طياران: أغلب مقاتلات F-16 معطلة وجهود الصيانة المحلية غير دقيقة

ترجمة / حامد احمد

قبل تسع سنوات، وقبل ان تنهي ادارة الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما تواجد القوات الاميركية في العراق، وقعت بغداد صفقة مهمة مع شركة لوكهيد مارتن الاميركية بقيمة 4.3 مليار دولار لتعزيز قوتها الجوية الفتية باسطول عراقي متطور من طائرات اف- 16 المقاتلة. الدفعة الاولى وصلت بعد ثلاث سنوات من توقيع العقد على اعتبار ان القوة الجوية ستتمكن عندها من الوقوف على قدميها.

وبعد انفاق مليارات الدولارات ومرور عقد من السنين تقريبا، يكشف قسم من الطيارين العراقيين لموقع فوكس نيوز انه لم يبق شيء من استثمارهم وانهم يخشون من ان يبقى طيارون معدودون فقط جاهزين لقيادة هذه الطائرات لكبح اي موجة اخرى من تهديدات داعش او اي تهديد آخر .

وتساءلت فوكس نيوز: ما الذي يجري؟

بعد وقوع الهجمات الصاروخية على عدد من القواعد التي يشغلها الاميركان ردا على مقتل قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني بهجوم طائرة مسيرة اميركية قرب مطار بغداد الدولي في 3 كانون الثاني، انسحب الجنود الاميركان وبعض المتعاقدين من عدة مواقع عسكرية بضمنها قاعدة بلد شمال بغداد التي تضم اسطول طائرات اف- 16 العراقي .

واكد البنتاغون في حينها انسحاب متعاقدي شركة لوكهيد مارتن من قاعدة بلد في يومي 4 و 8 كانون الثاني وذلك بعد تعرضهم لهجمات صاروخية غير مباشرة من قبل فصائل مسلحة مجهولة .

ولكن استنادا لطيارين عراقيين اثنين من القوة الجوية تحدثا دون الكشف عن اسميهما، بان مشاكل برزت عبر الاشهر القليلة الماضية .

وقال احد الطيارين “المشكلة تكمن في سحب شركة لوكهيد مارتن لمنتسبيها من القاعدة. مع ذلك، فان جميع هذه الطائرات بحاجة لخدمات صيانة واشراف. وبسبب الافتقار لقطع غيار فان وزارة الدفاع العراقية بدأت بتهيئة قطع غيار واشياء اخرى بنفسها، وهو شيء لا يسمح به والقطع خالية من الضمان. في احد الحالات تم ترك قطعة داخل احد المحركات .”

ادعى الطيار العراقي بان “الطائرات الان جاثمة لانهم، اي الطيارين، لا يعرفون ماذا يفعلون فيما يتعلق بخصوص الصيانة، والذي يعني بالمقابل ان الطيارين العراقيين لايمكنهم اصدار شهادة مصادقة طلعاتهم الجوية كل شهر وهذا ما يجعلهم غير مهيئين لطلعة قتالية”.

وقال طيار عراقي ثان “اعتدنا في السابق تسيير 16 طلعة جوية قتالية في اليوم مع ابقاء طائرتين كاحتياط. أما الان فنحن نسير طلعتين الى اربع طلعات باليوم فقط. يرجع ذلك للافتقار الى الصيانة المناسبة وقطع الغيار للطائرات. تم هدر الكثير من المال. صيانة الطائرات الان صيانة رديئة، وبعد ان كانت 20 طائرة جاهزة كاملا لطلعة قتالية انخفضت الان الى سبعة فقط .”

واستنادا لتقرير نشره مؤخرا موقعIraqi Oil Report ، جاء فيه ان جزءا من القسط السنوي لصفقة الشراء البالغ 300 مليون دولار يذهب لمهندسي شركة لوكهيد مارتن مقابل اعمال الصيانة على اسطول طائرات اف -16، مع توفيرها للمعدات وقطع الغيار من قبلها ومن قبل شركات اخرى .

وتقول فوكس نيوز انه بينما لم يتسن لها التحقق من تصريحات الطيارين الاثنين العراقيين وعدد الطائرات الصالحة للطلعات الجوية الان الذي ذكراه، فأن مسؤولا في الولايات المتحدة قال بان شركة لوكهيد مارتن ما تزال تعمل مع القوة الجوية العراقية وتقدم خدماتها لطائرات اف- 16، مشيرا الى ان البنتاغون “ليس لديه علم بان عراقيين يقومون بتهيئة قطع غيار بانفسهم بالنسبة لبرنامج طائرات اف -16.”

واضاف المسؤول الاميركي قائلا “مشروع المساعدة الامنية مستمر بالتواصل مع شركائنا العراقيين على نحو دؤوب لدعم برنامج طائراتهم اف- 16 .”

واكد متحدث عن شركة لوكهيد مارتن في تصريح له لفوكس نيوز بان الشركة “تقيم وتثمن العلاقة والشراكة التي تربطنا مع القوة الجوية العراقية .”

وكانت وزارة الدفاع العراقية قد نفت في تصريحات لها الشهر الماضي الادعاءات التي اشارت الى تعطل اسطول طائرات اف -16 عن العمل .

وقالت الوزارة في بيان لها ان “طائرات اف- 16 مستمرة بطلعات التدريب والطلعات القتالية حتى بعد انسحاب الشركات الاميركية. الخبرات العراقية اثبتت قدرتها على صيانة هذه الطائرات الحديثة، واكملت الاعمال الفنية على مختلف المستويات .”

من جانب آخر قال متحدث عن القوة الجوية العراقية في حديث لفوكس نيوز الاسبوع الماضي بان قائد القوة الجوية قد عاد توا من زيارة لقاعدة بلد الجوية، مؤكدا بانه كانت هناك 19 طائرة اف- 16 وجميعها بحالة جيدة .

ومضى المتحدث بقوله: “تعتمد الطائرات الان على خبرة فنيين عراقيين، ونأمل عودة منتسبي شركة لوكهيد مارتن للعراق قريبا”. واستنادا لقسم من خبراء الدفاع الاميركان فان المسؤولية تقع على بغداد لتوفير بيئة آمنة للمتعاقدين والمنتسبين الاجانب .

جون حنا، مستشار أمن وطني أميركي سابق وخبير لدى مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، قال لفوكس نيوز: “ما تزال عمليات الصيانة تشكل نقطة ضعف بالنسبة للجانب العراقي الذي يعتمد بشكل كامل على الولايات المتحدة للابقاء على طائرات اف- 16 قيد العمل. قاعدة بلد تعرضت لهجمات صاروخية متكررة، وحسب اعتقادي ان برنامج طائرات اف- 16 قد يتعرض لمشكلة كبيرة اذا لم تتمكن الحكومة العراقية او لا ترغب بتنفيذ التزاماتها الدولية بحماية الدبلوماسيين والجنود الاميركان وكذلك المتعاقدين الفنيين الذين تمت دعوتهم للعراق”.

عن فوكس نيوز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here