زلة لسان، أم عودة إلى الماضي؟

رحمن خضير عباس

اعتذر هاشم العقابي في يوتيوب نشره على صفحته من صدام حسين ،

ومن حقه أن يلمّع صورة سيده القديم ، وذلك لأن كل حكام الصدفة الذين تولوا زمام السلطة منذ ٢٠٠٣ حتى هذه اللحظة ، قد لمعوا صورته أيضا ،ولكن بطريقتهم الخاصة ، وذلك من خلال تخريب البلد وسرقة ماله، وجعله يتأرجح كسفينة معطوبة تتقاذفها أمواج المذهبية والعرقية ، بينما النوتيون الذين يقودون البلد ، تمسكوا بإشرعة سلامتهم فقط ، وجعلوا سفينة الوطن تجنح تحت رحمة صخور الجيران ، والذين أثخنوا سفينة العراق بمجانيق حقدهم ، وحولوه إلى دولة فاشلة.

الجعفري والمالكي والعبادي وعادل عبد المهدي، ورؤساء البرلمان العراقي من السنة، من المشهداني حتى الحلبوسي ،ورؤساء الجمهورية الأكراد من الطلباني حتى برهم. كلهم اشتركوا في جريمة تدمير الوطن ونشر الخراب والفساد فيه .

وهذا يعني أنهم لمعوا صورة سلفهم.

ولنعد إلى حسرة العقابي وأسفه واعتذاره من قائده الضرورة.

هل تأسف على صدام حينما كان يغتال خصومه العراقيين، واحدا بعد آخر في الداخل والخارج ،وشرطة أمنه واستخباراته،وكذلك رجال سفاراته في العالم ، لا همّ لهم سوى مطاردة المعارضين لحكمه، ومن ثم تصفيتهم ؟

هل بررتَ له مجزرة قاعة الخلد ،حينما أمر بقتل مجموعة كبيرة من رفاقه البعثيين بحجة التآمر مع سوريا ؟.

هل تأسف عليه، وتنسى أنّه زجّ بالاف الناس من شيوعيين ومثقفين ويساريين ومتدينين ،في المعتقلات لينالوا أسوء أنواع التعذيب حتى الموت ؟. حتى أن الكثيرين منهم يتمنى رحمة الموت على العذاب الوحشي الذي يتلقونه.

هل نسيتَ ،حينما أمر صدام بقطع أذني من يتخلف عن الالتحاق إلى الخدمة العسكرية ؟،وقد قامت شرطته بقطع الألسنة والآذان دون رحمة.

هل تأسف عليه ،متناسيا المقابر الجماعية التي راح ضحيتها الالاف من الشباب الأبرياء؟ أم تأسف على ضرب المدن العراقية بالسلاح الكيمياوي وغير الكيمياوي. ؟

هل تأسف عليه، حينما سببت حربه بمليون ضحية من العراقيين ما بين قتيل ومعوق وجريح واسير ؟ وقد شاركه في جريمته خميني إيران الذي أطال الحرب لمدة ثمان سنوات.

هل تأسف عليه ،حينما شنّ عدوانا غير مبرر على الكويت ، مما سبب بأكبر مجزرة في تاريخ الجيوش. حينما دمر الأمريكيون جيشه العائد في آخر لحظة. لقد تركهم زعيمك الذي تأسفتَ على غيابه تحت رحمة النيران الأمريكية ، بينما كان يقيم وليمة السلامة لأن الأمريكيين سمحوا بإبقائه حيا على عراق منزوع السيادة ؟

هل تأسف عليه لأنه وقّع على ذل العراق من خلال خيمة سفوان ،التي مازلنا ندفع فاتورتها من تفريط بحدود العراق البحرية والبرية ، فاصبحت أمورنا بيد الكويت. الفصل السابع يطوّقنا ، والكويت تزحف لتقتطع من أرضنا.

هل تعتذر منه ، لأنه سبب للعراق أكبر حصار ظالم ، حتى مات الناس جوعا ، واضطر البعض إلى بيع أعز مالديهم ، والبعض الآخر غادر العراق للبحث عما يسد الرمق. في ذلك الوقت تحؤل العراقيون إلى عالة على دول كنا تساعدها ، فاصبحت تنظر إلينا باحتقار.وفي الوقت الذي يموت أطفال العراق من سوء التغذية ،كان قائدك يرفل ببدلته البيضاء ،محتفلا بأعياد ميلاده. ؟

أتنسى بأن النكتة التي يهمس بها شخص لزوجته تودي به وبجميع أفراد عائلته إلى الإعدام؟

هل تعتذر له لأنه سبب لنا خزي الغزو الأمريكي ؟

وبسببه وبسبب سياسته الخرقاء ، قد جاء لنا الغزاة ، فعينوا علينا أذنابهم.

ومازلنا لحد اللحظة نئن من سياسة سيدك الذي تبكي عليه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here