كان ينبغي  الاستدعاء أو الشكوى عند مجلس  الأمن 

بقلم مهدي قاسم

يوجد ثمة تهاون كبير من قبل حكومات عراقية متعاقبة  مع النظام التركي الذي يواصل تدخلاته و اعتداءاته السافرة  ضد السيادة العراقية التي هي مخترقة أصلا  بدون هذا أيضا ..

أذ ليس هذا أول مرة  ، و بالطبع ولن تكون آخر مرة  ، يسقط مواطنون عراقيون قتلى  و ضحايا بفعل العدواني التركي  المتواصل على الأراضي العراقية ، حيث لا يمر أسبوع أو شهر  دون أن تقوم طائرات تركية بعملية قصف أو توغل جنود أتراك إلى عمق الأراضي العراقية لتصول وتجول  قتلا و تدميرا ، حسب ما تريد و تشاء !!..

والعجيب في الأمر أن النظام الأردوغاني  يتصرف  مع السيادة العراقية  من خلال هذه الاعتداءات و كأنها حق مكتسب  يمارسه بشكل طبيعي و عادي دون أخذ بنظر الاعتبار لا  وجود  الدولة العراقية ــ كعضو في الأمم المتحدة ــ ولا الحكومات العراقية المتعاقبة  و شبه الصامتة والمتفرجة أن لم تكن  الراضية ــ  سوية مع حكومات الإقليم  ــ  ليمارس أردوغان  عربداته العسكرية في شمال العراق مثلما يحلو له  الأمر والمزاج ..

ولعل أوضح  دليل على هذا السكوت والتفرج  هو الموقف الضعيف الحالي والبائس المثير للشفقة حقا للحكومة العراقية أنها اكتفت بتصريح الناطق الرسمي للجيش ذات نبرة إدانة خجولة فحسب ، بدلا من التقديم الشكوى في مجلس الأمن أو  استدعاء السفير التركي في بغداد ــ كأضعف الإيمان ــ  لتقديم  رسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى الحكومة التركية ، حتى و أن كانت هذه الرسالة  في النهاية عديمة الجدوى والنفع بالمقارنة   عملية الردع  ،  ولكن على الأقل إنها كانت ستعبر  عن السياقات الأصولية الرسمية والدبلوماسية على هذا الصعيد و في مثل هذه الحالات الاستثنائية ، وتعطي انطباعا لكون الحكومة العراقية  حريصة على حياة مواطنيها  ــ عسكريين ومدنيين  على حد سواء ــ و لكن قبل أي شيء آخر على السيادة العراقية  بالدرجة الأولى  ..

ولكن  من نلوم وعلى من نعتب  إذا الأحزاب  الإسلامية الحاكمة هي أصلا عميلة لدول الجوار العراقي ؟ إذ أن هذه الأحزاب و زعمائها هي التي  جعلت من الأراضي العراقية  بوابات مفتوحة لتدخلات دول الجوار سواء بشكل مباشر أو عبر تنظيمات وميليشيات ومجاميع مسلحة وأحزاب عميلة..

هامش ذات صلة :

(  الناطق العسكري باسم الكاظمي عن قتل تركيا لضباط وجنود عراقيين : الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى !

مطالباً انقرة بتوضيح ملابسات “الجريمة”

طالب اللواء يحيى رسول ، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة ، اليوم الثلاثاء ، القوات التركية بتوضيح ملابسات “جريمة” مقتل عدد من قوات حرس الحدود التابعة للجيش العراقي في منطقة سيدكان الحدودية داخل إقليم كوردستان ، بينهم ضابطين كبيرين ، ومحاسبة المتورطين بها.

وقال رسول في بيان “ندين بشدة اقدام الجانب التركي على استهداف مجموعة من مقاتلينا الأبطال بواسطة طائرة مسيرة ، حيث أسفر هذا الاعتداء الإثم عن استشهاد امر اللواء الثاني بالمنطقة الأولى في قيادة قوات حرس الحدود وامر الفوج الثالت وإصابة أمر الفوج الأول وضابط استخبارات واثنين من المنتسبين المرافقين لهم”.

واضاف، “كان المقاتلون في عملية أستطلاع في منطقة سيدكان وتقع داخل الأراضي العراقية وتبعد ٤ كيلومترات عن الشريط الحدودي مع تركيا” نقلا عن صحيفة صوت العراق ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here