تسلّق جبال كردستان وتنظيفها ينشط خلال الحجر الصحي

متين أمين

يستفيد سالار جوماني، وهو شاب من كردستان العراق، وفريقه التطوعي الخاص بتسلق الجبال من إجراءات الحجر الصحي الذي تفرضه حكومة إقليم كردستان للحد من فايروس كورونا في تنفيذ العديد من الحملات التطوعية لحماية البيئة والطبيعة من التلوث.

وتنوعت الحملات التي نفذها فريق “هلكورد” لتسلق الجبال الذي يقوده سالار جوماني في قضاء “جومان” التابع لمحافظة أربيل خلال الأشهر الماضية ما بين تشجير المناطق الجبلية وتنظيف الأنهر وتنظيم تدريبات رياضية في الطبيعة وتركيب لوحات ارشادية على الطريق المؤدي الى قمة جبل هلكورد.

ويعتبر جبل “هلكورد” ثاني أعلى قمم الجبال في العراق ويبلغ ارتفاعه 3607 أمتار فوق مستوى سطح البحر ويقع ضمن سلسلة جبال حصاروست قرب المثلث الحدودي العراقي الإيراني التركي.

ويرى جوماني أن إجراءات الاغلاق الحكومي فرصة منحت الكثيرين الوقت لممارسة الرياضة في الطبيعة ومنها رياضة المشي الجبلي والتسلق فضلاً عن التنزه في المناطق الجبلية.

ويقول في حديث لموقع (ارفع صوتك)، “وفي الوقت ذاته منحنا نحن متسلقو الجبال وناشطو الحماية فرصة أكبر للاهتمام بالبيئة من خلال زراعة الأشجار وتنظيف المناطق الجبلية والانهر الموجودة في المناطق السياحية”.

ويشير جوماني الى أن فريقه نظم خلال فترة الاغلاق العديد من الرحلات الجبلية، شارك فيها العشرات من سكان محافظة أربيل، لأن سكان المدن والمحافظات الأخرى لا يستطيعون القدوم الى هذه المناطق الجبلية حاليا بسبب إجراءات اغلاق الطرق بين المحافظات.

ويضيف، “حملات تنظيف هذه المناطق شملت تنظيف أنهر جومان وبرزي وسكران وبحيرة بيكوديان التي تعتبر أعلى بحيرة في العراق وإقليم كردستان حيث تقع على ارتفاع 3.151 متراً فوق سطح البحر، وبحيرة فيلاو، في الغالب ننفذ عمليات التنظيف هذه على شكل حملات عمل جماعية وفي بعض الأحيان نجريها نحن أعضاء الفريق، ونطلب من السياح من خلال مجموعة من التعليمات الحفاظ على نظافة هذه الأماكن وعدم التلويث البيئة للحماية جمالها”.

وزرع فريق هلكورد خلال حملات التشجير التي يواصل تنفيذها منذ عام ٢٠١٩ داخل المدن وخارجها في الجبال حتى الآن أكثر ٥ آلاف شجرة غالبيتها أشجار بلوط.

ويؤكد جوماني أن جغرافية المنطقة الجبلية التي يعيش قربها وجمالها جعلها مركزا لجذب السياح من داخل البلاد وخارجها ومنح سكان المنطقة فرص العمل وتقديم الخدمات للسياح كإرشاد السياح والناشطين ورحلاتهم في المنطقة والعمل الجماعي لحماية هذا الجمال، مبيناً “نسعى لتكون هذه النشاطات والرياضة الجبلية جزءاً من حياة الناس فهي ظاهرة حضارية مهمة”.

وقبل تشكيله للفريق، بدأ جوماني رياضة تسلق الجبال والمشي الجبلي منذ (١٢ عاما)، تمكن خلالها من الصعود إلى قمة هلكورد (٩٧ مرة) حتى الآن، فضلاً عن اكتشافه العديد من المناطق السياحية الخلابة غير المعروفة وعمل على تهيئتها كي تكون مكاناً لجذب السياح الداخليين والأجانب الذين يزورون المناطق الجبلية طيلة أيام السنة للاستمتاع بالسياحة الشتوية والصيفية.

ويتابع جوماني “نخطط الآن لإعداد وتهيئة عدد آخر من المناطق السياحية الجديدة كي تكون جاهزة لاستقبال السياح بعد فتح الطرق، فهنالك الكثير من المناطق السياحية الجديدة غير المعروفة تحتاج الى تهيئة كي يتمكن السائح من المكوث في الطبيعة، وسنبدأ قريباً حملات واسعة لزراعة أكبر عدد من الأشجار في المنطقة”.

وتزامناً مع هذه الحملات يستعد جوماني لتنظيم حفل زفافه على سفح جبل هلكورد مرتدياً هو وعروسته وأصدقائهم ملابس تسلق الجبال، فخطيبته أيضا متسلقة جبال لكنها ضمن فريق آخر.

وشهدت رياضة المشي الجبلي والتسلق خلال السنوات القليلة الماضية في كردستان العراق مشاركة ملحوظة للمرأة فيها، فجميع الفرق الخاصة بتسلق الجبال تحتضن العديد من النساء كعضوات فاعلات.

وتعتبر أنور تسلق الجبال “أجمل رياضة”، مضيفة في حديث لموقع (ارفع صوتك) “جمال الطبيعة في جومان وأطرافها منح لهذه الرياضة متعة أكبر، صحيح أن هذه الرياضة تشهد منذ سنوات مشاركة كبيرة للنساء، لكن هذه المشاركة كانت أكبر هذا العام بسبب الحجر الصحي الذي أدى الى أن يختلط الناس بالطبيعة بشكل أكبر وكانت النساء في المقدمة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here