مساندة الأخ رئيس الوزراء واجب نرآه في كل تفاصيل العمل اليومي ، وعلى كل عراقي مخلص لوطنه أن يشعر بالمسؤولية في حماية وصيانة العراق ، فالإيمان بشرف الإنتماء يتوجب النظر إلى بناء دولة المستقبل التي تتسع للجميع وتحتضن الجميع ، والكل فيها سواء فلا فضل فيها لطائفة على أخرى ولا لقومية على أخرى ، الكل والجميع فيها مواطنون من الدرجة الأولى ، دعونا أيها العراقيون نهدأ وننتظر ونعمل لمصلحة الوطن .
وإني وأثق ان الحكومة الجديدة ستعمل على توفير الأمن والعدالة والمساواة  ،  وستوفر كل ما من شأنه إعلا كلمة الوطن ، في منطقتنا والعالم   ،  ودعوتي هذه أبعثها للجميع أن لا يفوتوا الفرص فإنها أن مرت هذه المرة فلن تعود ..
راغب الركابي
 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here