بيروت يا طائر فينيق محلقا فوق سطوع خرابكِ كنجمة متوهجة : نص مفتوح

بقلم مهدي قاسم

لبيروت سر قوة إرادة لا يعرفها غيرها ..وخاصية نهوض مجددا ، بعد ارتطامها المؤقت والعابر .. تماما كأنها مثل ملاكم ما أن يسقط أرضا ويمتص ضربات متتالية ..حتى يدب على رجليه متوثبا من جديد !..أو مثل غابة ما تندلع فيها ألسنة حرائق و تنطفئ ..فسرعان ما تأتي أمطار تغسيل عن وجها السواد العالق ..مستحيلة بعد وهلة حقولا خضراء ..بيروت بثراء روحها الفتية ..تعود دوما من ركام رمادها الهائل ..مغردا من بين دموعها النازفة ..شعرا ، فنا ، رقة ، وأناقة وجمالا مميزا ..حتى وهي في اوّج خرابها الشاسع وفقرها الفادح ..ترتب جمالها في مرايا سطوع خرابها ..لا تندب حظها ولا تهمل نفسها مستسلمة أو عاجزة ..مثل غيرها من عواصم منكوبة بجراد ملتحية !.. ما هي إلا لحظات عابرة حتى تندفع بحيوية غزالة مرحة ..تبدأ بكنس آثار أنقاض من حواليها بصبر حكيم صيني وقور..

ثم تأخذ بإعادة ترتيب حياتها المبعثرة بلمسة أميرة مهيبة ..

لترجع بيروت كما كانت جميلة و أنيقة ..

راعية لشعر وفن وجمال ..

مثل طائر فينيق يهب مندفعا من ركام رمادها الهائل

محلقا ، مشعا ، متوهجا، كنجمة وليدة !.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here