من توصل للسلطة والهيمنة منوينطيها حتى يأخذوها وبالنسبة للموصل بلاها

جسار صالح المفتي

من توصل للسلطة والهيمنة منو ينطيها حتى يأخذوها وبالنسبة للموصل بلاها …ولم ولن تكون عراقي بل أداة تنفيذ بلا مشاعر ولا احساس ولاشيمة وشهامة وتعاظم عندك الحقد والكراهية وتقليد الاغبر صدام وبكل شيء ونسيت من انت وكيف تهرول للصفر واسميت أأتلافك دولة الفافون
قال رئيس الحكومة العراقية الأسبق نوري المالكي ، إن مدينة الموصل سقطت في العاشر من يونيو 2014 بيد تنظيم “داعش”، بمؤامرة داخل الجيش العراقي وقال عبر قناة آفاق الفضائية: “سقوط الموصل بيد التنظيم الإرهابي جرى بمؤامرة داخل الجيش العراقي لسحب القوات وإنهاك أي قوة تحاول التصدي للمجاميع الإرهابية وأضاف أن “ساحات الاعتصامات تحولت إلى معسكرات مدججة بالسلاح بالتزامن مع أزمة سوريا في انتظار سقوط النظام السوري على يد جبهة النصرة وتنظيم داعش وبعد سقوط دمشق تدخل تلك المجاميع لإسقاط الحكم في بغداد…ووصفهم بالفقاعة والخونة والمندسين وأشار المالكي إلى أن “واشنطن أبلغت الوفد العراقي بعدم تسليم السلاح لمواجهة داعش طالما كان المالكي في الحكومة، في حين فتحت إيران وروسيا أبواب مخازن السلاح من خزين جيوشها لمساندة الجيش العراقي والحشد الشعبي!!! شنو منو عليمن هاي خوارزمية مالكية لايفهمها الا هو وخبراء الجلكة والبات ولعبة البوكر بلاك جاك . وتابع: “ذكرت قبل دخول داعش أن الرياح الطائفية ستضطرنا للتعبئة الجماهيرية وهو أمر طبيعي في كل الدول عندما يعجز الجيش سيتحرك الشعب لسد الثغرة,,,,,,وقال: “رئيس الحكومة العراقية الأسبق “لن أتهم عشائرنا الأصلية في الأنبار بالوقوف مع داعش ودعمه وإنما البعض الذي وقفوا على الطريق الدولي لاستقبال الدواعش. كلام يدل على الحقد الدفين وغلظة القلب وعدم التقدير والاستبداد والاستالينية والشيفونية الرعناء وأنفصام بالشخصية . وأوضح المالكي أن “تنظيم داعش تأسس في مخيمات الاعتصام بمحافظة الأنبار ومنها انطلقت إلى باقي المدن…وأنت وين جنت يارئيس الوزراء وخمس وزارات بالوكالة والقائد العام للقوات المسلحة ولديك قوات ضاربة ومتحكمة وموالية -جلال الصغير-كمال الساعدي حسن السنيد- خضير الخزاعي -عدنان الاسدي-خالد الاسدي-احمد المالكي- ابن صخيل-لواء 56-السلاح الروسي والايراني ولطالما فتحت له مخازنهم له وكما يدعي !!! وتحدث عن “وجود قادة من أحد المكونات انسحبوا من مواقعهم وتسببوا بحدوث جريمة سبايكر واخرون انسحبوا من الحدود…أن لم تكن تكذب فأنت موهوم وتظلل الرأي العام ولم تقل بأنك القائد العام للقوات المسلحة !!! ماهو دور علي غيدان ومهدي الغراوي وكنبر ( كل منهم فريق اول ركن )؟ وقائد كبير جدا جدا بحزب الدعوة يقول بان المالكي سمح باكتساح الموصل من قبل داعش لكس خشم أسامة النجيفي , ويالها من خيانة وبيع رخيص للضمير والشرف . ورغم أن الغراوي يواجه محاكمة عسكرية بتهمة التقصير، إلا أن الجهة التي أصدرت أمر الانسحاب بعد هجوم داعش على المدينة في حزيران/يونيو لا تزال غير واضحة ويرفض الغراوي الاتهامات بمحاولة الهروب من المعركة، ويلقي اللوم على واحد من بين ثلاثة أشخاص بإصدار الأوامر النهائية: عبود قنبر نائب رئيس الأركان وقتها، وعلي غيدان قائد للقوات البرية، ورئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي بنفسه ونسى وتناسى الزعيم أبو الفقاعات والمخطط الاستراتيجي الحربي والذي لايفرق بين منضدة الرمل ومنضدة اللعب وكانت الحقيقة كالتالي::: لماذا سقطت الموصل؟يشير تقرير رويترز إلى أن القيادة السياسية لم تتوقع السقوط واعتبرت أن قوات الجيش المرابطة هناك تستطيع التعامل مع أي موقف، كما أن حكومة المالكي رفضت طلبا للغراوي بإمدادات عسكرية، حتى دخل عناصر التنظيم بالمئات يوم السادس من حزيران/يونيو ويشير أيضا إلى حقائق صادمة بالنسبة لعتاد وتعداد القوات، فخط الدفاع الأول اللواء السادس بالفرقة الثالثة ضم حوالي 500 مقاتل فقط وكانت تعوزه الأسلحة والذخائر، بسبب نقل مشاة ومدرعات ودبابات إلى الأنبار.كما أن أعداد الشرطة والجيش لم تزد عن 10 آلاف عنصر، رغم أن الموصل واقعيا كانت تحتاج إلى 25 ألف عنصر. ولم يبق أي دبابات بحسب الغراوي وفي إحدى نقاط الدخول كان عدد الجنود ليلة السادس 40 جنديا فقط، وفي كتيبة 17 تموز لم يبق سوى رشاش واحد واستولى التنظيم يوم السادس على خمس ضواح من ناحية الغرب وهاجم مركز الشرطة في 17 تموز، وبدأ فرار عناصر الشرطة والجيش من الناحية الغربية.

