فشل الاسلاميين العراقيين في انقاذ الوطن والمواطن

كانت الشعوب العربية تتطلع بامل وتمني نفسها الأماني لوصول الاسلاميون لسدة الحكم السياسي ظانين بأن عهدهم ستسود فيه العدالة وياخذ كل ذي حق حقه. ان السياسات الدكتاتورية للحكام العرب ملكيين أو جمهوريين لم تترك الكثير من الخيارات للشعوب. لذلك كانت تؤمل نفسها بجنة الاسلاميين ووعودهم عسى أن يكونوا هم الحل المرتقب. رغم كل الشكوك التي كانت مثارة حولهم لكن اعتقد البعض أنهم قد يغيروا سلوكهم عندما يستلموا السلطة. كان العراقيين يعتقدون بأن ممارساتهم السياسية سوف لن تكون بكل الاحوال اسوء من سلوك الدكتاتوريين. هذه التصورات ذهبت ادراج الرياح عندما ظهر بصورة لا تقبل الشك بأن فسادهم وظلمهم لا يقل فتكا وتخريبا من ظلم الدكتاتوريين والعلمانيين.
من المفارقة أن نجد في عصرنا بأن هناك شعوب لا تؤمن بالله واليوم الاخر لكنها تتمتع بمكارم الاخلاق فتمارس الامانة والصدق والعدالة بصورة فطرية وتحب العمل وتبحث عن العلم وتؤثر الاخرين وتتواضع في تقديمها الخدمات للاخر. منهم على سبيل المثال كثير من شعوب اليابان وامريكا ودول أوربا الغربية ممن لا دين لهم أو وثنيين أو أهل كتاب الخ. ان من المؤكد بان دخول الجنة لم يكن هاجس الإسلاميين الذين وصلوا للحكم باسم الاسلام. أنهم يعلمون علم اليقين بأن الفوز في الآخرة أمام الله يوم القيامة متعلق بالدرجة الأولى بالأعمال والاخلاق قبل العبادات إذ قال رسول الله “إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق”. قال ايضا “لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه”.
من الصحيح ايضا بأن المتابعين للاسلام السياسي في المنطقة كانوا يعرفون اجندات القادة الاسلاميين ويتوجسون ويحذرون منهم. لان برنامجهم واليات استنتاجاتهم تأخذ مصادرها من الاحزاب اليمنية الغربية. كما ان المتابع لسياساتهم يعلم بانهم يلون الاحكام الشرعية من القران أو السنة حسب مصالحهم الذاتية. فالهدف هو الاستحواذ على السلطة باي ثمن كان وليس خدمة الناس. لكن الغريب والعجيب أن اسلامي اليوم اختاروا الدرك الاسفل من النار في الآخرة وسخط وغضب الله ورسوله والمخلصين في هذه الدنيا. لقد ارتضوا أن يكونوا معاول هدم للدين باسم الدين. الاعجب من كل ذلك أنهم يعلمون علم اليقين بأن اكثر سور القران الكريم واحاديث رسول الله جعلت هذا النوع من المسلمين معرضين الى مقت الله وعذابه. وهم اشد خطرا على الاسلام من الكفار والملحدين. ان النفاق والدجل الذي يمارسونه لا تشفع له صلاة او زكاة أو صوم أو حج بل تزيدهم من الله بعدا. كما ان تشبثهم باللحية أو الحجاب أو العمامة ستكون وبال عليهم يوم للحساب. لأنهم يشترون بها الدنيا وينافقون على عامة الناس في استخدام هذه المظاهر.
ان هؤلاء الاسلاميين هم المفسدون في الارض. فهم عملاء المحتل الاجنبي الفاسدون المرتشون الذين تولوا الشؤون السياسية. لقد سرقوا ثروات الشعب واثاروا الفتن بين طوائفهم. فقد شدد القران الكريم عقوبتهم فقال تعالى “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم”. لكننا اليوم في العراق لا يمكن أن تنفذ عليهم تلك العقوبات العادلة. ينبغي اذن أن تفرض عليهم غرامات مادية قاسية بعد أن يعيدوا الاموال والمبالغ التي سرقوها. وان يمنعوا من تعاطي الشأن العراقي العام وان يفضحوا بالادلة والبراهين ليكونوا عبرة لمن أعتبر.
الدكتور نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here