الدعوة لـ”عقد جديد” يزيح 2003.. اعتراف شيعي بالفشل أم إيعاز دولي وإقليمي بالتغيير؟

التظاهرات في العراق

أثار إطلاق رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، الدعوة لتغيير العقد الاجتماعي لعام 2003، في العراق، واستبداله بعقد جديد، الكثير من التساؤلات حول ماهية هذه الدعوة والجدوى من إطلاقها، لاسيما في هذا التوقيت بالتحديد، فضلاً عن النتائج المستخلصة منها، وأهدافها المستقبلية، والتي يراها نواب وسياسيون أنها “منطقية” في ضوء “فشل” الأحزاب الحاكمة في إدارة البلاد منذ التغيير قبل 17 سنة وإلى الآن.
الحكيم قال في كلمة له بالذكرى السنوية الثالثة لتأسيس تيار الحكمة الوطني، إن “العقد الاجتماعي” لعام 2003 لم يعد قادراً على إدارة الدولة وهنالك حاجة إلى “عقد جديد” يتناسب مع المتغيرات وطبيعة المرحلة، وفيما لم يستثني تياره عن باقي المشاريع الاصلاحية، شدد على المؤسساتية والاهتمام بالأجيال، والاستفادة من خبرات رجال “الجيل الأول”، واصفاً الانتخابات القادمة بـ”المصيرية”.
النائب عن تحالف الفتح عدي حاتم، رأى أنه لابد من تغيير الوجوه القديمة بأخرى جديدة، قادرة على إدارة البلاد، وتغليب المصلحة العامة للوطن، على اعتبار أن “العقد الاجتماعي القديم” شهد العديد من “السلبيات” ومنها “الطائفية”.
حاتم أوضح لشبكة رووداو الإعلامية، أن العراق يمر بمرحلة “صعبة”، فالدول تتطور وتتقدم بكافة المجالات، بينما العراق يتراجع، ولا يشهد أي تقدم على أرض الواقع، في ظل ارتفاع نسبة البطالة، وتردي الخدمات العامة، والضعف بعدة مجالات تخص حياة المواطن.
الشعب هو من يقرر نوعية المرحلة المقبلة في البلاد، والأمر ليس بيد أي شخص محدد، لأن الشعب بات يدرك مصيره، ويعرف جيداً نوعية اختياراته للمستقبل، في وقت تتحمل كل الأحزاب والكيانات السياسية دون استثناء، ما وصلت إليه حالة البلاد، وفقاً للنائب عدي حاتم.
بدوره، ذكر المحلل السياسي حسين علاوي لشبكة رووداو الإعلامية أن رؤية الحكيم جاءت بعد نشره مقالاً تضمن عدة جوانب، منها ضرورة تغيير جذور الوضع الحالي، والتفكير السياسي في العراق، ومعالجة “الشرخ الكبير” في المجتمع على كل الصعد السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية، مع ضرورة وجود “عقد اجتماعي جديد” بين قوى السلطة والمجتمع، مشيراً إلى دعم حكومة مصطفى الكاظمي، في إجراء انتخابات جديدة، والحفاظ على الأمن الوطني ومكافحة وباء كورونا، ووضع حلول للأزمات العديدة، والتي منها الأزمة الاقتصادية في البلاد.
علاوي نوّه إلى أن من نتائج ما جرى في البلاد، اسهم باحجام المواطنين عن المشاركة في الانتخابات السابقة، داعياً إلى وضع العراق على “سكة الدولة” وتحسين الاقتصاد وتنفيذ مطالبات الشارع العراقي، لخلق جيل سياسي جديد قادر على تحقيق النجاحات للمجتمع.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، تولى قمة هرم الحكومة، التي تعاني من تراكمات عدة، أدت إلى استقالة سلفه عادل عبد المهدي، بعد أشهر من تظاهرات احتجاجية، شهدت سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، وسط إدانات محلية ودولية لحملات قمع المحتجين، من جهات مسلحة، لم تجد الحكومات حلاً لوقف تدخلاتها.
في حين، قال المحلل السياسي أحمد الشريفي لشبكة رووداو الإعلامية إن هنالك معطيات على الأرض تشير إلى أن المرحلة المقبلة لابد أن تشهد استبدال الوجوه الحالية، على اعتبار أن القوى الداعمة للأحزاب والشخصيات منذ عام 2003 ولحد الآن، أدركت عدم جدوى إعادة هذه الوجوه مرة أخرى، ولابد من استبدال النموذج السياسي والوجوه الحالية.
الشريفي رأى أن دعوة الحكيم مستقاة من “توجهات” اقليمية ودولية، لافتاً إلى أن إيران أدركت حقيقة أن الحركات الاسلامية خسرت الشارع العراقي، والدليل هو النقمة الشعبية ضد سفارتها وقنصلياتها في العراق، وبالتالي فهي ناتجة من سوء إدارة الحركات الشيعية، بالتحديد، التي ولدت احتقاناً ضد إيران، التي دعمت هذه الوجوه “غير المقبولة” جماهيرياً، في وقت لا يقبل الشارع العراقي غير تحسين الأداء السياسي.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here