بسبب حمرنة البعض سيبقى وباء كورونا معشعشا في العراق لفترة طويلة

بقلم مهدي قاسم

أثبت المجتمع العراقي من جديد أنه من أغرب المجتمعات البشرية على الإطلاق ، ليس بسبب ميوله المزمنة للعنف والتمرد والعصيان وحب الفوضى وتغيير معتقداته بين ليلة وضحاها ، إنما بسبب إيغال بعض فئاته وشرائحه في ضروب تصورات خاطئة وخطيرة من جهل وتخلف وقيم باطلة وسقيمة ، ولعل تعامل هذه الفئات مع وباء كورونا على طريقة النعامة مع الخطر المحدق لهو أكبر دليل على ما نقول ، حيث اتضح أن كثيرا من العراقيين يخفون حقيقة إصابتهم بوباء كورونا لسببين على الأقل ، اولهما هو الشعور ” بالخزي والعار” الاجتماعيين ، بسبب الإإصابة و ثانيهما هو أخذهم إلى المستشفى للعلاج ، ووضع غير المصابين المختلطين في العزل الصحي لمدة أسبوعين ، فهم يرفضون الأثنين معا ، ولهذا السبب بالضبط فهم يخفون حقيقة إصابتهم بهذا الوباء ، بذلك يكونون قد لوثوا محيطهم بالإصابة المحققة ، وهو محيط مكوّن أصلا من أهل و أقرباء ، فضلا عن آخرين الذين يختلطون معهم في الشوارع و الساحات و الأسواق أو الدوائر الحكومية ، هذا إضافة إلى عدم معرفة السلطات الصحية المعنية بحقيقة هذه الإصابات الجديدة التي تتجدد كلما ازدادوا اختلاطا فيما بينهم عبر تعامل مباشر بين مصاب و غير مصاب الذي سرعان ما يكون هو الآخر مصابا ! ..

وربما لهذا السبب تتراوح أعداد المصابين يوميا بين ثلاثة آلاف و أقل من ذلك بقليل ، دون وصول أعداد المصابين إلى الذروة المنتظرة لتتوقف قليلا ، ومن ثم تأخذ بالعد التنازلي انخفاضا متواصلا نحو حد أدنى …

وهو الأمر الذي يعني بكل وضوح أن وباء كورونا سوف لن يزول ولا ينتهي في العراق أبدا ، إذا بقي هذا التعامل الغبي وغير المسؤول مع هذا الوباء بهذه الطريقة العجيبة من خفاء وتستر وتهرب أو هروب منه أو أمامه بدون علاج حقيقي و دون إخبار السلطات الصحية عن المحيط الملوث أو المختلط من قبل هذا المصاب أو ذاك ..

حتى يمكن القول أنه يتوجب على الشعب العراقي المعايشة مع كورونا لسنوات طويلة كأمر واقع لا مهرب من التسليم به كواقع وبائي قائم بسبب هذا السلوك الشاذ والغريب حقا ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here