الكاظمي يختار بديل أمينة بغداد وصراع 3 كتل يعرقل إعلانه

علمت (المدى) من مصادرها أن رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي اختار شخصية مستقلة غير حزبية لمنصب أمانة العاصمة خلفا للأمينة الحالية ذكرى علوش بعد التشاور والاتفاق مع الكتل الشيعية المتنافسة على هذا المنصب.

ومن المؤمل ان يعلن الكاظمي عن اسم المرشح منتصف شهر آب الجاري، وهو موعد انتهاء فترة التمديد للأمينة الحالية. وتؤكد المصادر ان الذي اختاره رئيس الحكومة يعد من الشخصيات الخدمية والميدانية.

بالمقابل قالت مصادر اخرى ان الخلافات بين كتل الفتح والحكمة ودولة القانون على المنصب ستؤخر الإعلان عن الاسم الجديد، كما رجحت ان يتولى الكاظمي ادارة منصب امانة بغداد من موقع ادنى وتشكيل مجلس استشاري من داخل الامانة حلا للنزاع بين القوى والكتل الشيعية.

ويؤكد مصدر سياسي مطلع لـ(المدى) أن “الخلافات مازالت مستمرة وقائمة بين كتل الفتح ودولة القانون والحكمة على منصب أمين بغداد وهو ما أخر اختيار امين جديد لبغداد من قبل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي”.

وفي التاسع والعشرين من شهر تموز الماضي كشفت لجنة الخدمات والإعمار النيابية، ان رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي قرر عزل أمينة بغداد ذكرى علوش من منصبها بعد مناقشة عدة أسماء لتولي المنصب.

ويبين المصدر الذي فضل عدم ذكر هويته أن “الخلافات والتنافس بين هذه الكتل الثلاث يتمثل في رأيين؛ الاول يدفع بترشيح شخصيات من داخل مؤسسة امانة بغداد، والثاني يسعى إلى ترشيح شخصيات سياسية من نواب حاليين وسابقين ووزراء سابقين ايضا” موضحا أن “هناك شبه تصادم بين من يريد شخصية من داخل أمانة العاصمة، وبين من يريد شخصية من خارج الأمانة”.

ويشير المصدر إلى أن “الأسماء المتداولة والمرشحة من خارج الأمانة هي كل من النائب علي الحميداوي وجاسم البخاتي، وعبد الحسين عبطان ومحمد الربيعي”.

أما المرشحين من داخل الامانة هم كل من مدير دائرة الماء عمار موسى، وليث الكعبي مدير المتنزهات، ومحسن الكرعاوي مدير دائرة المشاريع، بحسب المصدر ذاته.

ويتابع أن “رئيس الحكومة يسعى لاختيار شخصية بعيدة عن هذه الترشيحات، وطرحها على الكتل السياسية قبل تكليفها بادارة امانة العاصمة”.

ويقول المصدر: “موقع أمانة العاصمة من المواقع والمناصب الحساسة التي سيكون لها تأثير قوي على الشارع في جني أصوات الناخبين، وبالتالي هناك تخوف بين الكتل المتنافسة من ضياع هذا الموقع”.

ويضيف أنه “في حال استمرار هذه الخلافات بين الكتل الثلاث سيقوم رئيس مجلس الوزراء بإدارة موقع أمانة العاصمة من موقع أدنى مع تشكيل فريق استشاري مختص من داخل الأمانة حلا للنزاع بين جميع الأطراف”.

وتعاقب على منصب أمانة بغداد بعد العام 2003 كل من علاء التميمي ثم حسين الطحان وصابر العيساوي الذي بقي في المنصب بين 2005 و2012، ثم عبد الحسين المرشدي وبعده نعيم عبعوب، وأخيرا ذكرى علوش، التي تم تنصيبها من قبل رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي.

من جانبه، يؤكد سعد المطلبي، العضو في مجلس محافظة بغداد الملغى أن “المفاوضات مازالت مستمرة بين الكتل والأطراف السياسية الشيعية ورئيس الحكومة الكاظمي للاتفاق على تسمية مرشح لمنصب أمين العاصمة”.

ويبين المطلبي في تصريح لـ(المدى) أن “كل هذه الجهات السياسية تحاول الظفر بموقع أمانة العاصمة”، داعيا رئيس الحكومة الى “اختيار شخصية بغدادية تتمتع بسلوك بغدادي يفهم التعددية في هذا المجتمع والخصائص العامة لهذه المدينة”.

ومنذ بداية شهر تموز الماضي دأب اكثر من أربعين نائبا عن العاصمة على مواصلة اجتماعاتهم لمناقشة ملف منصب أمين بغداد بعدما تسربت أنباء تفيد عن رغبة رئيس مجلس الوزراء باستبدال أمينة بغداد الحالية، بشخصية اخرى.

ويرى المطلبي ان “الخلافات ستعيق عملية تمرير أو الاتفاق على مرشح جديد لأمانة العاصمة”.

وفي وقت سابق، حمّل عضو لجنة الخدمات والإعمار النيابية، جاسم البخاتي، أمانة بغداد مسؤولية تردي الخدمات وانتشار النفايات في شوارع العاصمة، مؤكدًا أن الاهالي قدموا الكثير من الشكاوى عن سوء الخدمات.

وأضاف البخاتي وهو احد مرشحي الكتل لمنصب امين العاصمة، أن الأمانة متلكئة في رفع النفايات التي تكدست في شوارع العاصمة وغيرت ملامح العاصمة، بالإضافة إلى عدم إعادة تأهيل الطرق وصيانة البنى التحتية، لافتا الى ان الامانة تعزو ذلك إلى قلة التخصيصات المالية لكن هذا ما لم نقبل به اطلاقا”.

من جهته، يقول صباح العكيلي، النائب عن تحالف سائرون: “كنا نتوقع نحن نواب محافظة بغداد الـ (71) أن يكون لنا دور في اختيار شخصية مناسبة لأمانة العاصمة لكننا تفاجأنا ان رئيس الحكومة لم يلتق بنا رغم أننا طلبنا لقائه.

ويضيف العكيلي لـ(المدى) أن “ما يهمنا اختيار شخصية من بغداد لهذا الموقع”، مؤكدا ان “رئيس الحكومة اختار شخصية لهذا المنصب وسيعلن عنها في منتصف شهر آب الجاري بعد انتهاء فترة تمديد عمل ذكرى علوش”.

ويؤكد أن “الكاظمي يرفض التدخل في موضوع اختيار امين العاصمة”، مبديا تخوفه من “امكانية اختيار شخصية جديدة لهذا الموقع من خارج العاصمة بغداد أو شخصية متحزبة”.

بدوره، يؤكد فهد الجبوري، عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة أن “مرشح منصب أمين بغداد سيكون شخصية مستقلة غير تابعة لأي حزب أو كتلة سياسية بعد الاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء”، مبينا أن “الكتل السياسية خولت رئيس الحكومة باختيار شخصية مناسبة لهذا المنصب”.

ويؤكد الجبوري في تصريح لـ(المدى) ان “هناك شخصية واحدة (لا يمكن الإفصاح عنها) مستقلة ستكلف بإدارة منصب أمين بغداد، خدمية وميدانية وهي من خيارات الكاظمي بعد التوافق مع الكتل السياسية”، معتقدا أن “الإعلان عن هذه الشخصية سيكون بين أسبوع إلى أسبوعين بعد انتهاء مهلة التمديد للأمينة الحالية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here