ووصل قنبر وغيدان يوم السابع وتوليا المسؤولية الأمنية، قبل أن يتقدم داعش باتجاه فندق الموصل المهجور، مع استمرار تقهقر القوات. قصف الغراوي مناطق سيطرة داعش وارتفعت المعنويات قبل أن تحل الفوضى. عزل غيدان وقنبر قائدا رفض الأوامر بإرسال قوات للفندق، وهو إجراء وصفه الفريق بابكر زيباري( ماامكمل دورة كشافة مو دورة عسكرية ولاعلاقة له بالعسكرية وفقط من جان اصغير جان يلعب العسكر والحرامية على الجبل ؟؟؟ ) رئيس هيئة الأركان بأنه كان “خطأ كبيرا”.

100 عربة وأكثر من 400 مقاتل داعشي، عبروا إلى الموصل عصر يوم الثامن، ووقتها نشطت الخلايا النائمة.وكشف الهجوم على الموصل ضعف الجيش العراقي وهشاشة بنيته العسكرية والاستخبارية.

أمين عام وزارة البيشمركة في إقليم كردستان الفريق جبار ياور عدم وجود عقيدة قتالية مشتركة بين عناصر الجيش الاتحادي وضعف الإسناد الجوي عاملان أسهما في الانهيار و”أعدادهم لم تكن قليلة كما قدر البعض وقتها، لأن بعد دخول مسلحي داعش، تحول كثير من خلايا الموصل إلى جانبهم وأصبحت أعدادهم بالآلاف ومن بين هؤلاء “جيش المجاهدين” السلفي و”جيش رجال الطريقة النقشبندية” بقيادة عزت إبراهيم الدوري الذي كان نائبا لصدام حسين أيام حكم حزب البعث في العراق، و”تنظيم أنصار السنة” الجهادي فضلا عن ضباط سابقين في الجيش العراقي المنحل.

