ضرورة تحويل الجيش و الأجهزة الأمنية إلى مؤسسات مهنية و بضوابط عقائد وطنية

ضرورة تحويل الجيش و الأجهزة الأمنية إلى مؤسسات مهنية و بضوابط عقائد وطنية

بقلم مهدي قاسم

أفضل خطوة يمكن أن يقوم بها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي هو تحويل مؤسسة الجيش وقوات الحشد الشعبي إلى مؤسسة عسكرية محترفة و مسلكية تماما ، بعيدا عن تأثيرات و مؤثرات سياسية مباشرة أو توجيهات حزبية و فئوية أوميليشاوية ، كما هي الحال اليوم ، وأن يجري ذلك ضمن أو في إطار من تربية عسكرية ذات ضوابط مسلكية صارمة ، و بتواز مع تثقيف أو تربية على أساس عقيدة وطنية عامة تجعل الجيش و الأجهزة الأمنية بعيدة تماما و نهائيا عن أزمات واضطرابات أو نزعات سياسية أو سلطوية دون انحياز لفئة أو طرف ، بحيث يتركز جل اهتمامها و عقيدتها العامة والخاصة متجسدة في الدفاع عن السيادة الوطنية فقط ..

على الأقل هذا ما هو سائد في أنظمة ديموقراطية حقة على صعيد استقلالية الجيش والقوات الأمنية ، و عدم تدخلها في سياسات الأحزاب المتنافسة على السلطة ، بحيث أن امرأة ” سياسية ” ممكن أن تكون وزيرة دفاع ، مرشحة من قبل أحد الأحزاب الفائزة بالانتخابات ، ولكنها لا تستطيع تجيير الجيش أو قوات الأمنية لصالح حزبها ..

بينما مؤسسة الجيش العراقي الحالي و كذلك قوات الأجهزة الأمنية ليست كذلك ، فهي قد أضحت هدفا مباشر و مصدرا قريبا جدا لتأثير ونفوذ وتوجيهات أحزاب وميليشيات مختلفة من كل حدب و صوب و أطراف !!، بحيث أن ولاء بعض كثير من عناصرها لهذه الأحزاب والميليشيات وحتى لعشائر و قبائل أكثر مما يكون ولاء حصريا للقضية الوطنية العامة ..

و حسب اعتقادنا ينبغي أن تبدأ هذه الخطوات بداية من عملية تطهير و تنقية مؤسسة الجيش و أجهزة القوات الأمنية من هذه الولاءات الحزبية و الفئوية ووضع أصحاب هذه الولاءات الحزبية والميليشاوية أمام خيارين لا ثالث لهما ، طبعا و بشرط مع تشريع أنظمة وقواعد عسكرية صارمة و شديدة وذات عواقب قانونية في حالة الخرق أو عدم الالتزام على هذا الصعيد ، أي :

ـــ إما الولاء العسكري الكامل والمطلق لمؤسسة الجيش فقط ، التزاما ومسلكا وعقيدة وطنية خالصة ، أو الولاء لهذه الأحزاب والفئات والميليشيات ، وفي حالة الخيار الأخير يجب ترك مؤسسة الجيش أو القوات الأمنية ، ليعقب ذلك عملية تطهير الجيش والقوات الأمنية من كل تلك العناصر التي لا تزال واقعة تحت نفوذ الأحزاب و الميليشيات .

فبدون هذه الخطوات الجذرية والحاسمة ، سيكون أي جراء ما مجرد حقنة تهدئة أو هروبا إلى الأمام ، إذ لا يمكن إحداث تغيير جذري ذات طابع وطني في هذه المؤسسات الأمنية والدفاعية مع بقاء تاثير ونفوذ الأحزاب والميليشيات ..

و حسب ما نعتقد أن أول خطوة على هذا الصعيد يجب أن تكون في إذابة قوات الحشد الشعبي داخل وحدات وألوية الجيش ، بحيث يخرج العنصر الحشدي من جلده الميليشاوي و يرتدي جلد الجيش الخالص و فقط ، كأي جندي آخر في مؤسسة الجيش ، أو يُطرد من مؤسسة الجيش و الأجهزة الأمنية بشكل نهائي ..

هامش ذات صلة :

( الكاظمي يبحث مع قادة الأجهزة سبل إصلاح المؤسسة الأمنية

بحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الاثنين، مع عدد من قادة الأجهزة الأمنية، سبل إصلاح المؤسسة الأمنية في البلاد والارتقاء بأدائها.

ووفق بيان أورده المكتب الإعلامي للكاظمي، فإن «رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، ترأس اجتماعاً ضمّ عددا من قادة الأجهزة الأمنية، بحضور وزيري الدفاع والداخلية»، وأشار إلى أن «الاجتماع بحث سبل الارتقاء بأداء الأجهزة الأمنية والعسكرية، وكذلك وضع استراتيجيات لإصلاح المؤسسة الأمنية العراقية بما يؤمّن أفضل المخرجات في أدائها على سبيل حماية أمن البلاد واستقرارها».

وذكر البيان، أن «الاجتماع تناول وضع البنى التحتية لعمل الأجهزة الأمنية بصورة جديدة، وفقاً لأسس علمية حديثة».

وأكد الكاظمي وفقاً للبيان، على «أهمية التركيز على جوانب التدريب، ورفع مستوى الإفادة من التكنولوجيا الحديثة في بناء الأجهزة الأمنية والعسكرية، بما يلبي احتياجات العراق في الحاضر والمستقبل»، داعياً إلى «وضع رؤية مستقبلية ضمن إطار الإصلاح، تأخذ في اعتبارها أمن المواطن وأمن أجهزة الدولة ومؤسساتها على حد سواء ـــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here