متى تتعض الحكومات المأزومة من اخطاء ترامب

لاتوجد اي دلائل او مؤشرات او شواهد مقنعة تبني إلأ ان ترامب يمتلك مشروعاً يمكن الاقتداء به في العلاقات االدولية وبغير ما لاحظنا من ظلم ومعاناة وخلق التوترات والتشنجات الداخلية خلال السنتين والنصف من حكومته لتضاف الى من سبقوه من حكام في التعجرف وسرقة خيرات الشعوب، ولا يملك الرجل اي رؤية سياسية واضحة يمكن القياس عليها لانه بالاساس يجهلها لا بل الانكى من ذلك كله اثارة فكرة العنصرية والكراهية للاجانب وذوي الأصول الافريقية واللاتينية والعرب والمسلمين في الداخل وتضع بلاده في ازمة تدمر المؤسسات والقيم والأيديولوجيات وتخلخل حتى في العواطف الانسانية عند طبقات معينة من الشعب الامريكي .

وكانت قيادة حزب الديمقراطيين استنكرت و بشكل عنيف في بيان ادانة لمثل هذه الاساليب. وانتقد ذلك على لسان زعيمته في مجلس النواب نانسي بيلوسي لتغريدات الرئيس ترامب قائلة إنه في شعاره “عودة أمريكا عظيمة مرة أخرى” إنما القصد “عودة أمريكا بيضاء مرة أخرى”.خالية من الاعراق و يعني محاربة جميع اللوان الاخرى من البشر ورغم مرورأكثر من عامين ونصف العام في وجوده في البيت الأبيض، لم يتوقف ترامب عن إثارة الجدل بتغريدات عنصرية ومواقف سياسية تهكمية على أصحاب البشرة السوداء من الأميركيين وسبيق وان هاجم ترامب أربع نائبات ديمقراطيات ينحدرن من أقليات، وأجمع الكونغرس الأمريكي على إدانة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل رسمي على خلفية تلك التصريحات المشينة بحق تلك نائبات في الكونغرس الاتي ينتمين إلى الحزب الديمقراطي. و لهجته العدائية والتي وصفها النواب الديمقراطيون بأنها “عنصرية”، وانضم أربعة نواب من الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه دونالد ترامب إلى 235 نائبا غداة هجوم شنه ترامب على النائبات الديمقراطيات، إذ دعاهن إلى “العودة” من حيث أتين، وقال إنهن ينحدرن من بلدان يعم فيها “الفساد”، متسائلا بلهجة تهكمية: “لماذا لا يعدن ويساعدن في إصلاح الأماكن الفاشلة التي أتين منها حيث تتفشى الجريمة؟”، وأضاف أن “هؤلاء النساء يخربن شعب الولايات المتحدة كأعظم وأقوى أمة على الأرض، فكيف يجب أن تدار حكومتنا”.ديمقراطيا.

ووصف مجلس النواب تعليقات ترامب بـأنها “عنصرية” وذكروا أنها “شرّعت وزادت الخوف والكراهية تجاه الأمريكيين الجدد والأشخاص الملوّنين”.

ثم هاجم ترامب القس آل شاربتون، وهو زعيم تاريخي في حركة الدفاع عن حقوق السود ووصفه بأنه “مخادع يكره البيض والشرطيين. كما هاجم الرئيس ترامب كذلك عضوة الكونغرس السوداء ماكسن والتر من ولاية كاليفورنيا، وهي منتقدة لسياساته ومواقفه، وغرد “هي سيدة غير طبيعية ولديها إمكانيات عقلية شديدة الضعف، وهي مجنونة . وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة “أي بي سي” بالتعاون مع صحيفة واشنطن بوست في نهاية السنة الماضية عن موافقة 3% فقط من الأميركيين من أصول أفريقية على سياسات ترامب ومواقفه، في حين يرفضهما بصورة أو أخرى 97% من السود. واعتبرت أستاذة العلوم السياسية في جامعة إيموري أندريا جيليسبي أن انتخاب رئيس أسود مثل اوباما لم يكن “الحل السحري لمشاكل الولايات المتحدة حول المسألة العنصرية؛ فالمشكلة تتعلق ببنية النظام نفسه”. واعتبرت أستاذة العلوم السياسية في جامعة إيموري أندريا جيليسبي أن المراحل الأولى من الحملات الانتخابية تبين أن انتخاب رئيس أسود مثل اوباما لم يكن “الحل السحري لمشاكل الولايات المتحدة حول المسألة العنصرية؛ فالمشكلة تتعلق ببنية النظام نفسه”.

