سنجار… تلعفر، التمييز بين الضحايا!

سنجار… تلعفر، التمييز بين الضحايا!
بقلم : سلام موسى جعفر

قبل بضعة أيام كتبت ونشرت، تحت عنوان “من المستفيد؟” في ذكرى الجريمة البشعة التي ارتكبتها داعش بحق اهلنا اليزيديين، وطرحت فيه السؤال الذي لا بد من الإجابة عليه قبل الدخول في تحليل أي حدث: من المستفيد من التبعات؟
ومن خلال متابعتنا لدور الاعلام، لاحظنا تركيز غير اعتيادي على ربط داعش بالمسلم العربي فقط، وليس بالمسلم الكردي، الذي شارك هو الاخر بفعالية في ارتكاب المجازر. كما لاحظنا اغفال متعمد لما قام به ساسة الإقليم، حين تخلوا عمداً عن حماية المدينة. ومع كل هذه الوقائع، وجه اللوم الى الحكومة المركزية، التي لم يكن لها في الأصل أي تواجد في سنجار. كما جرى التغطية على جريمة انسحاب مليشيات مسعود البرزاني من المدينة، وارتفاع أصوات طالبت بضم سنجار الى الإقليم.
بالتوازي مع هذه الدعوات لاحظنا، أيضا، ارتفاع أصوات متناغمة طالبت بفصل قضية اليزيديين كعراقيين عن القضية العراقية. لدرجة الدعوة الى توفير حماية دولية لليزيديين تشارك فيها إسرائيل.
دعونا الان نتجنب التذكير بكل تلك الارتال العسكرية التي هاجمت مدينة سنجار تحت سمع وبصر الطائرات الأمريكية، ونعرج بدل ذلك على ارتال داعش التي سارت في الصحراء المكشوفة تحت سمع وبصر نفس الطائرات، وهاجمت مدينة تلعفر التي يسكنها التركمان، حوالي 300 ألف نسمة. والتي تقع بين سنجار والإقليم.
ومما لا شك فيه ان المذابح التي قامت بها داعش في مدينة تلعفر، لا تقل بشاعة عن المذابح التي ارتكبتها في سنجار. غير أن المحرض على ارتكاب الجريمتين قرر توظيف ضحايا سنجار وإهمال ضحايا تلعفر. وهذا ما يعيد الى الأذهان حقيقة ان ضحايا الحرب العالمية الثانية بلغوا 55 مليون قتيل، إلا أن كتبة التأريخ لم يذكروا لنا سوى الستة ملايين يهودي منهم وأهملوا الأغلبية.
هذا بالضبط ما حدث من تمييز بين الضحايا. حيث تم استغلال ضحايا جريمة سنجار وتميزهم عن الضحايا الآخرين من العراقيين، ومنهم ضحايا أهلنا في تلعفر.
هل يا ترى يفسر العداء التاريخي للتركمان من قبل العشائر الكردية سبب هذا التمييز المجحف بحق ضحايا أهلنا في تلعفر؟ أم توجد هناك أسباب إضافية؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here