الامير كاميران بدرخان .. مهندس العلاقات الكُردية – اليهودية/ج31

الامير كاميران بدرخان
مهندس العلاقات الكُردية – اليهودية/ج31
أ.د. فرست مرعي
ومن جهة أخرى تذكر بعض المصادر أن السيد سامي (= محمد محمود) عبد الرحمن عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني عندما استوزر في الحكومة العراقية كوزيرلإعمار الشمال للحقبة من 29 مايس/ أيارعام1970 لغاية 27 مايس/ أيار1974م بعد بيان 11 مارس/آذار 1970م، كان يُسَجل ما يدور في اجتماعات مجلس الوزراء العراقي بساعة يدوية لمصلحة الموساد الاسرائيلي. ينظر: جعفر الحسيني، الموساد في العراق، موقع كتابات. فضلاً عن ذلك يذكر الدكتور نوري المرادي الناطق الرسمي للحزب الشيوعي العراقي- الكادر مع محاوره، حميد الكفائي: الناطق الرسمي باسم مجلس الحكم العراقي في برنامج الاتجاه المعاكس على شاشة قناة الجزيرة الفضائية، ما نصه:” طيب نجي إلى السيد مسعود البرزاني.. سيد مسعود البرزاني كان يرأس جهاز الباراستن، النائب سامي عبد الرحمن كان جاسوس يسجل الجلسات.. مجلس الوزراء العراقي ويرسلها إلى إسرائيل مباشرة طبعا موجودة هنا وثيقة بهذا الشأن. ينظر: الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة الفضائية، نوري المرادي وحميد الكفائي، هل أصبح شعار إسرائيل من الفرات إلى النيل أمراً واقعاً؟ ما مدى التغلغل الإسرائيلي أمنياً وعسكرياً واقتصاديا في العراق؟ أليست الدولة العبرية أكبر الرابحين من غزو العراق؟ ماذا فعلت الدول العربية لمواجهة التمدد الصهيوني؟ في27/1/2004م.
سامي محمد محمود[ ولد في مدينة سنجارعام1932، درس في جامعة الموصل وحصل على منحة إلى جامعة مانشستر في بريطانيا لدراسة الهندسة. ثم قضى عاماً في لندن للتعرف إلى الأوساط السياسية الإنكليزية ولا سيما اليسارية، ويبدو أنه كان شيوعياً. بعد عودته عمل مهندساً في وزارة النفط العراقية حتى 1963م حيث التحق بالثورة الكردية التي كان يقودها الملا مصطفى البارزاني، واتخذ الاسم الحركي (سامي) الذي كان به معروفاً في الحزب الشيوعي العراقي، عمل أولاً في إذاعة الحزب الديمقراطي الكردستاني، ثم أصبح واحداً من المترجمين المكلفين بمرافقة الصحافيين والزوار الأجانب، وفي عام 1966م بعد المؤتمر السابع أصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب الديموقراطي الكردستاني، وفي عام1969م رافق اللورد البريطاني كيلبراكن، خلال الغارة الجريئة التي قام بها الحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادته على حقول النفط في كركوك في بداية شهر آذار عام 1969م، يومها لفت سامي أنظار الزعيم البارزاني، وقد زار اسرائيل في شهر نيسان/ ابريل عام1969م والتقى برئيسة الحكومة الاسرائيلية كولدا مائير، وبعد بيان 11آذار/مارس 1970م، أصبح وزيراً لاعمار الشمال في الحكومة العراقية، وفي عام1975م بعد النكسة التي أصابت الحركة الكردية، لجأ الى ايران ومنها إلى بريطانيا، ثم عاد وشارك مع السيد مسعود البارزاني في ثورة أيار/مايو1976م بتأسيس القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكردستاني؛ تألفت القيادة المؤقتة من: مسعود البارزاني، سامی عبدالرحمن، ادریس البارزاني، جوھر نامق سالم، عارف طیفور، كریم سنجاري، محمد رضا، ازا خفاف، ازاد برواري، غازی زيباري، وریا ساعاتي، فازل میراني، عبدالرحمن پيداوي، ينظر: جمال فتح الله طیب: بزوتنەوەی رزگاری خوازی كورد لە باشوری كوردستان ، زانستە كۆلیژی مرۆڤایەتیەكان بەشی مێژوو ، دكتۆرا تێزی، زانكۆی سلێمانی، (سلێمانی ل 32 ، بالونەكراوەتەوە).
