هيئة علماء المسلمين في العراق: بيان رقم (1438) المتعلق بالاعتداء على المتظاهرين السلميين واتهامهم بصنع الفوضى

أصدرت الأمانة العامة في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ بيانًا برقم (1438) المتعلق بالاعتداء على المتظاهرين السلميين واتهامهم بصنع الفوضى، وفيما يلي نص البيان:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فما زالت الأجهزة الحكومية القمعية والميليشيات الإجرامية ماضية في استباحة وحصد أرواح ثوار تشرين المطالبين بسيادة العراق واستقلاله واستعادته من الفاسدين، والتنديد بفشل الحكومة الحالية وارتباطها بإيران؛ فقد تصدت القوات الحكومية يوم الأحد (26/7/2020م) للمتظاهرين السلميين الذين خرجوا في فعاليات حاشدة متوجهين من ساحة (التحرير) إلى (ساحة الطيران)؛ للاحتجاج على استمرار تردي الخدمات، وتزايد ساعات انقطاع التيار الكهربائي في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة؛ فقابلتهم هذه القوات بالرصاص الحي ورصاص القنص وقنابل الغاز السام؛ فقتلت اثنين وجرحت العشرات منهم.
وهاجمت القوات الحكومية في اليوم الثاني المتظاهرين مرة أخرى وحرقت خيامهم وأصابت العشرات منهم. وقد وثق ناشطون ومتظاهرون بالفيديوهات حالات قنص لعدد من المتظاهرين؛ مما يشير إلى استمرار حكومة (الكاظمي) على النهج نفسه، الذي سارت عليه الحكومات السابقة ولاسيما الأخيرة (حكومة عادل عبد المهدي) في استهداف المتظاهرين وقتلهم والتستر على المجرمين.
وكما هو متوقع خرج (الكاظمي) كعادته بخطاب إعلامي ترويجي يعترف فيه بمشروعية التظاهرات ويتوعد بمحاسبة المنفذين؛ إلّا أن نتائج التحقيق التي أعلنت عنها اليوم وزارة (الداخلية) في الحكومة الحالية، وخلصت فيه إلى: (اتهام “مجموعات إجرامية” بصنع الفوضى وقتل المتظاهرين وإصابتهم، وافتعال الصدامات مع الأجهزة الأمنية)؛ يظهر بشكل واضح وفاضح استمرار الإجرام الحكومي بحق المتظاهرين السلميين، والاستهتار بدماء العراقيين، والمضي في نهج (الخيار الدموي) وممارسة كل وسائل العنف والقوة المفرطة في إنهاء التظاهرات السلمية، وإلقاء التهمة في ساحة المتظاهرين والتستر على القتلة والمجرمين الحقيقيين.
إننا في هيئة علماء المسلمين نرفض ما أعلنت عنه الحكومة الحالية، ونعده اصطفافًا كاملًا في وجه تطلعات العراقيين لنيل حقوقهم، وندين بقوة انتهاكات وجرائم القوات الحكومية وميليشياتها بحق شباب ثورة تشرين، ونؤكد على أن نتائج هذا التحقيق (باطلة)؛ وأنها تعطي الضوء الأخضر لقاتلي أبناء الشعب العراقي؛ لمواصلة تحكمهم في الملفات الأمنية، والتنفيس عن مشاكلهم وخلافاتهم الداخلية والخارجية باستهداف التظاهرات والاحتجاجات السلمية؛ وأنهم يسعون إلى إيصال رسائل خاصة -لا صلة لها بالعراقيين- تتحمل وزرها وأذاها طليعة الشعب الشابة من أبناء ثورة تشرين.

الأمانة العامة
7/ذو الحجة/1441هـ
28/7/2020م

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here