لغة القرآن

لغة القرآن
علي عبد الله البسّامي – الجزائر

الإهداء
الى الأغرار الكاشحين للغة كلام ربّ العالمين
الى الحماة الخاذلين لها بالتَّسويف والتَّوهين والتَّدهين
***

لُغَتِي
لُغَةَ النُّورِ سَلاَمِي
حُبُّكِ العَارِمُ يَجْرِي
فِي فُؤَادِي, فِي عُرُوقِي, فِي عِظَامِي
أنتِ فِي الدَّهرِ قَرِينِي
فِي حَيَاتِي , فِي مَمَاتِي , فِي مَنَامِي
أنتِ رُوحِي وَهَوَائِي
أنتِ عِزِّيِ وَ حُسَامِي
فَإِذاَ حُطِّمْتُ يَوْمًا لِكُنُودٍ مِنْ حُثَالاَتِ طِّغامِ
سَوْفَ تَنمُو زَهَرَاتُ الضَّادِ حَتْمًا فِي حُطَامِي
لُغَةَ الإفْصَاحِ عُذرًا… لَوَّثَ الرَّطْنُ كَلاَمِي
قَدْ تَوَلَّى الرَّهْطُ شَأْنِي وَشُؤُونَكْ
فَأَرَادُوا جَذَّ كَفِّي وَلِسَانِي
بِاتِّهَامِ الضَّادِ ظُلْمًا وَاتِّهَامِي
أرْهَبُونَا وَكِتَابَ اللهِ جَهْرَا
وأَنَاطُوا تُهْمَةَ الإِرْهَابِ زُورًا بِالامَامِ
لُغَةَ القُرْآنِ مَهْمَا لَفَّقَ الرَّهْط سَأَبْقَى
عَاشِقًا أَحْفِظُ عَهْدِي فِي هُيامي
أنت فِي الدَّهْرِ وِعَاءٌ
يَحْتَوِي كُلَّ جَمِيلٍ
وَاقِعٍ تَحْتَ الكَلاَمِ
قِيَمُ الخَيْرِ وَآيُ اللهِ أَسْمَى مَا حَوَيْتِ
لُغَةَ الضَّادِ…فَبِالضَّادِ اعْتِصَامِي
يُطْرِبُ الكَوْنَ فَصِيحٌ مِنْ جَنَاكِ الحُلْوِ حَقَّا
أنتِ أَنغَامُ حُدَاءٍ
لِلسُّمُوِّ… للسَّنَاءِ… لِلسَّلاَمِ
أَسَفًا… فَالرّهْطُ سَادُوا فَتَعَدَّوا
حَجَبُوا عَنكِ مَجَالَ العِلْمِ غَدْرًا
كَيْ تَمُوتِي, أوْ تَضِيعِي, أوْ تَنَامِي
*************

لُغَةُ الفُرْقَانِ حِضْنٌ لِلْمَعَارِفْ
وَسَتَبْقَى
قِبْلَةَ العِلْمِ وَيَنْبُوعَ المَكَارِمْ
وجْهَةَ الحَقِّ عَلَى دَرْبِ الأَنَامِ
هِيَ فِي الأَرْضِ جِنَانٌ وَارِفَاتٌ
يَشْهَدُ الدَّهْرُ جَنَاهَا الغَامِرِ فِي كُلِّ هَامِ
اسْأَلُوا عَنْهَا فُحُولَ العُلَمَاءِ النُّزَهَاءْ
كَيْفَ شَادَتْ صَرْحَ عِلْمٍ وَحَضَارَهْ
سَاسَتِ النَّاسَ بِعَدْلٍ وَانْسِجَامِ
كَيْفَ شَالَتْ أُمَّةَ الغَرْبِ بِعَطْفٍ
مِنْ حَضِيضِ الارْتِطَامِ
***********