وفي المؤتمر التاسع الذي عقدته القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة أورمية في ايران عام1979م، تم نتخب السيد مسعود البارزاني رئيسا للحزب، وشهد المؤتمر اتفاقاً تاماً بين جناحي مسعود وادريس البارزانيان في مواجهة الجناح (= اليساري) الذي يقوده سامي عبدالرحمن، الذي ألقى من جانبه في الجلسة الثانية والاخيرة للمؤتمر والتي عقدت يوم 11/11/1979م كلمة دافع فيها عن القيادة المؤقتة وانجازاتها، وكان دفاعه منصباً في حقيقته عن النهج الذي قاده خلال السنوات الثلاث التي انقضت اعتباراً من عام1976م، وقبل انتهاء أعمال المؤتمر جرت عملية الترشيح لانتخاب القيادة الجديدة فتقدم مسعود البارزاني بقائمة مرشحين خلت من أسماء العناصر المؤيدة لسامي عبدالرحمن، وفي المقابل قدم سامي اقتراحاً يقضي بترشيح كافة أعضاء القيادة المؤقتة لنيل عضوية اللجنة المركزية الحديدة فرفض لقتراحه، عندها قرر ومن معه عدم ترشيح أنفسهم. ينظر: صلاح الخرسان، التيارات السياسية في كردستان العراق، ص256-257.
وبذلك انشق سامي عبد الرحمن عن هذا الحزب في 12/12/1979 بسبب خلافه العقائدي مع السيد ادريس البارزاني ذي التوجه المحافظ، ليشكل بعد ذلك بعامين 1981م حزب الشعب الديموقراطي الكردستاني ذي التوجه اليساري، وأصدر الحزب في أعقاب المؤتمر الاول للحزب (البديل الثوري في الحركة التحررية الكوردية) وهو برنامج عمل للحزب انتقد فيها بشدة القيادة السابقة للحزب الديمقراطي الكردستاني بالقول:”… والعامل الآخر هو قصور القيادات الكوردية التي كانت أساساً قيادات عشائرية وتقليدية محدودة الافق اعتبرت العون الخارجي أي كانت شروطه ومصدره أساس كل شىء”. ينظر البديل الثوري في الحركة التحررية الكوردية، ص23، 27 وما بعدها. وفي عام 1993 جرى دمج بعض الاحزاب الكوردية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني وهي: الاتحاد الديمقراطي الكوردستاني برئاسة علي السنجاري الذي كان قد انشق عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1975، وحزب الوحدة الكوردستاني، الذي يتكون من اندماج ثلاثة احزاب كوردية هي : الحزب الاشتراكي الكوردستاني بزعامة الدكتور محمود عثمان، وحزب الشعب الكوردستاني بزعامة سامي عبد الرحمن، وحزب استقلال كوردستان بزعامة عبد الله ناكرين، ومنذ تاريخ هذا الاندماج اصبح اسم الحزب (الحزب الديمقراطي الكوردستاني الموحد ) بزعامة السيد مسعود البارزاني؛ وبذلك أصبح السيد سامي عبدالرحمن عضواً في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني من جديد، ومن ثم سكرتيراً للمكتب السياسي ونائباً لرئيس حكومة إقليم كردستان فيما بعد.
