التشريح

التشريح، الدكتور صالح الورداني
—–
نحن في حاجة لتشريح انفسنا..
وفي حاجة لتشريح واقعنا..
وفي حاجة لتشريح مذاهبنا وما نشأنا عليه..
وعند القيام بعملية التشريح سوف نكتشف الكثير والكثير من الاثام والأخطاء والأضاليل..
والكثير مما هو في حاجة لاستئصال..
وهذا التشريح يفرضه علينا قوله تعالى : ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. الأنفال /53
وقوله : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. الرعد/11
وكذلك قوله تعالى : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون.. الأعراف /96
وقوله : وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِب.. الطلاق / 3
إن التغيير إنما يبدأ بتشريح النفس..
ومع تشريح النفس يبدأ تغييرها..
ومع تغييرها يبدأ تغيير الواقع..
والواقع يشمل كل ما نعايشه ونتعبد به من مذاهب وسياسة وأعراف وعادات وموروثات..
وفي محيط التجربة الشخصية فقد قمت بتشريح نفسي ومحاولة تغييرها عدة مرات ..
وهو ما أدى لاكتشافي العديد من الاثام والأخطاء..
ودفع بى للتمرد على واقعى وما نشأت عليه..
ثم التمرد على مذهبي….
ثم التمرد على رجال الدين..
ثم التمرد على الساسة والحكومات..
وهكذا يجب أن يكون المسلم..
في حركة صدام دائم مع نفسه..
ومع واقعه..
ومع مذهبه..
والتسليم للنفس والواقع والمذهب يعني رفض التغيير..
ورفض التغيير يعني الصدام مع سنة الله سبحانه..
والبقاء على حالة الجمود والركود الفكري التي أدت لتخلفنا وظهور الامم الأخرى علينا..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here