أوّل و آخر رسالة للرئيس ألجّديد:

أوّل و آخر رسالة للرئيس ألجّديد:
مع بدء كل حكومة جديدة في العراق ؛ كنت أرسل رسالة تهنئة و توصية, لكن للأسف كانوا يخالفون أكثرها إلا ما وافق جيوبهم و مصالحهم الشخصيّة و الحزبية لتحقيق أرباح سريعة على حساب ألأهداف الستراتيجية, لهذا خسروا, و هُزموا و ذُلوا كما ترونهم.
لقد كان بنيّتي كتابة مقال أو شبه بحث عن إتفاقية الصين و الوضع الراهن و المستقبل المنظور في العراق؛ لكن الأوضاع لا تساعدني كثيراً إلى جانب الوضع الصّحي الذي لا يبشر بخير .. و كذلك و جود قضايا ربما أهمّ بآلنسبة لي بشأن إعداد الكتب الكثيرة التي كتبتها كبحوث و مقالات مبرمجة طوال العقود الماضية؛ لهذا أعتذر عن التفاصيل و الملاحق و الفصول و أكتفي بكتابة ما يشبه المقال المقتضب آملاً من الأخوة المعنيين الأستفادة من ذلك لدرأ المستقبل الأسود الذي بدأ ينخر بآلعمق العراقي رويدا .. رويداً من دون أن يحسّ به أحد بآلضبط كآلطفل الذي يكبر في أوساط عائلته و لا ينتبهون لتفاصيل ذلك حتى آخر العمر!
لعل إتفاقية الصين هي العلامة السياسية البارزة و الفارقة الكبرى بعد 2003م على الأطلاق بعد تبدّل سبعة حكومات و أنظمة منذ تشكيل مجلس الحكم و للآن, لكونها – الأتفاقية – حقاً تُعبّر عن منعظف قد يغيير كل السياسات ليس في العراق فقط .. بل في كل المنطقة في حال تنفيذها, لأنها تضرب الأهداف الأمريكية و قلبها في المنطقة بآلعمق, و تشل تطورها على الأقل و لا حاجة لبيان الأدلة لذلك , فكل سياسيّ و إعلامي يعرفها ناهيك عن أصحاب الشأن و الفكر. ألمشكلة الكبرى التي لا يختلف عليها عاقلان نزيهان : هي أنّ المتحاصصين أرادو تبيّض صفحة عادل عبد المهدي فإدّعوا أنّ امريكا حقدت على عبد المهدي و تريد إسقاطه بسبب صفقة القرن مع الصين, لهذا توقفت الحكومة عن تنفيذ تلك الأتفاقية كصك لبقائه في السلطة, و هذا صحيح .. و الصحيح أيضاً هو إن المتحاصصين أرادوا توجيه الأنظار عن مواقف النظام التخريبية – ألخيانيّة جدّاً بآلنسبة لموقفه من دعم حكومة كردستان المستقلة تماماً في كل شيئ إلّا في الأموال و الحُصص الأضافيّة فهي الشريك الأول و الأقوى مع بغداد في الحصص القانونية و غير القانونية, حيث إبتلع بآلأضافة لذلك نفط الفقراء العراقيين و إيرادات المنافذ و آلنقاط الحدودية حتى يومنا هذا و بكل قباحة و لا ضمير و وجدان والحكومة ليست فقط سكتت عن ذلك بل و ساعدته فيها للأسف.
و هكذا أغضّوا النظر عن مواقف آلسيد عادل عبد الكردي التي لم تؤثر سوى على جيوب المظلومين والفقراء بآلدرجة الأولى لأجل عيون طاغية كردستان لنهب الأموال و سرقة نقط كركوك بدون وجه حقّ!
