الفساد في المدارس السويدية: معلمين ليسوا معلمين!

الفساد في المدارس السويدية: معلمين ليسوا معلمين!

إيهاب مقبل

عندما تنحرف المدارس تسعى السلطات والقوى القانونية بجهد لإصلاح هذا الإنحراف وإعادة الثقة وتحقيق العدالة. ولكن عندما تكون هناك رغبة في شرعنة هذا الإنحراف، حينها يختل ميزان العدالة وتُكرس الأفكار المُنحرفة في المجتمع.

في تقرير جديد لمفتشية المدارس السويدية يسلط الضوء على الفساد في المدارس المحلية، أظهر أن 23 بلدية في السويد لا تلتزم بالقوانين في توظيف معلمين متخرجين من الجامعات أو الكليات، ويستعينون بدلًا من ذلك بأشخاص عاديين لا يحملون بالكاد الشهادة الثانوية لتعليم الطلاب!

ووجهت مفتشية المدارس في تقريرها نقدًا للبلديات التي لا تعمل بشكل استراتيجي مع القضايا المتعلقة بكفاءة المعلمين وتوزيع الموارد بين المدارس.

وتصدرت «مقاطعة يافلبورغ» التي يحكمها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم قائمة المقاطعات التي تضم نحو 40% من المعلمين غير المؤهلين لتعليم الطلاب في المدارس الابتدائية والثانوية.

وكان يعتقد في وقت سابق أن البلاد تعاني من نقص في أعداد المعلمين المؤهلين، ولكن بعد إجراء تحقيقات من قبل نقابة المعلمين ومفتشية المدارس السويدية تبين أن البلديات تختار معلمين غير مؤهلين بدلًا من المعلمين المؤهلين بسبب «العلاقات الإجتماعية وقلة أجورهم والسيطرة عليهم لأغراض سياسية».

ويشهد التعليم في السويد حالة من الإنهيار جراء الفساد الذي يعصب بالبلديات، حيث لا ينهي سوى 50% من الطلاب المدرسة الثانوية، ومن الـ 50% التي تنهي المدرسة الثانوية لا يواصل منهم سوى 30% التعليم الجامعي مع قروض دراسية طائلة يصعب عليهم تسديدها لاحقًا بسبب عدم الرغبة في توظيف معظمهم في المدارس الحكومية.

ويتوجب على الأشخاص الذين يرغبون بالعمل كمعلمين مؤهلين بحسب قانون المدارس السويدية إنهاء الدراسية الجامعية في الإختصاصات التعليمية، ومن بعدها الحصول على هوية معلمين تؤهلهم لتعليم مادة دراسية أو اكثر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here