رقعة الشطرنج العراقية

رقعة الشطرنج العراقية
جواد الماجدي
المتتبع للحياة السياسية بالعراق، بل وحتى الاجتماعية منذ عام ١٩٢٤ من القرن الماضي يوم التصديق على معاهدة ١٩٢٢ الذي تقر باستقلال العراق، ودخوله عصبة الامم المتحدة، تجدها مرتبة متسلسلة كأنها بفعل فاعل، ما ان ينتهي حدث حتى يبدأ اخر مكمل له، او يستسقي احداثه منه.
لندع تلك الفترة؛ بحلاوتها ومرها، ونأخذ فترة زمنية قريبة جدا لتكن بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية في ٢٠١٨ فقط، ونترك سنوات شقائنا، واضطهادنا من قبل حفنة نجسة استولت على مدخراتنا وخيراتنا.
الانتخابات الاخيرة ٢٠١٨حصلت امور لو امعنا النظر فيها لوجدنا انها مرتبة بعناية كبيرة، كأنها قطع الدومينو، ما ان تسقط اولاهم حتى يتساقط الجميع لكن كلا بدوره المخطط له.
التزوير، ومقاطعة شريحة كبيرة من المواطنين للانتخابات كانت السمة الرئيسية لتلك الانتخابات، ثم جاء دور حرق صناديق الاقتراع، واعادة العد والفرز، لتنتهي تلك الاحداث ببرلمان أعرج.
الكتلة الأكبر، واحدة من البدع التي ابتدعها مدحت المحمود بزمن المالكي، حينما تم الانقلاب على فوز اياد علاوي بعد انتخابات 2010، لتكون قنبلة موقوتة في المستقبل لتنفجر في انتخابات 2018 ليركل بها الدستور مرة أخرى.
لم تكتمل معالم الكتلة الأكبر بعد انتخابات 2018، لانعرف هل نذهب الى بدعة المحمود، ام الى صناديق الاقتراع لتقرر لنا أي كتلة ملعونة هي الأكبر، التي لها الحق بتشكيل الحكومة، والنيل بالقطعة الأكبر من كعكة العراق اللذيذة، او على الأقل من يرشح رئيس الوزراء لوجود المحاصصة بتشكيل الحكومات.
اختيار عادل عبد المهدي المفاجئ للقاصي والداني، لو اخذنا بنظر الاعتبار مدى التباعد، والتباغض بينه وبين من اختاره، كيف وقفوا حجر عثرة بترشيحه وتسنمه هذا المنصب لأكثر من ثلاث دورات، وهو بعيد كل البعد فكرا، وعقيدة ونهجا عنهم، حيث كانوا من الد اعدائه سياسيا، ليكون اختياره صدمة من العيار الثقيل، مما جعل المتتبع المتفرس بالوضع السياسي ينتظر جهينة ان تدلوا بدلوها لتخبرنا بالخبر اليقين.
اختيار غير موفق لايجلب الاستقرار السياسي للعراق، او اتخاذ قرارات شجاعة، كون السيد عبد المهدي مستقل، ولأتوجد كتلة برلمانية، او حزبية تسنده، وهذا ما معمول به بالأنظمة البرلمانية بالعالم، لتنقلب الكتل التي توافقت عليه للمطالبة بإقالته بعد سنة ونصف من تسنمه المنصب، ولتنقلب عليه وترفع شعار اقالته، بالرغم من قصر الفترة ليغير أي انسان مهما كانت قوته من واقع اكل عليه الفساد وشرب لسنين وتجذرت قواعد الفساد فيه، وتمكين الدولة العميقة، مما يتطلب فترة طويلة، او قوة برلمانية كبيرة وقوية لذلك.
حياة متسلسلة، وواقع مزري لإيراد له الاستقرار ليبقى بدوامة مستمرة ينهش به الفساد من جهة، وسوء الإدارة وانعدام الخدمات، وسوء التخطيط من جهة أخرى، ليبقى العراق بدوامة كبيرة متسلسلة، وحلقة تسلم لأخرى في متاهة كبيرة لا يستطيع الخروج منها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here