هل اختبئ الله … في زمن كورونا ..؟؟

هل اختبئ الله … في زمن كورونا ..؟؟
يعكوب ابونا..
يذهب الفيلسوف والعالم الفرنسي باسكال الى القول ” اي ديانه تنكر أختباء الله هي غير صحيحه ، واي ديانه لا تشرح لماذا يختبي الله فهي ديانه غير نافعه “..
من الطبيعي اليوم ان نتسائل ، اين الله ؟ ،لماذا يختبئ عندما نكون بحاجة اليه ؟ وهل هناك حاجة اكثر مما نحن عليه اليوم زمن الكورونا ؟
هذا الفايروس غيرالمرئي اثبت بفعاليته المتناهية بان الجميع وبدون استثناء ، صغيرا وكبيرا غنيا وفقيرا ملكا او مسؤولا او مدانا ،الكل معرض للأصابه بهذا المرض الخطير ، فاحدث ضجه عالمية على مستوى المسؤولية لحكومات الدول والمؤسسات العلمية والاكاديمية والطبيه وغيرها ،التي عجزت لحد اليوم ان تجد حلا يحد من الابتلاء بهذا الوباء الخطير …..
فكان لمفسري الكتاب االمقدس دور بابداء الرأي وخاصة اللاهوتيين ومنهم ” مايكل سنايدر ” الى الاعتقاد بان هذا الوباء هو مقدمه لنهاية العالم والمجئ الثاني للرب يسوع ، مستندين الى الاصحاح السادس الاية 8 من سفر الرؤيا والمُرتبط بالأوبئة، الذي ورد فيه : “فَنَظَرْتُ وَإِذَا فَرَسٌ أَخْضَرُ، وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ اسْمُهُ الْمَوْتُ، وَالْهَاوِيَةُ تَتْبَعُهُ،” . فمن هو الفرس الأخضر الذي راكبه اسمه “الْمَوْتُ”؟ أنه يُشير إلى واحدة من أهم علامات نهاية العالم، التي تسبق المجيء الثاني للمسيح، وهي انتشار الأوبئة القاتلة للبشر، ..
وهناك من رد على هذا الاعتقاد ،بالقول ان البشرية عبر تاريخها الطويل عانت من مثل هذه الاوبئة والامراض الفتاكه ، ولم يحدث شئ من هذا الذي يقولونه ، ونضيف القول على هذا وذاك بان الرب يسوع اعطانا علامات مجيئه الثاني التي تبدأ برجسة الخراب التي قال عنها دانيال والتي اشار اليه انجيل متي 24 : 21 لآنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ أبتدأ العالم الى ألآن ولن يكون ” .. بمعنى ان امور واحداث مجتمعه تحدث لتكون الضيقة العظيمه باكتمالها معا يكون الوقت قريب ، بالاضافة الى ان الكتاب يؤكد بان في ذلك الوقت يكون هناك تدفق روحي عظيم في انتشار الكلمة بالعالم …
نقول ان كانت كورونا ليست مقدمه للضيقة العظيمه ، فهل يكون ظهورها بدون سبب ، ؟؟ حتما ولكننا لا ندرك كنه ، فهل الانسان مسببه ؟ ام الله مبعثه ؟ ام الشيطان صانعه ؟؟ ….
يشير الكتاب المقدس ، الى ان الله عندما خلق الانسان وضعه بجنة عدن فاعطاه السلطة على كل الارض وسلطان على كل الخليقة ، لكن تمرده على امرالله وكسروصيته ، انفصل عن الله والتصق بالشيطان ، وكان الله قد انشأ حكما لمخالفيه بان اجرة الخطية هي الموت ( الموت الروحي )، فنفذ الله قراره العادل فعاقبهم ـ فلعن الحية ، وعاقب المراة بضعفها واشتياقها الى الرجل وبالعداوه بينها وبين الحية ، ولعن الارض بسبب الرجل وعاقب الرجل بانه بالتعب وبعرق جبينه ياكل طوال حياته ،وبعدها طردا من الجنة ، سفرتكوين 3 ..
من الملفت للنظروالغيرالمدرك للامران الله عاقب الجميع ،ألا الشيطان الذي كان سببا لكل ما حدث ، لم يعاقبه ؟؟؟ بل نجد الشيطان بعد ذلك يتمادى كما في سفرايوب اذ يدخل بحوار مع الله فيضع الله ايوب في يد الشيطان ، ولكن اوصاه ان يحفظ نفس ايوب ، وفعلا امتحن ايوب من قبل الشيطان ونجح ايوب بالامتحان ،…
لابل اكثر من ذلك نجد ان الرب يسوع المسيح يقبل ان يجرب من قبل الشيطان ثلاثة مرات وفي التجربة الاخيره يعطينا صورة واضحه عن مكانة الشيطان بهذا العالم ، انجيل متي 4 : 1 -11 ” ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا،9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».
لاحظوا كل ممالك الارض ومجدها ملك للشيطان بدون منافس ..؟؟ والسيد المسيح لم يعترض ولم يرد الشيطان ويكذبه على قوله هذا .؟؟ وانما قَالَ لَهُ يَسُوعُ: « اذهب عني يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ» 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ …ليستمرالابليس كرئيس هذا العالم يوحنا 12 : 31 ” وفي افسس 2 : 2 فهو سلطان الهواء ، ” وفي العبرانين 2 :14 ذاك الذي له سلطان الموت اي الابليس “. و رسالة يوحنا الاولى 5 : 19 ” تؤكد لنا باننا نعيش بعالم قد وضع في الشرير “.وفي كورنثوس الثانية 4: 4 يؤكد بان اله هذا العالم وهذا الزمن هو الابليس .. وفي يوحنا 14 : 30 ، الرب يسوع المسيح يقول لان رئيس هذا العالم ( الشيطان ) ياتي وليس له فيُ شئ “.بمعنى ان الشيطان له شئ لدى جميع البشر ، لان الكل اخطأؤا وزاغاوا ،….
