تعاني مدينة الحسكة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، في غربي كوردستان (كوردستان سوريا) منذ أشهر، من أزمة مياه حادة إثر قطع الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا المياه عن المدينة من محطة علوك الواقعة في ريف سري كانيه (رأس العين)، فيما باتت وسومات مثل (#العطش_يخنق_الحسكة)، (#بدنا_مي)، (#عطشنا)، (#الحسكة_بدها_مي)، الأكثر تداولاً، حيث يطالب الناشطون بتحييد محطة مياه علوك من الصراعات السياسية والعسكرية وإخضاع إدارتها إلى فريق مدني مختص ومستقل.
ويأتي قطع المياه عن الحسكة وسط ارتفاع في درجات الحرارة، فيما يضطر سكان المدينة للاعتماد على الشاحنات الحوضية للتزود بالمياه وشراءها وسط ضائقة اقتصادية وظروف تفشي وباء «كورونا».
وتغذي محطة علوك الاستراتيجية الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الموالية لأنقرة شرق سرى كانيه، مدينة الحسكة وريفها بالمياه، فيما تزود الإدارة الذاتية المناطق والبلدات الواقعة تحت سيطرة تركيا شرق الفرات بالكهرباء.
ووعدت الإدارة الذاتية يوم أمس، بإيجاد حل جزئي لمشكلة المياه في الحسكة خلال 3 أيام، عبر تشغيل 25 بئراً من أصل 50 في محطة الحمة، ليصار إلى تزويد الحسكة بالمياه مرة واحدة كل 10 أيام، وبشكل إسعافي.
وكان أهالي الحسكة وجّهوا نداء إلى كافة الهيئات الدولية، مشيرين فيه إلى أن سياسة قطع المياه عن أكثر من مليون شخص في مدينة الحسكة في شمال وشرق سوريا من قبل الجيش التركي تحرم المدنيين من مياه الشرب وتعيق خطط الاستجابة الملحّة لحماية المدنيين خلال اجتياح وباء كورونا للمنطقة .
وهذه ليست المرة الأولى، التي تقطع فيها الميليشيات الموالية لانقرة المياه عن المدينة، منذ سيطرتها على أجزاء من شمال وشرق سوريا.
وأضاف النداء، أن «الجيش التركي قام بقطع المياه عن مدينة الحسكة للمرة الثامنة خلال ثمانية أشهر منذ سيطرته على مدينة رأس العين ومحطة علوك، حيث تُشكّل محطة مياه علوك شرقي مدينة سرى كانيه (رأس العين) المصدر الرئيسي للمياه الذي يعتمد عليه أكثر من مليون شخص من سكان شمال شرقي سوريا، وخاصة في مدينة الحسكة وبلدة تل تمر والأرياف المحيطة بهما، بما في ذلك مخيمات: الهول والعريشة/السد ومخيم واشو كاني/التوينة) التي تضم عشرات الآلاف من النازحين داخلياً من محافظات ومناطق سوريّة مختلفة، بالإضافة إلى آلاف العراقيين والأجانب».
ويحمّل بعض النشطاء إدارة PYD جزءً من المسؤولية، عبر التسبب بقطع المياه بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال قطعها التغذية الكهربائية عن رأس العين، وبالتالي عن محطة علوك التي تغذي الحسكة بالمياه.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط