فيروز الوسام في زمن الانحطاط

فيروز الوسام في زمن الانحطاط
عرفت المطربة الكبيرة فيروز بأنها ( أيقونة الصباح ) , حين يصدح بصوتها العذب في أشراقة الصباح . لتغني للحب والسلام والارض والجمال وللوطن والحياة . فقد اصبحت رمزاً للسلام والوحدة الوطنية . كم مرة حاول حاكم عربي ان يشتري بصوتها أعنية تمجده , ليغدق عليها المال من الذهب والدولار , لكنها تعففت من الانزلاق الى المتاجرة والانحطاط . , ولم تستجب لاي حاكم عربي يشتري جوهرة صوتها المغرد للحياة المشرقة , لانها ملك الشعوب العربية في تطلعهم للسلام والحرية والحياة والجمال . وحين زارت بغداد حاولت سلطة البعث آنذاك , ان تغني للحزب والثورة , لكنها اختارت لتغني لبغداد المجد ( بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وضوعه العطر / يا ألف ليلة مكملة الاعراس يغسل وجهكِ القمر ) .
فيروز الصوت الجميل ( أيقونة الصباح ) غنت للسلام ونبذ الحرب والتآخي والتعايش السلمي , فكانت اغنيتها المشهورة زمن الحرب الاهلية اللبنانية (من قلبي سلام لبيروت ) . قال عنها الشاعر محمود درويش ( فيروز هي الاغنية التي تنسى دائماً ان تكبر , هي التي تجعل الصحراء أصغر , وتجعل القمر أكبر ) هذه الارزة الشامخة في قلوب الناس , والتي قدمت لهم اكثر من 1500 أعنية , جعلت القلوب تزغرد بالامل والجمال والحب. تعود اليوم مكللة باريج ارفع وسام الشرف تكريماً لخدماتها الجليلة الطويلة , وتكرم من قبل الرئيس الفرنسي ( ماكرون ) بأرقى وسام رفيع في الجمهورية الفرنسية . تكرم في زمن الانحطاط والفساد والكوارث المهلكة . في زمن الاحزاب الطوائف المتناحرة على الكراسي والمال , في زمن الاحزاب الطائفية الفاسدة , التي تضحي وتدمر شعوبها من اجل الكرسي والمنصب , وترتكب الجرائم الوحشية بالعنف الدموي كما حدث في العراق من قتل دموي بشع ومروع , او في تخريب ودمار البلاد كما في كارثة بيروت . هؤلاء قادة الاحزاب الطائفية هم تجار موت ودماء ومتاجرة . فعندما نهض الشباب العراقي بثورته ( ثورة تشرين المجيدة ) في سبيل الوطن والاصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين . كان مصيرها العنف الدموي بالقتل بدم بارد . بالضبط مثلما استشهد الامام الحسين في سبيل اصلاح أمة جده من الفساد والفاسدين .
تعود فيروز ( أيقونة الصباح ) لتنتصر على زمن الانحطاط والفساد بتكريمها بأعلى وسام لخدماتها الجليلة . للسلام والارض والحب والحياة ………. . لينتصر الصوت الجميل . صوت الناس
جمعة عبدالله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here