والسؤال من اين جاء الشيطان بكل هذا ؟؟
بحكمه فائقة من الله لاندركها نحن سمح للشيطان أن يعمل في هذا العالم ، ولكن في إطار الحدود والقدرات التي وضعها له الله. الله خلق هذا الكون وما فيه ، مانراه وما لا نراه ، لمجد اسمه ، فلا يمكن ان يتركه بيد الشيطان الا لعلة لا نعرف معناها ولا ندرك مخزاها ، ولكن الذي نعرفه بان الله قدم لنا ابنه الوحيد فداءا من اجل خلاصنا ، ففدانا بدمه الكريم . لذلك سمح اله للشيطان ان يدخلنا بالتجربة لفرز المؤمنيين من غيرهم ، بالايمان بالرب يسوع المسيح تحرر النفوس من عبوديتهم ، وايجاد الخلاص لمريديه ، لان الشيطان كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه ، بط 5 : 8 الشر بالعالم نظام شيطاني لا نستغربه …..
اذا الشيطان يعمل بكل جد في الارض لايقاع بانصاره الذين هم بارادتهم الحرة ينقادون اليه ، عندما نقع قي برائن الشيطان ننفصل عن الله ونبتعد عنه ، ونتهم الله بانه اختبئ عنا ، ونحن قد ادرنا وجهنا عنه بانفصتالنا عنه ، ادم انفصل عن الله عندما كسر وصيته وتمرد على امره فاختبأ ، نحن اليوم بشرورنا ابتعدنا عن الله فاختبأ هوعنا ، وبخطايانا احتجبنا عنه ، لم تبقى من الرذائل الشيطانية الا فعلناها ومن الانجاس الاعبدناها ومن الموبقات الا مارسناها ،؟؟ فهل الله ابتعد عنا او نحن ابتعدنا عنه ، ؟؟ لناتي ونقول اين الله ، ؟؟ الله رغم كل معاصينا ونحن بعدخطاة ةجاء المسيح لخلاصنا ،، وهوعلى الباب يقرع يطلب ان نفتح له الباب ليتعشى معنا ، الا اننا نرفض ونمتنع لفتح الباب له ، ومع ذلك هو لم يتركنا بل ينادينا كما نادى ادم اين انت ؟؟ لانه يريدنا ان نرجع اليه 1تيمو 2 : 4 و5
“. الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ “..هو يعرف كل واحد منا بخصاله جيدأ ، ففي انجيل لوقا 12 : 7 بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضًا جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ ” .. لا حظوا شعرة الراس لكل منا محصية من قبل الرب ، فلا تسقط الا بمعرفته ، كما لا تسقط ورق من الشجرة الا بعلمه ومعرفته ، …
الذي يحدث اليوم بعقلنا الصغيرلانعرف كنهها ولا سببها ، ولكن يقينا انها رسالة الله للبشر بان ذنوبكم قد وصلت الى السماء ، فهذه رسالة لنسترجع علاقتنا بالله ونؤمن بانه هو الاله الحق ، لان كل ما يقيمه الله سببا لعلة ثانوية ارادة من خلالها ان يحقق ارادته ، ما حلَّ بالبشر عموما ليس بسبب قوة العدو الشيطان بل بسبب ابتعادنا عنه والله يسمح بهذا للتأديب وتعليم الشعب بضيقته بان الله يسلمه ليؤدبهم فيخلصوا. …
الشيطان كما قلنا يعمل وسط العالم ، رومية 1 : 28 -33 ، لذلك ما جاء في اشعيا 45 : 7 بان الله خلق الشر ، والمقصود بالشرهنا ان نرجعه لصاحبه ، وكون صاحبه هو الشرير فالله خلق هذا الشرير الذي هو مصدر الشر ، …
ولكن فسر هذا المصطلح من الكثيرون وللاسف ذهبوا مذاهب شتئ في تفسير معنى الشر الذي خلقه الله ،ونقول ببساطة كون الله خلق الشيطان الشريرفيرجع اليه بشره بخلقه لانه خالق صاحبه واصله ….
ولكي لا نذهب بعيدا مذاهب شتئ في التفسير والاعتقاد ، يجب ان نعلم بان الشيطان الذي يعمل في وسطنا ليس بعيدا عن سلطان الرب ، الذي سمح له ان يعمل ضمن الايطار المحدد له وألا يتجاوزه ، العالم بخيره وشره هو ضمن دائرة سلطان الله. يحكمه ويعيّن حدوده ، ويحقق غايته واهدافه ، ويرسل رسائله لتحثنا الى المطلوب منا ان نرجع اليه تائبين مؤمنيين بان الخلاص هو بابنه يسوع المسيح وحده ، وليس بغيره خلاص ، لانه هو انقذنا من سلطان الظلمه ونقلنا الى ملكوت ابن محبته ، الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا .. (كولوسي 1: 13 ) ويجب ان نعلم ونقول كما في رسالة رومية 8 : 28 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّون الله “.. والذين يحبون الله هم من يؤمنون به تكون له الحياة الابدية يو 3 : 16 ، و يقول والذي يحبني يحبه ابي وانا احبه واظهر له ذاتي “. يوحنا 14 : 21 …. أميــــــــــــــــــــــــــن …
يعكوب ابونا ……………. 22 /8 / 2020
 
 
  
   

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here