وبحسب تصريح سابق للخبير الأمني في المدينة وصل الأمر إلى تسمية هذه التنظيمات لأسماء مسؤولين محليين، لكن أهالي المحافظة أدركوا بعد ذلك أن داعش هو الجهة المسيطرة.

معركة الانكسار-معركة فندق الموصل، بحسب رويترز، كانت القشة التي قسمت ظهر الجيش العراقي والشرطة في المدينة، بحسب شهادات مسؤولين ,ففي اليوم التاسع، كان العقيد خالد العبيدي ورجاله يرابطون عند الفندق، عندما اتجهت شاحنة صهاريج عسكرية لنقل المياه فأطلقت الشرطة النار وانفجرت، بعدها لم يعد لخط الدفاع الغربي أي وجود, أصيب العبيدي ونقل لمنطقة آمنة، لكن عناصر الشرطة حرقت معسكراتها وتخلصت من زيها العسكري، فاجتمع محافظ نينوى أثيل النجيفي ومستشاره مع قنبر وغيدان في قيادة العمليات قرب المطاروجاءت التوصيات بالهجوم بالفرقة الثانية في الناحية الشرقية، رغم أن الغراوي رفض المجازفة بما تبقى من جنود، بحسب شهادته. إلا أن الأوامر صدرت باستخدام 46 رجلا و14 شاحنة بيك أب وعربة همفي، أي معظم ما لدى وحدته الأمنية وفي المساء، أبلغ قنبر وغيدان الغراوي بأنهما سينسحبان إلى الجانب الآخر من النهر.

من أمر بالانسحاب؟لا توجد رواية رسمية عن طريقة الانسحاب أو من أطلق الأوامروتلقي الحكومة العراقية باللوم على الغراوي وأربعة من ضباط الأمن، ووجهت إليهم اتهامات بالتقصير، قد تصل العقوبات فيها إلى الإعدام…فرارات وطراكيات وماجينة يا ماجينة حللي الجيس وانطينه. لكن تحقيق رويترز لا يستبعد تحمل مسؤولين عسكريين أرفع من الغراوي جزءاً من المسؤولية على الأقل. وكان غيدان وقنبر أعلى رتبة من الغراوي، وعندما توليا المسؤولية يوم السابع، التقى الغراوي بمستشار محافظ نينوى الذي سأله “لماذا لم تقم بهجوم مضاد؟” فأجاب “لا يوجد ما يكفي من القوات”، وهي الرواية التي أيدها زيباري وبحسب الغراوي، فإن انسحاب غيدان وقنبر خلق انطباعا بأن القوات تهجر الميدان وهرب الجنود إلى شرق المدينة بعد خلق هذا الانطباع، بحسب محافظ نينوى/// سبع بس مكطوم ذيله ///. في صباح اليوم التالي، اتصل زيباري بالغراوي وحثه على مغادرة مركز قيادة العمليات، خوفا على حياته، فرفض الغراوي وطلب أوامر مباشرة من المالكي ,بعد ذلك واصل الغراوي القتال للوصول عبر جسر إلى الشرق. اتصل بغيدان وأبلغه أنه محاصر من كل الاتجاهات، وبالفعل أشعلت النيران في قافلته شرق النهر، واشتبك مع مقاتلي داعش,,,ودمر الميمنة والميسرة وبعدها انهزم ودفر بدلة الشرف ورتبته ولبس دشداشة أبو الزمير( ويدري بوخة القيادة ) والدليل ألوله -في آب/أغسطس تلقى الغراوي مكالمة هاتفية تفيد بأنه رهن التحقيق لهروبه من الخدمة في الموصل، وفي الوقت ذاته رقى المالكي قنبر وغيدان لكنهما أجبرا على التقاعد بعد رحيله كرئيس للوزراء و الآن الغراوي يتحمل المسؤولية، حسب تحقيق رويترز ,أما بالنسبة لزيباري ( من تكون انت ) فيقول “الغراوي كان ضابطا يؤدي عمله لكن حظه تعثر مثل كثيرين غيره من الضباط. كلنا علينا أن نتحمل بعض المسؤولية. كل واحد منا.و “لم تصدر أوامر واضحة بالانسحاب، فالموقف تدهور بشكل متسارع وإذا كانت الأوامر قد صدرت فالأكثر ترجيحا أنها كانت بين جهات فرعية وأن “الأمر يتوقف على إجراءات التحقيق والمحاكمة. حتى الآن لا تحقيقات جدية بالموضوع. ربما لا تزال هناك خيوط أو توجهات للقيام بها لكن لم يصل الأمر إلى التحقيق في المفاصل الأساسية

