انتشار وانتصار الاسلام ( بالسلم والعلم وصدق الالتزام )

انتشار وانتصار الاسلام ( بالسلم والعلم وصدق الالتزام )

الخلاصة

عمر بلقاضي

إن القرن الحالي هو قرن الرجوع الى الدين باسم العلم , والدين الوحيد الذي يوافق توجهات العصر العلمية والإنسانية هو الإسلام , فهو مرشح لاكتساح شعوب العالم في ظل السلم والحوار الحضاري والمناخ العلمي , والغرب الممثل بالتحالف المسيحي اليهودي أدرك هذه الحقيقة وتيقن منها , فبادر الى افتعال صدام الحضارات , وباشر ما سماه الحرب الاستباقية أو الحرب على الإرهاب , من أجل إثارة الفوضى واللاامن والأحقاد والصراع المسلح وإلغاء منطق العقل والحوار الفكري والعلمي ,وتغليب منطق القوة والقهر , وبذلك يعتم على الإسلام, ويحول دون انتشاره في العالم عامة وفي الغرب خاصة . وهو يستعمل من أجل ذلك أساليب غاية في الخبث والدهاء , وتتمثل في ضرب الإسلام بأيدي أبنائه , فعمل على تجنيد السائبين من أبناء المسلمين , الذين ليس لهم فهم صحيح للإسلام في منظمات إرهابية باسم الجهاد الإسلامي , يتخذ منها مشجبا لعملياته الإرهابية الوحشية في البلدان الغربية أو غيرها , وهدفه من ذلك هوتشويه وتلويث صورة الإسلام والتنفير منه, وإضفاء المشروعية الأخلاقية والقانونية على حروبه الصليبية, بالظهور بمظهر الضحية المعتدى عليها المدافعة عن نفسها,وتبرير إعادة احتلال الوطن العربي والإسلامي, وما ينجر عن ذلك من إبادة وتنكيل بالمسلمين . وهو فخ منصوب لشباب الصحوة الإسلامية, وعليهم أن يتصرفوا بحذر وحكمة كي لا يقعوا فيه , كما عليهم أن يحافظوا قدر المستطاع على السلم والعلم وأن يدافعوا عن بلدانهم الدفاع الأخلاقي المشروع وبالطرق المشروعة الموافقة لمبادئ الإسلام وقيمه النبيلة , وعليهم أن يحرصوا على الدعوة الى الله مستغلين الوسائل العصرية في الإعلام والاتصال, كالانترنت التي جعلت العالم مفتوحا أمام الدعوة الإسلامية , وعليهم أن يعتمدوا في ذلك على هدى القرآن الكريم وأسلوبه , مظهرين حججه وأحكامه, وأسرار تشريعاته وما دعا إليه من أخلاق وقيم , وما فيه من حلول لازمات البشرية ومشاكلها التي أوقعها فيها النمط الحضاري الغربي , ولتحظى دعوتهم بالمصداقية عليهم الالتزام بالإسلام عقيدة وعبادة وتشريعا وأخلاقا , وأن يحيوا الأخوة الإيمانية والوحدة الإسلامية , ويعولوا على نصر الله تعالى بالصبر والمصابرة والرباط والتقوى, من غير تسرع ولا

استعجال, ولا نزق ولا قلق , فان الله عز وجل وعد ووعده الحق بأنه ينصر دينه ويظهره على الدين كله ويمكن للعاملين به في الأرض , من أجل ذلك فالمصلحون مطالبون بالعمل على إحياء اليقين, والصلة بالله رب العالمين بواسطة فتح إيماني جديد ينشر ويرسخ الثقافة الإيمانية بقوة وعمق في المجتمع الإسلامي .

إن قوة الإسلام في الحق الذي جاء فيه , وقوة المسلمين في العمل بذلك الحق والدعوة إليه .

قال الإمام محمد الغزالي رحمه الله في كتابه ركائز الايمان ( ص 95 ) : ” ونحن لا نرتاب في أنَّ المستقبل للإسلام , يوم يُعرض الإسلام على النَّاس نقيا كما حاء من عند الله , ويوم يرى النَّاس امَّة ًتحيا به ظاهرا وباطنا , وتقدِّم من سلوكها الأسوة الحسنة والتَّطبيق الصَّحيح ”

“فأما الزّبد فيذهب جُفاء وأمَّا ما ينفع النَّاس فيمكث في الأرض ”

والحمد لله رب العالمين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here