الكاظمي بين دواعش السياسة وبين غمان الشيعة الجزء الثالث

الكاظمي بين دواعش السياسة وبين غمان الشيعة الجزء الثالث
قلنا ان الطبقة السياسية التي استحوذت على الحكم بعد تحرير العراق في 2003 كانت مجموعة لا تملك رؤية فكرية و إدارية لا تملك خطة ولا برنامج فكان كل هدفها ان تحل محل صدام وزمرته وتتنعم بالنعيم الذي كان يعيشه هو وزمرته رغم أنها تتظاهر بانها تمثل المكونات العراقية الا أنها عشائرية في الجوهر وأعرافها البدوية حتى ليست بمستوى المكونات التي تمثلها وكثير ما كانت تتبجح بأنها في خدمتها شيعة وسنة وكرد وهناك مكونات صغيرة مثل التركمان الإيزيدية المسيحية الحقيقة كانت أقرب الى عصابات السرقة والنهب فعناصر هذه المكونات الصغيرة لم تنطلق من مصلحة هذه المكونات بل انطلقت من مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية مما أدى الى انقسامها الى مجموعات صغيرة كل مجموعة انتمت الى احد المكونات الثلاث الكبيرة وحسب مصالح المنتمين لهذه المكونات الصغيرة وبالتالي ضاع تأثيرها ولم تتمكن حتى من تحقيق القليل من أهداف أبناء هذه المكونات
كان المفروض بهذه المكونات الصغيرة ان توحد نفسها وتضع خطة موحدة وبرنامج موحد وتنزل الى الانتخابات في قائمة واحدة ومن الممكن ان تكسب ود عناصر مهمة من القوائم الأخرى كما يمكنها ان تكسب ود المجموعات العلمانية المدنية الليبرالية وحتى اليسارية او ينتمون الى أحدى المكونات الكبار وبالتالي يمكنهم الحصول على رقم مؤثر في البرلمان العراقي وبالتالي يصبح لهم دور في صنع القرار
المعروف جيدا ان حكومة المحاصصة الشراكة المشاركة وباء يهدد العراق والعراقيين انها وراء نشر الفوضى وتفاقم الفساد والإرهاب وسيطرت الفاسدين والإرهابيين كما أنها ساهمت في تدخل القوى الخارجية المعادية للعراق ال سعود اردوغان إسرائيل أمريكا كما أنها وراء سيادة الأعراف العشائرية وسيطرتها وأصبحت القوة الحاكمة والمتنفذة وبالتالي التخلي عن القانون والمؤسسات القانونية
لا يوجد دواء يعالج أمراض حكومة المحاصصة التي تتفاقم الا حكومة الأغلبية السياسية اي الكتلة الأكبر هي التي تحكم والكتلة الأقل هي التي تعارض
فحكومة المحاصصة تشجع النزعات العشائرية والعنصرية والطائفية وحتى المناطقية اما حكومة الأغلبية السياسية تنهي مثل هذه النزاعات والصراعات وتزرع بدلها النزعة العراقية الإنسانية
ومن هذا يمكننا القول ان الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية وترسيخها ودعمها في صالح الشيعة لكن حماقة وغباء بعض عناصر ساسة الشيعة جعلت طموحاتهم وخططهم ورغباتهم محصورة في مصالحهم ومنافعهم الخاصة وهذه الحالة الفاسدة سهلت وساعدت أعداء العراق أعداء الشيعة ومكنتهم من استغلالها والسيطرة عليها وجعلوا منها مطية لتحقيق مصالحهم الخاصة المعادية لهم وللشيعة من حيث لا يشعرون
واذا تمكن العراقيون وفي المقدمة الشيعة من إزالة عراق الباطل الذي تأسس في عام 1921 وأنشأ بدله عراق الحق في 9-4- 2003 وأنشأ في العراق دستور ومؤسسات دستورية وأصبح العراق لكل العراقيين كما تمكن العراقيون الأحرار من صد كل الهجمات الوحشية التي مولتها ودعمتها مهلكة ال سعود والتي نفذتها مرتزقة ال سعود القاعدة داعش وغيرها بالتحالف مع عبيد وجحوش صدام ولا تزال هذه الهجمات مستمرة وهذا لا بفضل ساسة الشيعة بل بفضل المرجعية الدينية الرشيدة ( مرجعية الإمام السيستاني ) الحكيمة والشجاعة والله لولا المرجعية الدينية الحكيمة والشجاعة مرجعية الإمام السيستاني لم يتمكن العراقيون من إلغاء عراق الباطل وإنشاء عراق الحق ولم يتمكن العراقيون الأحرار الأشراف من إنشاء دستور ولا مؤسسات دستورية ولا هذه الحرية الواسعة الى درجة الفوضى فكانت المرجعية الدينية رحمة لكل العراقيين وهذه الحقيقة للأسف لم يصل اليها الكثير من ساسة الشيعة فهؤلاء اثبتوا مجرد لصوص وفاسدين واذا تحدثوا عن المرجعية وتظاهروا باحترامها مجرد لعبة للتضليل والخداع
لهذا على ساسة الشيعة ان يوحدوا أنفسهم ويتفقوا على خطة واحدة وبرنامج واحد ويتحركوا وفق تلك الخطة وذلك البرنامج ووضع عقوبات رادعة ضد كل من يخطا او يعجز او يفشل في تطبيق و تنفيذ تلك الخطة كما يجب الاتفاق على الحكومة خطتها برنامجها عناصرها مسبقا
إلغاء حكومة المحاصصة والحذر من يدعوا اليها
السعي بجد وصدق لقيام حكومة الأغلبية السياسية
العمل بجد لدعم وترسيخ الديمقراطية والتعددية واحترام الدستور والمؤسسات الدستورية واعتبارها من المقدسات لا يسمح لخرقها او التجاوز عليها مهما كان هذا الخرق وهذا التجاوز
كما يجب عليهم الالتزام والتمسك بتعليمات الالمرجعية الدينية الرشيدة مرجعية الإمام السيستاني التي هي امتداد الى مرجعية الإمام علي التي تقول
على المسئول الحاكم ان يأكل يلبس يسكن أبسط ما ياكله يسكنه يلبسه ابسط إنسان
ويقول الإمام علي اذا زادت ثروة المسئول خلال تحمله المسئولية فهو لص
ويقول الإمام علي الفقر كفر الجهل كفر الظلم كفر
ويقول الأمام علي اذا فسد المسئول فسد المجتمع حتى لو كان أفراده صالحون
واذا صلح المسئول صلح المجتمع حتى لو كان أفراده فاسدون
من هذا على السياسي الشيعي ان لا ينتسب الى التشيع ولا الى المرجعية الرشيدة ولا الى الامام علي فمن يفعل ذلك ( من ينتسب الى التشيع الى المرجعية الى الأمام علي ولم يلتزم بنهج الأمام علي فانه أكثر عداءا للتشيع والمرجعية والأمام علي من أي عدو قديما وحديثا
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here