سياسات المالكي- يقول تقرير رويترز: بعد الانسحاب قام المالكي حملة تطهير لقيادات الجيش من السنة والأكراد، وهو ما خلق تمردا جديدة في المحافظات السنية استغله داعش ليكسب تعاطفا محليا ويضيف التقرير إن المالكي كان يخشى من “غدر” الأكراد به فبدأ حملة تطهير لفرقتي الجيش الموجودتين في المدينة، كما عين مجموعة من القادة الذين استعدوا السنة، من بينهم الغراوي الذي عين قائدا للعمليات في 2011.

وكان الغراوي قلقا من عودة التمرد السني، وزيادة نفوذ تنظيم القاعدة وقتها، التي قال إنها تنظر إلى الموصل باعتبارها إمارتها وكان يعاني من نقص القوات وتنامي مشاعر العداء لدى اسنة الذين اتهموه بالتعذيب والقتل، وهي اتهامات يرفضها وقد نشط التنظيم المتشدد بقوة في ذات المناطق التي تعرضت لهجمات طائفية، ووجد السكان في التنظيم منقذا ومعادلا لقوات الحكومة، وبديلا لفشل المالكي والحكومة في بناء أجهزة وطنية.

وكان هناك شحن طائفي ومناطقي وعنصري غير طبيعي يتفق ياور مع ذلك لأن “المشكلات السياسية بين الكتلة السنية وحكومة بغداد منعت القوات من محاربة داعش في الموصل وصلاح الدين وأجزاء من كركوك”.

هل رفض المالكي مساعدة الأكراد؟من بين القضايا التي طرحها تقرير رويترز مسألة تقديم الأكراد العون للمالكي، والتقارير التي خرجت من أكثر من مسؤول بأن المالكي رفض عرضا من مسعود البرزاني إرسال قوات البيشمركة الكردية ويقول زيباري أن المالكي رفض هذا العرض مرتين. وحاولت الأمم المتحدة ودبلوماسيون أميركيون التوسط في وضع ترتيبات مقبولة للمالكي الذي ظل على ارتيابه في نوايا الأكراد وأصر المالكي حينها على أن القوات العراقية تكفي وزيادة .

و”كان رأي المرجعية الدينية أن الأمر يحتاج إلى تحشيد فصدرت الفتوى وتقدمت الآلاف لصد تقدم داعش، والشهيد أبو مهدي المهندس أخذ دور فتح الطريق نحو سامراء ومنعهم من السيطرة على المدينة وكان الأمر صعبا جدا”.

استعداء المالكي للسنة أدخل العراق في نفق أسود
سنوات تهميش العراقيين السُّنَّة من قبل الحكومة المركزية في بغداد بانت نتائجها الآن، إذ بات من الواضح أن بإمكان مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” الاعتماد في هجماتهم على العون المقدم من قبل ضباط سنيين سابقين من عهد صدام حسين، بحسب ما يرى كريم الجوهري في تحليله التالي لموقع قنطرة.

