الغاية هي : إثارة فتنة طائفية مجددا

الغاية هي : إثارة فتنة طائفية مجددا

بقلم مهدي قاسم

بعد إفلاسهم السياسي و المبدئي والأخلاقي المطلق ، ولا سيما بعد افتضاح أمرهم كمجموعات لصوص وعصابات سياسية مجرمة ، و لكي يربكوا الوضع السياسي نحو ضروب الفوضى والاضطراب ، فها هي أحزاب سلطة الفساد وميليشياتها تستعين بنهجها السابق ودفاترها العتيقة والحافلة بهذا النوع من النهج الدموي الخسيس بغية إثارة فتنة طائفية تنحو نحو حرب أهلية ، و ذلك من خلال محاولة العودة إلى تفجيرات في مناطق الغالبية ” الشيعية ” في العراق و إتهام ” أهل السنة بذلك ” لغرض تجييش العواطف و تعميق التخندق الطائفي ، و ما ضبط سيارة مفخخة في محافظة ذي قار قبل يومين إلا دليلا على ذلك ، ولا سيما اتضح أن السائق من سكنة المحافظة ويحمل أوراق انتمائه إلى أحد تنظيمات أحد الحشد الشعبي ؟!!..

بطبيعة الحال و قبيل أي شيء آخر ينبغي القول أنه نحن لسنا ممن يطلقون الاتهامات على عواهنها ولا يعتمدون أخبارا فيسبوكية أساسا لنشر أخبار ، إنما الشيء الذي يجعلنا أن نصدق هذا الخبر هو معرفتنا بطبيعة عصابات داعش الإرهابية التي لن تتردد في القيام بأية أعمال وجرائم إرهابية لو تمكنت من ذلك وفي أي مكان و زمان ، فضلا عن إنها اعتادت أن تتبنى اي عمل إرهابي تقوم به سواء كان ناجحا أو فاشلا ، بينما في عهدي المالكي الحافلين بإعمال إرهابية يومية ومتواصلة ــ أحيانا عدة تفجيرات في يوم واحد ــ حدثت عشرات من عمليات إرهابية لم تتبنها داعش ، جرت في عمق مناطق ذات ” أغلبية شيعية مطلقة ” تتقدمها وتحيطها عشرات من نقاط عبور وحواجز أمنية ، وهذا يعني أن عملية التفجيرات كانت تجري من ضمن بعض سكان المنطقة ، من محتمل جدا بتكليف من بعض أحزاب أو مليشيات ( التي ما كانت سياراتها تخضع لتفتيش أمني أما بسبب صفتها الأمنية أو خوفا من اعتداء ميليشياوي ) وكل ذلك بهدف تصعيد الوضع السياسي و توتيرها لأهداف سياسية أو لغرض إثارة نزعة طائفية لتمرير أو عقد صفقات سياسية لتقسيم المناصب والمغانم ..

و مثلما أسلفنا ــ آنفا ـ بأن تلك السلسلة الطويلة من العمليات الإرهابية قد توقفت فجأة في عهد حكومة حيدر العبادي ..

و رجوعا إلى السيارة المفخخة التي ضُبطت في محافظة ذي قار ، فنحن نفترض بأن عصابات داعش لا تقف خلف إرسال هذه السيارة الملغومة لأنه ــ حسب تفكير منطقي ـــ بلا معنى أن تقطع السيارة كل هذه المسافات الطويلة المحفوفة بمخاطر انكشافها ، سواء انطلقت قادمة من بغداد أو ديالى أو من البصرة ، لكونها ليست بحاجة إلى مثل هذه المسافات الطويلة في الوقت الذي تستطيع أن تفجّر هذه السيارة من مسافات قريبة جدا بالنسبة لها سواء داخل مناطق بغداد أو ديالى أم البصرة ..
إذ ما يهم عصابات داعش الإجرامية هو قتل مزيد من مواطنين و ضمن أصداء إعلامية كبيرة ، بغض النظر عن طبيعة المكان التي تستهدفه ..

طبعا سوف نسمع تبريرات و ذرائع أو مزاعم بكون هوية السائق مزورة و أنه ليس منتسبا إلى أحد تنظيمات الحشد الشعبي و أن ما قام هو ” واحد تكريتي قادم من القائم أو الفلوجة ليقوم بعملية تفجير كهدية يوم الغدير لأهالي ذي قار” و الخ ، مثلما كتب بعضهم في الفيس ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here