يا سيادة رئيس الوزراء ألمحترم:
إن العراقيين يتمنون أن تكون كاظمياً بصدق .. إن لم تستطع أن تكون حسينياً أو علويّاً, و عليكم تنفيذ و امضاء صفقة الصين فهي بمثابة حرب كونيّة ضد رأس الخراب و الأستكبار, و النصر سيكون حليفاً للعراق و ستكسب بتنفيذها ودّ العراقيين حتى المتظاهرين و المخالفين .. حين يروا أن الأوضاع الأقتصاديّة و الأمنيّة قد إستتبت و إستقرّت و عاد الماء و الكهرباء التي قلت مراراً للمتحاصصين .. شغلوا عقولكم .. إن عدم قطع الكهرباء عن المنطقة الخضراء في وقتها لأجل إصلاح و إعادة الكهرباء للجميع ؛ فإن الفساد و الظلم و الخراب سيعم العراق, لكن للأسف لم يكن نيتهم خدمة الناس .. بقدر ما كانوا يريدون بناء بيوتهم و سرقة أموال الناس .. على كل حال .. عليك أن تترك كل شيئ يا سيادة رئيس الوزراء و تنفذ إتفاقية الصين فهي المنجاة و المنقذ لكل مصائب العراق, لإعتبارات كثيرة, منها: الصين ليست دولة إستكبارية أو إستعمارية بل دولة تريد الحياة و الخير لنفسها أولا و للآخرين ثانياً بحسب معادلة 1+1 =2, و لا ظالم و لا مظلوم ولا مخططات خلف أو داخل الحدود, كما لا يضطر العراق لإستدانة الأموال والقروض للمشروع, بل تسديد الأجور يتمّ بآلمقايضة .. من النفط الخام الذي تحت الأرض , و كذلك النظام و الجودة و التقنية العالية و رخصة الأيدي العاملة كلها عوامل مهمة و مؤثرة و ضامنة لتنفيذ المشروع بآلسرعة الفائقة.
و بتنفيذ تلك الأتفاقية تكون الحكومة العراقية قد ضربت عشرة عصافير و ليس عصفور واحد إثنين برمية واحدة, و العاقل الحاذق يعرف ما أقول, و لا تخف من بطش أمريكا, فلا يوجد فراغ أو مجال لم يعبث به هو و عملاؤه في الداخل .. و إعلم بأن كل يوم يمرّ يكون لصالح الجميع خصوصا الفقراء الذين صوتهم فوق كل الأصوات كما حقوقهم الضائعة! حاول بكل وسيلة و حيلة تنفيذ هذه الصفقة التي أعتبرها صفقة القرن مقابل صفقة القرن الأمريكية في المنطقة, تلك الصفقة رفضها العبادي لأنه كان غبيّاً جداً بسبب من كان يحيط به ممن أسموا أنفسهم إعلاميون و سياسيون و ووووو!
ألنقطة الوحيدة الضامنة لنجاح الأتفاقية المعنية هذه؛ هي تقليم أذرع كردستان في بغداد, لأن قوات بيشمركَتها هي بآلحقيقة قوات إحتياطية أمريكية – إسرائيلة معدّة لساعة الصفر, فأحذرها بكل ما أوتيت من قوة, و التفاصيل أتركها لك بكونك على الأقل خبير في العسكرية و الأمنية, و لا بد أن تعرف ذلك على الأُقل, و من أهم المحاور التي عليك حسابها هي وجود الفاسد فؤآد حسين الذي فُرض على آلسيد عادل عبد المهدي كوزير للمالية وقتها حيث لعب دوره بشكل متقن من خلال مواقف عديدة أبرزها إستدانة 27 مليار دولار على حساب المركز لصالح حساب السيد البارزاني و عائلته, و هو اليوم للأسف قد فرضوه عليك رغماً على الحق و قيم العدالة كوزيراً للخارجية, ليغطي و يكمل أشواط الخيانة التي لعبها السيد هوشيار زيباري بتحويل عوائد جميع الشركات و البنايات و أراضي الشاي و الموز التي إشتراها العراق زمن المقبور صدام في بلدانها كسيريلانكا و غيرها و حولها لحسابات شخصية لمسؤوليين كردستانيين.