كل ما تطلبه الأمر هو أيام قلائل كي يصبح العراق في حال مختلف تماماً عما كان عليه سابقاً – حال له تبعات تشمل الجوار بأسره. فبعد عدة أيام من الاشتباكات المتفرقة، سقطت مدينة الموصل – وهي مدينة أكبر من فيينا أو ميونخ أو هامبورغ – في أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” المتطرفين. كما انهارت فرقتان من الجيش العراقي قوامهما نحو 30 ألف جندي وتركتا المدينة دون قتال تقريباً لمقاتلي “داعش”، الذي يقدّر عددهم بثلاثة آلاف مقاتل على الأكثر. نجاح “داعش” في ظل هذه الأرقام لا يمكن تفسيره إلا على أنه نتيجة لسنوات من تهميش السنة من قبل الحكومة المركزية في بغداد، التي يتزعمها نوري المالكي وعدد من الأحزاب الشيعية المتطرفة. أما السنة، الذين كانوا يشكلون طبقة النخبة في عهد صدام حسين، فقد باتوا مهمشين تماماً في النظام السياسي العراقي السائد حالياً. كما أن المظاهرات السلمية التي نظمها السنة للمطالبة بتغيير الأحوال تم تجاهلها بشكل كامل.

دفن الرأس في الرمال

كان المالكي يخاف أن يعطي السنة أية تنازلات مهما كانت، لخشيته من مطالبتهم بالمزيد. حتى عندما قام السنة بسلسلة من التفجيرات والهجمات، أدت في شهر مايو/ أيار وحده إلى مقتل 900 شخص، ظنّ المالكي في بغداد أنه لا يزال قادراً على دفن رأسه في الرمال.

إن سبب استقبال مقاتلي “داعش” في بعض المناطق السنية بالأحضان مرتبط على الأغلب بالتهميش السياسي للسنة في العراق. ومن الواضح أن بإمكان مقاتلي “داعش” الاعتماد على العون المقدم من الضباط السنيين السابقين الذين خدموا في عهد صدام حسين، رغم جميع الاختلافات الأيديولوجية بينهما.

وربما وصل الأمر إلى أكثر من ذلك. فبعض التحركات العسكرية لمقاتلي “داعش” تذكر بهجوم منظم ومنسق على مستوى قيادة أركان، وليس بهجوم من قبل مقاتلين متمردين. هذه التحركات تحمل توقيع ضباط سابقين في جيش صدام. ولربما كان اختيار مدينة الموصل ليس صدفة، ذلك أن المدينة كانت غالباً مقر تجنيد الضباط في جيش صدام.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأحداث الراهنة هي أيضاً نتيجة للقرارات التي اتخذها الغزاة الأمريكيون، عندما قرروا حلّ الجيش العراقي. كيف، إذاً، ستتصرف مدينة مليئة بضباط عسكريين مدرّبين جيداً لكنهم مهمشون سياسياً وعاطلون عن العمل، عندما يبرز تحدٍّ للجيش الجديد المكروه الذي يهيمن عليه الشيعة؟

من يملأ الفراغ الأمني؟ مع الانهيار الفعلي للجيش النظامي، يبرز تساؤل حول ملء الفراغ الأمني الناجم. من سيكون قادراً على مواجهة مقاتلي “داعش” بشكل فعال في العراق؟ تتوارد إلى الذهن قوتان فقط: مقاتلو البيشمركة الأكراد والمليشيات الشيعية. أحد الناطقين باسم البيشمركة، الجنرال هالغورد حكمت، أعلن أن انهيار الجيش العراقي أجبر المقاتلين الأكراد عملياً على التحرك.

