لماذا التشبث بالمبتذل

عماد علي

استوقفتني حادثة اجتماعية يوم امس عندما تجمعت الناس حول موقع معين و هم لامبالين بالكورونا و اضرار التجمع دون اي وقاية صحية. لم اقف حتى للحظة عندما شاهدت ما يمكن ان يضر الجميع دون ان يكون هناك مخرج او علاج لما حدث و هو القديم الجديد و لم يكن هانك اي اجراء من قبل السلطة التي عليها ان تتخذ ما يمنع تكرار الحالة و التي تدفع الى الابتعاد عن الايمان بهذه الخرافات للاخرين ايضا و يمكن ان يقي الجميع من افرازات الحادث اجتماعيا و ثقافيا اولا و من ثم احتمال الاصابة بكورونا جراء استجابة الناس ليكون لهم الدور في استجابة الواجب الاجتماعي في مثل هذه الحالة او الموت الطبيعي، و ما حدث فرض التجمع اما دون دراية بالنتائج التي يمكن ان تترب على عدم الحذر او نتيجة لما دفع هؤلاء ان ينسوا بانهم في زمن الكورونا تلقائيا لهول الحادث.
المجتمعات لها عادات و تقاليد مختلفة يمكن ان تكون مفيدة او مضرة، هنا لا نريد ان نقييم الواقع الاجتماعي بقدر ما ننوي ان تقييم الحال و كيف تدع اي حالة تتمسك بها الناس تجعل ان تنسى نفسها بانه يمكن ان يتضرر. و هكذا هي الحال بالنسبة الى الايمان المطلق و الالتزام بالطقوس الدينية التي تفرض نفسها على المجتمع دون قراءة اساسها او صحتها و كيفية مجيئها و جوانبها السلبية . عندما سالت ما يحدث مرتجلا دون ان اقف للحظة خوفا من الحالة الصحية المنتشرة، قالوا انه مات ليس انتحارا او بحادث مروري او صدفة او خلاف مع احد و انما انتحر بفعل ايديه و عقليته ،هو احد الدراويش للشيخ الفلاني الذي لم يخدع الناس هو و ابائه منذ ازيد من قرن الا لمصلحتهم الشخصية و لفرض نفوذهم الاجتماعي باسم الدين. نعم كان واثقا من نفسه بانه يقترب من الله اثناء الشعيرة و بالغ في العملية حتى اودى بنفسه غير ماسوفا عليه. طيب فليذهب الى الجحيم لانه ذهب نتيجة جهله و ايمانه بالمجهول لحد يعرض نفسه للموت، و لكن هؤلاء لماذا نسوا انفسهم و اجتمعوا و كانه حدث شيئا غريبا و توجم وجوههم على من قتل نفسه دون ان يقصد و كان نتيجة ما فعله جهلا و مخدوعا من ايمانه المطلق بما علمه شيخه المخادع المنافق الذي يجمع ما يمكنه ليقضي جل ايامه في اوربا مبتعدا عن الوضع القائم الماسآوي هنا .
فبدات ابحث عما وراء ما حدث و لماذا في هذا العصر الذي وفر للناس اكثر وسائل التطور و العلم و المعرفة و سُهّل الامر على اقتناء ما يؤثر بشكل مباشر على عقلية الانسان كي يبتعد عن الخرافات والتخيلات و ماوراء الطبيعة حتى دون قراءة او التعلم، ويبقى مثل هؤلاء عميان عن الحقيقة الواقعة المترسخة امامهم. انه افيون للجهلاء الذين لا يتاملون ولو لحظة فيما يفعلون و يقترفون سواء يضرون انفسهم او من حولهم او المجتمع باكمله وهم على قناعة دينية متعصبة.
الامر اخذني الى التفكير الفلسفي و لماذا لم يكن هناك رادع عقلاني لمن لم يفقه الامور الدينية الحياتية التي يمكن ان تكون دافعا للاعتدال و يبعد من يلتزم بالتفاصيل الدينية التضرر بالنفس. و بعد تساؤلات كثيرة عن وضع المنتحر الجاهل عن حالته الاقتصادية المادية و مستواه الثقافي وعقليته و تعاملاته الحياتية مع الناس و نظرته الى الحياة و مدى دوغمائيته في التزاماته الدينية و الطقوس التي كان يؤمن بها و عمله الاساسي, توصلت الى ان الامور المادية الحياتية هي التي دفعت المنتحر مفكرا و متعاملا مع ايمانه من اجل الابتعاد عن المشاكل الشخصية بامور دينية خرافية مخادعا لنفسه عسى و لعل يستفاد بالتزاماته من الابتعاد عن مشاكلهو يحصل الجنة في الاخرة. و لكن هناك تسائلت نفس عن المسبب لهذه الجريمة المقرفة التي دفعت الانسان الى قتل نفسه دون دراية او انه كان جاهلا او كارها للنفس بهذا القدر، هل هو الحالة النفسية الاجتماعية ام هذا المسمى الشيخ المخادع الذي يفعل كل ما يتمكن منه من اساليب الخداع من اجل نفسه و اجياله التي تتوارث المهنة. اذا ان المسبب هو هذا الراعي الخبيث الذي توارثناه اجيالا و من ثم السلطة السياسية الفاسدة التي وفرت لمثل هؤلاء الارضية و ساعدتهم ماديا و معنويا في تسييير مثل هذه الامور المضرة من اساسها, و ذلك من اجل حفنة من الاصوات لكل انتخابات عامة او نتيجة للصداقات الشخصية و المصالح المشتركة بين القادات و مثل هؤلاء المخادعين من المشعوذين الذين يضرون به المجتمع الكوردستاني المظلوم اصلا من ايدي المحتلين من جهة و هؤلاء الذين يؤثرون سلبا على الناس نتيجة لنشرهم تلك الخرافات و اصرارهم على الطقوس التي لن يتمكنوا من تنفيذها الا على المتخلفين او المظلومين و المتعففين ماديا من الفقراء و المعدومين الذين يتشبثون بالقشة من اجل انقاذ انفسهم من الحالة الاقتصادية الاجتماعية التي اثرت على حياتهم من كل الجوانب و على عقليتم قبل اي شيء اخر . اذا لابد من وضع الحدود لمثل هكذا امور ومن الواجب على النخبة ان يدلو بدلوهم ويكشفوا الحثقيقة ولا يكونو بعيدين و حذرين خوفا من وضعهم الاجتماعي نتيجة المستوى الثقافي العام المتدني للمجتمع. و لابد ان يفضحوا السلطة التي لا تعيير اي اهتمام بالناس و من ثم امثال هؤلاء و كل همهم هو انتفاعهم باي شكل كان مخادعين فاسدين مضرين بالجميع دون اي اعتبار لحياة الناس و بالاخص الفقراء و المعدمين و من ضاقت بهم الحياة و ما فيها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here