لِمَ هَانْتْ نَغْمَةُ العِزِّ وَضَاعَتْ
فِي ضَجِيجِ الازْدِحَامِ؟؟؟
أَوْهَنَ الضَّادَ نِفَاقٌ وَهَوَانٌ مِنْ حُمَاةٍ خَاذِلِينَ
خَدَمُوهَا بِالأَذَى وَالانْهِزَامِ
ضَعْضَعَ الضَّادَ شِقَاقٌ وَصِرَاعٌ فِي دُعَاةٍ كَاذِبِينَ
رَهَنُوهَا بِالهَوَى وَالانْقِسَامِ
زَحْزَحَ الضَّادَ بِخِبْثٍ طُغْمَةٌ لِلْغَرْبِ فِينَا
تَتَوَارَى فِي دَوَالِيبِ النِّظَامِ
طَعَنُوهَا.. بَطَحُوهَا
مَرَّغُوهَا فِي الرُّغَامِ
صَابَهَا الضُّرُّ بِنُطْقِ العَالِمِ الفَذِّ هَوَانًا
مِثْلَمَا حُلَّتْ عُرَاهَا خِلْسَةً عِندَ العَوَامِ
لاَ وَلَن يَقْدِرَ ضِدٌّ أَن يُمِيتَ الضَّادَ يَوْمًا
بِالعِدَاءِ المُتَنَامِي
كَيفَ تَخْبُو
وَمَعِينُ النُّورِ حَيٌّ فِي خُلُودٍ
فِي امْتِدَادَاتِ الزَّمَانِ المُتَرَامِي؟؟؟
**************

لُغَةَ القُرْآنِ عُودِي
شَعْبُكِ العَاشِقُ أَضْنَاهُ التَّنَائِي
بَاتَ يَشْقَى فِي مَتَاهَاتِ المَآسِي وَالظَّلاَمِ
عَلِّلِيهِ… عَلِّمِيهِ قِيَمَ الخَيْرِ بِلُطْفٍ
وَارْفَعِيهِ نَحْوَ آفاقِ الهُدَى وَالابْتِسَامِ
ذَكِّرِيهِ كَيْفَ يُرْسِي مَتْنَ مَجْدٍ لِحَضَارَه
قَدْ تَوَارَتْ فِي حَنَادِيسِ الجُحُودِ
وَالتَّجَافِي… وَالأَذَى… وَالانْتِقَامِ
هَا هُوَ الفَجْرُ فَهُبِّي لُغَةَ الحَقِّ وَشِيلِي
أُمَّةَ اللهِ مِنَ الوَضْعِ الحَرَامِ
أنْعِشِيهَا
بِعُلُومٍ نَافِعَاتْ
وَفُهُومٍ صَائِبَاتْ
وَخِلاَلٍ صَالِحَاتْ
أَنقِذِيهَا مِنْ قَذَى هَذَا السِّقَامِ
كَتَبَ اللهُ بِأَنَّ اللهَ غَالِبْ
لُغَةَ اللهِ فَطُوبَى
شَأنُكِ العِزُّ فَقُومِي لانْتِصَارَاتٍ عِظَامِ
*************

ضَرَّةُ الدَّارِ- أيَا أُمَّ المَعَالِي- كَسَرَابٍ
فِي مَيَادِينِ العُلُومِ وَالفُنُونِ وَالكَِرَامِ
غَوغَواتٌ خَاوِيَاتٌ خَائِبَاتٌ
تَشْحَنُ الحَلْقَ بِرَطْنٍ هَيِّنٍ مِثل النُّخَامِ
يَصْطَفِيهَا بَيْنَنَا صِنْفٌ غَوِىٌّ
قَدْ تَرَدَّى فِي العَمَى وَالانْفِصَامِ
فَاتَهُ الرَّكْبُ فَأَضْحَى
تَائِهًا يَبْعَثُ صَوْتًا تَافِهًا مِثْلَ البِغَامِ
هُوَ مَنْ أَرْكَسَ شَعْبَ العِزِّ وَالحُبِّ عُقُوقًا
بِالمَفَاسِدْ… بِالمَظَالِمْ
بِالرَّدَى وَالاخْتِصَامِ
هُوَ مَن لَوَّثَ شَعْبًا
كَانَ رَمْزًا لِلْمَعَالِي وَالطَّهَارَهْ
بِالمَخَازِي… بِالرَّذَائِلْ
بِالتَّجَافِي عَن تَعَالِيمِ التَّسَامِي
هُوَ مَن أَنضَبَ يَنبُوعَ المَوَارِدْ
هُوَ مَن أَفْقَرَ مَنسُوبَ المَوَائِدْ
بِالسَّفَاهَهْ… بِالخِيَانَهْ
بِالغَبَا فِي الالْتِهَامِ
هُوَ, وَالكَوْنُ شَهيدٌ, مَنْ تَوَلَّى
أَمْرَ هَذَا الشَّعبِ وَالأرضِ فَضَاعَا
جاوز السَّيْلُ الزُّبَا
فَلْيَفِقْ صِنفُ النِّيامِ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here