ويتفق الناس في الشارع على أمر واحد ، هو أن من يؤيدون أداء الرئيس سواء بالإعجاب أو الكراهية، هم من سيحرصون أكثر مَن غيرهم على التصويت بالتأيد او الرفض لسياساته ، وسيحسم الفريق الأقوى الانتخابات لصالحه فيما تؤكد التقديرات على ان رصيد الرئيس الحالي لتجديد الولاية قد انخفض بشكل مفجع وخاصة في ظل تعامله مع وباء كورونا والاحداث التي تقع في الشارع من ممارسات ضد الانسانية في حال يأمل الديمقراطيون بهزيمة ترامب في انتخابات 2020،

اما في عالم حكام العرب والخضوع الى السياسة القصيرة النظر التي اعتمدها ترامب للحصول على أموال من الخليج و انصاع عدد منهم له، ومنحوه الثروات الطبيعية، مستسلمين لمخططاته في تهشيم القيم الاخلاقية ، وتسارعوا إلى شراء السلاح الأمريكي لمحاربة ابناء جلدتهم كما يحدث في اليمن وليبيا وشق الصف الفلسطيني وخلق الازمات في العراق وسورية وتونس و لم يتمكن عقلائهم او حكماء المشرق، من قراءة امتداد السياسة الأمريكية قديماً في المنطقة، حتى يتمكنوا اليوم من قراءة ما يجول في خاطر غبي الأغبياء، فاكتفوا بالاستسلام لأجندته بكل بساطة خوفاً على عروشهم من السقوط ، بل استكملت في زمن ترامب ذو العقلية التجارية الصفقات وتغيرت الأمور بشكل جذري، وأصبحت سياسة واشنطن الاستكبارية تستحكم فيما يتعلق بالخليج ويصبح تحصيل أكبر قدر ممكن من الأموال كنوع من التعويض الذي يراه ترامب من هؤلاء الحكام واجباً لتصحيح “أخطاء” رؤساء أمريكا السابقين، الذي يرى أنهم أهدروا الكثير من الأموال لاستقرار عروش دويلات الخليج دون ان تجني اي فائدة “مادية” تذكر يمكن أن تعود على الولايات المتحدة لتحقيق مخططاتها السياسية التوسعية والمادية الرابحة، من خلال بيع السلاح وتعزيز التوتر في المنطقة في خلق اجواء تدعم وتشجع التشظي في مواقف الدول الخليجية وصراعها الذي لا يبدو له أفق قريب للحل والذي ساهم أكثر في إضعاف الجميع وهو ما أثر بشدة على لحمة دول الخليج والتي هي “للأسف رهينة القرار الأمريكي والذين بانقسامهم وخلافاتهم سمحوا لواشطن باستغلالهم وبشدة، بل إن بعض هذه الدول توجهت إلى الكيان الصهيوني لتستقوي بها على الدول الأخرى لكسب أمريكا، ما سمح له باستنزاف اموال هذه الدول وزاد من صعوبة الوصول إلى حل للأزمة الخليجية المستفحلة “.

و فيما يستمر ترامب في تعزيز خطاباته المستهلكة بالحديث عن أهمية الديمقراطية وحقوق الانسان ونشرها لاغفال ابناء الشرق العربي بينما تذوق اليوم الولايات المتحدة، التي دائما ما تحرض على الاضطرابات في بلدان أخرى، مرارة تضرر مصالحها الخاصة على اثر الاحتجاجات التي تسود ولاياتها المختلفة دون توقف فمن يلعب بالنار يحرق نفس والدعوات لرخاء والحرية الكاذبة لن تصل الى الشاطئ وهي ذريعة مسلفنة حاضرة لبسط نفوذه في مناطق الثروات الطبيعية و محاولاته التغلغل في المنطقة ازداد شراهة ، وعلى رأسها النفط والغازوالفوسفات والتقيم الجغرافي لها . ولم تجلب هذه الادوات العسكرية سوى الشر والهوان للمنطقة واضطهاد الشعوب وقتلها تحت ذريعة الديمقراطية، بهدف الاستيلاء على ثرواتها،

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here