الحرب النفسية..سياسة حديثة

عبد الحمزة سلمان

الحروب تعددت أساليبها, وتتزامن مع التطور, وفن دمار البشرية, تقسم الحروب ..إلى حرب المواجهة بالسلاح؛ بين الطرفين, والحرب النفسية, والحرب الإقتصادية, والإعلامية والسياسية, وكل واحد منها يستخدم أسلحة خاصة, وطرق علاج مختلفة, لغرض التغلب على الطرف الآخر, وتحقيق النصر, من اجل اهداف او مكاسب اقتصادية وسياسية.

أخطرهذه الحروب هي الحرب النفسية, وهدفها إضعاف فكري وعقائدي,وإحلال أفكار مختلفة, تخدم مصلحة الطرف المروج لها.

لعل قسم كبيرمن المواد الإعلامية التي نتداولها, ونروج لها بدون دراية أو معرفة, ونجهل مصادرها, فهي أحد أعمدة الإشاعة, وركن من أركان الحرب النفسية, التي تستخدم وسائل الإتصال الحديثة, والمواقع الإلكترونية, ومواقع التواصل الاجتماعي, لبث سمومها.

كثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعية, يتداولون صورا, أو مقاطع فيديو, أو مقاطع صوتية, تؤثر على المذهب والعقيدة, أو تؤثر على الواقع الإجتماعي, بنقل عادات وتقاليد يبتعد عنها مجتمعنا وعقيدتنا, وديننا الإسلامي, ويروج لها, ويتم نشرها لهم بالمجان, بين ابناء الشعب, والكثير يجهل مغزاها, وهي تشتعل رويداَ رويدا.

ومحاولة أعداء الإنسانية فتح فجوات سياسية، وتفكك إدارة الدولة، الذي يرافقه الضعف الثقافي للجمهور المستهدف ، لنشر العادات والتقاليد الدخيلة علينا من الغرب وغيرهم، أعد دراستها ونشرها المستشرقون أعداء الإسلام، بين صفوف الشباب، في الجامعات والكليات، ومحلات التزاحم الأخرى، وقد وصل بها الحال لتناهز الإلحاد، او الالحاد بعينه, ويستشف من ذلك أن الغزو الفكري التكفيري، قد أصابنا ويتطلب العلاج السريع، للتخلص من هذه المرحلة.

الحرب الفكرية خطرها كبير علينا، وعلى أجيالنا، تحتاج لجهد كبير للتخلص منها، ومعالجة جميع حالاتها، لإنقاذ شبابنا، بأي علاج يستوجب، وإن كان صفعهم ليعيد رشدهم إليهم، وهذا واجب كل من رب الأسرة، وأصحاب الرأي العام، ورجال الدين والأساتذة في الجامعات والمدارس، والساسة المحترمين .

توقعنا رد فعل شيطاني جديد لأمريكا والصهيونية وعملائها, بتغير سياسات جديدة ترعب العالم به, اختيار رئيسها الجديد الشرير, وتصريحاته الحاقدة, وما يحمل من صفات وأخلاق رذيلة, كيف يحكم دوله كبرى, من دول العالم؟

أكيد ستؤثر على جميع جوانب الحياة الإنسانية, لتنتعش العصابات الإرهابية, وتفكيك دول العالم, لتحقيق مكاسب لأمريكا بأي طريقه ميكافيلية, وهي تعني معاني النذالة والانتهازية وعدم احترام حقوق الآخرين ويعتبر حتى قتل الأبرياء أمرا طبيعيا من الممكن فعله من اجل الحفاظ على الملك أو الحكم وهنا تنسب الجملة الشهيرة ( الغاية تبرر الوسيلة).

بما أن الحرب النفسية سلاح فتاك, تستخدمه الدول الكبرى بدون خسائر, بمعداتها وجيوشها, التي هزمت في كثير من المعارك, فلجأت لأسلوب الحرب النفسية, لتحطيم الشعوب بسلب اقتصادها, وتفكيكها إجتماعيا وأخلاقيا,ولعل إنتشار وباء جائحة كوفيد19, اسلوب جديد لهذا الغرض, ذلك ما ستجيبنا الأيام القادمة عليه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here