و الأيام تجري .. و رأيت أمام عينيك كم حكومة تبدلت بغضون أعوام قلائل و أصبحوا نسيا منسيا و من المستحيل أن يعود أحدهم للحكم .. فآلسياسة هي هكذا حين تدوس على رأس سياسي بلا رحمة تسحقه و لا يمكن أن يعود خصوصا إذا كان الشعب قد عاداه بسبب الفساد .. فأحذر و تذكر ألعلي الأعلى (ع) حين قال: جئتكم بقميصي هذا فأن خرجت بغيرها فأنا خائن! بل قبل هذا إسأل نفسك هذا السؤآل: لماذا تنازل عن الحكم و بات جليس الدار ربع قرن و لم يتدخل لا في حرب ولا في حكومة بشكل رسمي رغم إن أمر تعينه كان مقرر من قبل الله و في السماء قبل الأرض!؟
و أختصر لك الجواب لعلمي بأنك لا تعلمه, و هو: تنازلَ المولى عن حقّه ألشخصيّ ألسّماويّ الكونيّ لمصلحة الأمّة و إدامة الحياة الأسلامية على مساوئها بدل الجاهلية, و كما مُوثّق ذلك في نهجه الكونيّ الذي سمّاه بنهج البلاغة ألسّيد الشريف الرضي رحمة الله عليه قصوراً في درك معالمه أنذاك .. بينما المفروض كان يسمّيه بنهج الكون كله, فإغتنم الفرصة يا سيادة الكاظمي, فانّها لا تعود كما لم تعد لمن سبقك و ستربح الشعب و يكون ورائك و الله أمامك ناصراً و معيناً, و لا تخسر الحشد فأنهُ رغم مساوئه و بعض أخطاء قادته ما زال هو العمود الفقري للحقّ في العراق. و النقطة الأيجابيّة الأخرى و الكبيرة هي أنّ طرف النزاع الأقرب إلينا – إيران – سترضىى عنكوستدعمك بإخلاص لتنفيذ تلك الإتفاقية و بآلتالي نكسب أحد طرفي النزاع المفروض على العراق كتحصيل حاصل على الأقل, بعد أن تبرأت إيران من فعال المتحاصصين السابقين و قذفتهم بأشدّ و أنكل و أقسى العبارات قبل فترة مُعلناً فسادهم و إنحرافهم و عدم رضاها عنهم! و بغير ذلك لا سامح الله؛ فعاقبتك و مصيرك لن يكون خيراً مِمّن سبقك .. بل سيكون أسوء من مصير ياور و علاوي و الجعفري والمالكي وعبد المهدي و كل من سبقهم أو لحق بهم .. و ستخسر الدّنيا و ربما الآخرة و الله الأعلم و لا تصلكم سوى اللعنات و آلسب كحال كل من سبقك في هذا العصر أو سلاطين الفساد عبر التأريخ.
و أخيراً ؛ لقد رأيتم و رآى الجميع إخلاصنا و ثبات قولنا و عمق فلسفتنا .. بآلاخص السيد المالكي و العبادي اللذان طلبا صداقتنا ذات يوم و إتخذا نهجنا و فلسفتنا أساسا لبياناتهم بغض النظر عن أعمالهم ..حيث لم تكن للأصلاح و البناء بسبب الأمية الفكرية و عدم معرفتهم بتفاصيل الستراتيجيات الكونيّة؛ بل كان معظم سرقاتهم لأفكاري للتظاهر كما تبيّن فيما بعد!
[يا قوم أَ رَأيتم إن كنت على بينة من ربي و آتاني منه رحمة؟ فمن ينصرني من الله إن عصيبته, فما تزيدونني غير تخسير](هود/63)
أللهم إني قد بلّغت .. أللهم فإشهد.
ألفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here