وفي 1 شباط / فبرايرعام2004م قام تنظيم القاعدة بعملية ارهابية ضد مقري الحزبين الرئيسيين في أربيل عاصمة كردستان العراق في يوم عيد الاضحى المبارك، وقال بيان للحزب الديمقراطي الكردستاني ان انتحاريا تسلل الى مقر الفرع الثاني للحزب في اربيل بين صفوف المواطنين وفجر نفسه داخل قاعة الفرع الثاني أمام اعضاء القيادة مما أدى إلى استشهاد مجموعة من الأعضاء القياديين وكوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني ومواطنين. وقال البيان انه كان من بين الضحايا: السيد سامي عبد الرحمن سكرتير المكتب السياسي نائب رئيس مجلس الوزراء لاقليم كردستان مع قياديين آخرين، وكان من بين الضحايا أيضاً في مقر الاتحاد الوطني الكردستاني قياديين فضلاً عن العديد من الضحايا من الكوادر الوسطية وعشرات الجرحى من الزائرين وافراد الحماية والحرس].
وغني عن القول أن السيد سامي عبدالرحمن اليساري الماركسي انضم الى حزب قومي محافظ (= الحزب الديمقراطي الكردستاني)عام1963م، وشارك مع الضباط الاسرائيليين في التخطيط وتنفيذ الهجوم على منشآت النفط في كركوك عام1969م، وبعدها بعقد أي سنة 1979-1981م انتقد الحزب نفسه الذي أصبح قيادياً في لجنته المركزية عام1966م بعد ثلاث سنوات من إنضمامه؟، ثم عاد وانتقد اسرائيل والحركة الصهيونية الذي كان من أبرز القياديين الكرد التي يشار إليهم بالبنان في إسرائيل، بالقول:… سامي ، وهو محمد محمود عبدالرحمن، والذي يعتبر مقرباً للبرزاني بصورة تشبه قرابة أبنائه”. شلومو نكديمون، الموساد في العراق ودول الجوار، ص224، لاسيما وأنه زارها في شهر نيسان/ ابريل عام1969م كمكافأة له على قيادته القوة الكردية التي هاجمت المنشآت النفطية العراقية في كركوك مطلع شهر آذار/ مارس عام1969م. ينظر: المرجع السابق، ص229.
ولا بد من الاشارة الى أنه في التقرير الذي قدمه الى مؤتمر حزبه في شهر تموز/ يوليو عام 1981م، انتقد إسرائيل والحركة الصهيونية مثله في ذلك مثل الاحزاب العربية القومية بالقول:” يساند المؤتمر نضال الشعب الفلسطيني العادل بقيادة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ضد اسرائيل والصهيونية العالمية والامبريالية ومن أجل العودة وحق تقرير مصيره على أرضه واقامة دولته الوطنية المستقلة، ويشجب المحاولات الرامية الى تصفية المقاومة الفلسطينية، ويسنتكر اقامة المستوطنات الصهيونية في الاراضي العربية المحتلة، ويحيي المؤتمر الصمود البطولي للشعب العربي الفلسطيني بقيادة الجبهة الوطنية في الاراضي العربية المحتلة ضد الاحتلال والممارسات العنصرية والقمعية للسلطات الصهيونية. ونطالب بانسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية المحتلة، وندين بقوة العدوان الاسرائيلي المستمر على الشعبين الفلسطيني واللبناني. البديل الثوري في الحركة التحررية الكورردية- التقرير السياسي للمؤتمر التأسيسي لحزب الشعب الديمقراطي الكوردستاني المنعقد من (26 الى 30) تموز 1981 ، قدم من قبل: سامي عبدالرحمن، ص268.
وفي التقرير المنوه عنه آنفاً يؤيد جبهة الصمود والتصدي العربية بالقول:” يؤيد المؤتمر جهود جبهة الصمود والتصدي ومؤتمر الشعب العربي المساند لها ضد مؤامرة كامب ديفيد التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ المشاريع الاسرائيلية التوسعية وفتح أبواب البلاد العربية أمام الامبريالية واحتكاراتها. المرجع السابق، ص269.
كما أنه يؤيد تحرير فلسطين بالقول ما نصه:” يساند المؤتمر نضال الحركة التحررية العربية في سبيل التحرر التام من النفوذ الامبريالي وتحقيق الاستقلال الاقتصادي وتحرير فلسطين وتحقيق الوحدة العربية. المرجع السابق، ص269.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here