كما أن الإمام الشيعي مقتدى الصدر، والذي كان يُعتقد أن نجمه السياسي قد أفل، أعلن عن إعادة تفعيل المليشيات التابعة له نظراً لضعف الجيش العراقي. وبهذا فإن العراق يقترب من دخول حقبة الحرب الأهلية التي عاشها في الماضي ويتهدده خطر التقسيم إلى ثلاث مناطق. هناك تطوران يجب تسليط الضوء عليهما. الأول يتعلق بالحكومة المركزية في بغداد، التي باتت أيام نوري المالكي فيها معدودة من خلال أحداث الأيام الأخيرة. وإذا نظر المرء إلى زحف مقاتلي “داعش”، الذي أصبح مقروناً عملياً بانتفاضة سنية ضد بغداد، ولم يدرك أن كل ذلك ليس فقط مهمة للأجهزة الأمنية وحسب، بل وتحدياً سياسياً أيضاً، يجب العثور على مرشح مستقبلي لخلافة المالكي يمكنه مدّ يده سياسياً إلى السنة، وتلك ستكون أفضل سبل محاربة “داعش”، هذا إذا لم يتم القيام بذلك بعد فوات الأوان.

خلافات أيديولوجية

التطور الثاني يتعلق بالسنة. فالتعاون بين مقاتلي “داعش” الإسلامويين المتطرفين وضباط جيش سابقين أثبت أنه وصفة ناجحة وعنصر قوة للزحف العسكري للتنظيم. كما أنه يعبر عن رغبة في تقوية موقع السنة بالعراق. لكن فيما يسعى طرف إلى إقامة خلافة إسلامية، يؤمن الطرف الآخر بفكرة القومية العربية العلمانية، وهنا تبرز الخلافات. لكن “داعش” قادرة على تغطية هذه الخلافات بالكميات الهائلة من الأسلحة والأموال التي نهبتها. ففي الموصل وحدها، نهب مقاتلو “داعش” أموالاً سائلة بقيمة 480 مليون دولار، ما سيمكنهم من شراء ولاءات زعماء العشائر السنية، خاصة في أطراف المدن. تلك العشائر تتصرف أساساً بشكل براغماتي وتتبع الأقوى دائماً، والأقوى حالياً بالنسبة لها ليست الحكومة المركزية في بغداد، التي تركتها معلقة في الهواء سنوات طويلة.

ويبقى تساؤل حول تأثير خلط الأوراق في العراق على دول الجوار. تركيا، مثلاً، ليست راضية على الإطلاق عن تقدم مقاتلي “داعش” في المناطق المجاورة لها. كما أن تركيا ليست متحمسة أيضاً لمحاولة قوات البيشمركة الكردية ملء الفراغ الأمني ومحاربة “داعش”. ففي نهاية المطاف، سيطلب الأكراد من الحكومة المركزية في بغداد ثمناً لهذه الخدمة يزيدهم قوة ويزيد من قلق تركيا.

إيران، إلى جانب الولايات المتحدة، تنتمي إلى أكبر الخاسرين في الأحداث الأخيرة بالعراق. فإما أن تصعد حكومة في بغداد تبحث عن توازن مع السنة وليست ألعوبة إيرانية مثل حكومة المالكي، أو أن تمسك طهران بزمام الأمور في بغداد وتتقبل المزيد من التدهور في العراق، مما يعني تراجعاً جغرافياً للنفوذ الإيراني، لأنه سيقتصر فقط على المناطق الشيعية.

ومن الغريب أن تقدم “داعش” أدى إلى تغيير في العلاقات الأمريكية الإيرانية، ذلك أن طهران وواشنطن يجلسان في نفس القارب بالنسبة لـ”داعش”. وعلى عكس لذلك، تبقى الخلافات بين البلدين قائمة فيما يتعلق بالوضع في سوريا، ذلك أن طرفاً يدعم الثوار والطرف الآخر نظام الأسد. لكن ربما يكون تقدم “داعش” في العراق نداء استيقاظ لكل من تركيا والولايات المتحدة وإيران من أجل إنهاء الحرب الأهلية في سوريا. وعندئذ قد يخرج شيء إيجابي من الأحداث الأخيرة في العراق. لقد جعل المقاتلون المتطرفون الأمر واضحاً لكل الأطراف بأن الحال لا يمكن أن يبقى على ما هو عليه الآن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here