نادية مراد: الأمم المتحدة وقادة حكوميون فشلوا بمحاسبة مرتكبي إبادة الأيزيديين

ترجمة / حامد أحمد

بعد ست سنوات على شن مسلحي تنظيم داعش هجوما على ابناء الطائفة الايزيدية في العراق، تتهم الايزيدية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، نادية مراد وكذلك المحامية الدولية لحقوق الانسان أمل كلوني قادة حكوميين مع الامم المتحدة بفشلهم في جلب المسلحين المتورطين بجريمة الابادة الجماعية للعدالة .

وقالت مراد، التي قُتلت والدتها واشقاؤها الستة على يد داعش، خلال مراسيم اقيمت في مبنى الامم المتحدة، الاثنين لاحياء الذكرى السنوية للابادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون في منطقة سنجار بتاريخ 3 آب 2014، ان الايزيديين يشعرون ان المجتمع الدولي قد تجاهلهم .

وحذرت، مراد، التي اختطفت واستعبدت جنسيا من قبل داعش لأشهر قبل ان تتمكن من الهروب، بقولها ان الوضع الراهن يٌعرّض طائفتها العرقية للدمار، مشيرة الى ان “عدم التحرك الدولي يُمكّن التنظيم الارهابي من تحقيق هدفه بازالة المكون الايزيدي من العراق.”

المحامية كلوني، التي ترافعت عن الايزيديين في المحافل الدولية، قالت انها عندما خاطبت مجلس الامن العام الماضي اقترحت طرقا لتحقيق العدالة للذين قُتلوا والمفقودين والذين ما يزالون أسرى وأشتمل ذلك على تخويل محكمة الجنايات الدولية لاحالة مسلحي داعش للمحاكمة وتشكيل محكمة عبر معاهدة بين الامم المتحدة والعراق .

وتقول كلوني “لم يتحقق أي تقدم بهذا الخصوص. لم تتم دراسة ومتابعة أي مسلك لتشكيل محكمة، ولم تتم مناقشة ذلك بجدية في الامم المتحدة او من قبل مجلس الامن، ولم يعقد اي مؤتمر لوزراء الخارجية. لم يتم طرح أي مقترحات حكومية او مقترحات اخرى لدراستها وتحليلها. ولم تعرض اي دولة رغبتها باستضافة محاكم دولية.”

واستذكرت كلوني تحذيرها لمجلس الامن العام الماضي بانه لو لم يتم اتخاذ اي اجراء أو تحرك، فان مسلحي داعش المحتجزين بمعتقلات مؤقتة في سوريا معرضين لخطر الهروب، وعند ذلك لن تكون هناك عدالة .

وقالت كلوني ان احتمالات الهروب التي حذرت منها قد حصلت شهر تشرين الاول الماضي عندما هرب مئات من سجناء داعش من تلك المعسكرات .

عندما اجتاح تنظيم داعش اراضي شمالي العراق عام 2014، قام المسلحون بارتكاب مجزرة بقتلهم آلاف من الرجال الايزيديين مع استعباد ما يقارب من 7,000 امرأة وفتاة. كثير منهن تمكن من الهروب بينما كانت القوات العراقية تقترب اكثر في زحفها لطرد المسلحين من معاقلهم.

وأشارت مراد في بيان مشترك لها مع كلوني بالقول “ليست هناك اي محاولة ملموسة للبحث عن أو انقاذ اكثر من 2,800 امرأة وطفل ما يزالون في عداد المفقودين. واكثر من 200,000 أيزيدي ما يزالون مهجرين ونازحين في معسكرات بدون علاجات طبية كافية وفي خطورة متزايدة لتعرضهم لفايروس كورونا .”

وقالت مراد وكلوني إن اكثر من 120,000 أيزيدي من الذين عادوا الى سنجار هم بحاجة ماسة لرعاية صحية وكهرباء ومأوى وماء صالح للشرب وخدمات صرف صحي بالاضافة الى تعليم وفرص عمل لضمان المعيشة .

وبخصوص تخويل الامم المتحدة باجراء تحقيق بجرائم داعش ضد الايزيديين، قالت مراد “علينا ان لا ندع سنة اخرى تمر وما نزال نراوح بنفس الواقع الحالي. على المجتمع الدولي ان يفي بوعده بتحقيق العدالة لابناء الطائفة الايزيدية… الناجون لا يمكنهم الانتظار ست سنوات اخرى لكي يتحرك العالم”، مشيرة الى ان التحقيق لوحده لا يفي بالغرض ان لم تكن هناك محكمة لمقاضاة المتورطين .

واستشهدت المحامية كلوني بتحقيق العدالة بعد ست سنوات من ارتكاب مجازر سابقة مشابهة مثل جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية وجريمة الابادة الجماعية في راواندا عام 1994 ومجزرة البوسنة في صربيا عام 1995، مشيرة الى انه في الوقت الحالي ايضا يقوم فريق دولي مخول من قبل الامم المتحدة بالاعداد لرفع دعاوي قضائية ضد المتورطين بمجزرة الابادة الجماعية بحق مسلمي الروهينجا في ميانمار .

وقالت كلوني “الايزيديون الناجون ليسوا اقل شأنا ويستحقون تحقيق العدالة لهم”، مؤكدة ان قادة حكوميين ودبلوماسيي الامم المتحدة وجميع الذين لديهم نفوذ يتحملون مسؤولية الاستجابة .

ومضت بقولها “عدم التحرك هو ليس خطأ فقط، بل انه خطير لان هؤلاء المسلحين ما يزالون موجودين وان فكرهم المسموم ما يزال ينتشر. تحقيق العدالة ممكن الان كما كان ممكنا في السابق، فقط في حال ان جعلناها من الاولويات .”

عن: أسوشييتدبرس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here