آرتموفسكي.. المُعلم الإستثنائي

آرتموفسكي.. المُعلم الإستثنائي

شاكر حمد

في عام 1959 أقيم معرض للفن البولندي في معهد الفنون الجميلة وثانوية

التحرير في بغداد وكان المعرض بإشراف وتنظيم الفنان البولندي رومان آرتموفسكي. وتأتي زيارته لبغداد للمرة الأولى بعد معرض شخصي أقامه في وارشو, وهو المعرض الذي لفت إنتباه النقّاد للنهج الجديد في مُعالجات الألوان المائية كما سنرى في سياق هذا المقال.

وسبق معرض بغداد للفن البولندي معرض مُشابه في يوغسلافيا نظّمه وأشرف عليه آرتموفسكي؛ وحين نُتابع نشاط هذا الفنان بالسنوات؛ نجده لايتوقف عن الحركة والتنقل بين العواصم والجامعات؛ مدرساً, مُشرفاً, مُنظماً للمعارض الوطنية, ناقداً فنياً..

ويبدو أن زيارة الفنان لبغداد مهَّدت الطريق له لإكتشاف الخصائص التشكيلية العراقية, من خلال التعارف مع الوسط الثقافي العراقي بشكل عام, والتشكيلي بشكل خاص, وجيل الرواد وتطلعاتهم ورؤيتهم لمستقبل الفن التشكيلي ومستويات تدريس الفن في العراق, وعلى أثر ذلك ثبت في ذاكرة مؤسسي أكاديمية الفنون الجميلة إسم آرتموفسكي ليكون أحد مؤسسيها إلى جانب فنان الجداريات اليوغسلافي بوركو لازسكي, وبالطبع مع نُخبة الرواد العراقيين أمثال فائق حسن وخالد الجادر الذي شغل منصب أول عميد للأكاديمية بعد تأسيسها عام 1962 لغاية 1963 حيث إعتُقل في إنقلاب 8 شباط الأسود ولذلك حكاية أخرى.

ولمّا كنت أحد طلبة الدورة الثانية في الأكاديمية قسم الرسم فإن ملاحظاتي لن تبتعد عن ذاكرة أحد تلاميذ آرتموفسكي الذي درَّسَ التخطيط والألوان في السنة الأولى ثم شملت دروسة الحفر على الزنك والطباعة الحجرية (الليثوغراف) وهي الدروس التي تدخل فيها المواد الطباعية كالأحبار والحوامض والأملاح والصموغ والسوائل العازلة والشفرات وأنواعها؛ أي الورشه العملية التي يستشعر فيها الطالب لذّة العمل ونتائجه.

في الحقيقة أن العالم التشكيلي مُمتع في حركته اليدوية منذ إختراع أدوات الرسم والكتابة والطباعة, وبزعمي أن طباعة الحروف أتت بعد طباعة الصورة الحجرية, وإن هذه سبقت اللوح الزنكي وإن للشبكة الحريرية تأريخها وجغرافيتها (في هذه الفترة لم ندرسها وقد أضيفت فيما بعد في دروس معهد الفنون). وهناك الحفر على السطوح الخشبية أو الجلدية أو البلاستيكية.

لكي نتعرّف على الهوية التشكيلية لهذا الفنان؛ لابد من الإشارة أولاً إلى خصائص المدرسة البولندية في التأريخ الفني الحديث؛ أي الفترة التي عاش فيها الفنان آرتموفسكي ودرس فيها الفنون الجميلة.

يوم دخل آرتموفسكي العراق كان في الأربعين من العمر(مواليد 1919) وكان قد إجتاز مرحلة بولندا المُحتلة من قبل الألمان, والحرب العالمية الثانية, ومرحلة النضال الوطني, ومرحلة إعادة البناء, مروراً بالتقلبات الآيديولوجية في بولندا وفي أوربا والعالم في أشدّ سنوات الحرب الباردة توتراً بين المعسكرين, الشرقي والغربي.

تعريف الفنان, كما ورد في الموسوعة الحرة وموقع (ثقافة بولندا), هو رسام وفنان كرافيكي…. وهذا التعريف ينطبق على جميع فناني بولندا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين, ولذلك ظروف ومبررات تأريخية وجغرافية؛ فالطبيعة الجميلة أولاً والشعب المُحب للعمل والجمال والحرف اليدوية والإعمار والبناء, والبيئة المُنتجة لمواد العمل الفني.

تُجسِّد المدرسة البولندية نفسها في الطبيعة والتقاليد الدينية وينعكس ذلك في الأزياء الشعبية وبناء الكنائس؛ حيث يتكرر تجديد الحياة بإعادة البناء بعد كل موجة من موجات الغزو والدمار, فالتأريخ البولندي مُشبَّع بهذه الموجات المتتالية من الحروب والآيديولوجيات. وفي أعقاب كل موجة يتم تجديد المدن والكنائس والمساكن والأسواق والساحات, ومع حركة التجديد تتغير وتتقدم الرؤى الهندسية والتشكيلية والثقافية بشكل عام مع تطوُّر الحرف اليدوية كصناعة الزجاج وتعشيق الزجاج بالخشب وحفر الخشب؛ نحت القصص الشعبية والدينية, وحفر الخشب للطباعة ونحت الحجر والمرمر.

سجَّل فنانوا القرن التاسع عشر, البولنديون, معاركهم القومية وهجرات الغجر والأفكار الدينية وقصص التوراة حول الموت, تمازجاً مع الأساليب الأوربية كالرومانسية, مثال ذلك أعمال مالكزوفسكي, وأخيراً التواصل مع مدارس القرن التاسع عشر؛ كالطبيعية والواقعية والإنطباعية ومن ثم مع الدائرة الطليعية الفرنسية امثال ماتيس وبيكاسو وبراك وغيرهم.

وللطباعة الحجرية تأريخ مُتجذِّر مع البيئة؛ ويمكن القول أن المدرسة البولندية؛ كرافيكية ومُتعددة الوسائط والتقنيات والأساليب. كما أن الطباعة الحجرية وغير الحجرية؛ تجمع بشكل عام بين الخيال الزخرفي والعمل الحرفي الصبور. وهنا نتذكر هذا الأستاذ المشغول بالعمل طوال اليوم.

يُمثِّل الجيل الأقدم من الفنانين البولنديين الرواد؛ خليطاً من واقعية القرن التاسع عشر؛ مناظر طبيعية للجبال والأنهار والأشجار, ومنظر صيد ورعي إلى جانب صور الأشخاص من قياصرة روسيا وبولندا, وطبقات النبلاء, والمعارك التأريخية والمُعتقدات والطقوس الكنائسية.

أما وسائط التعبير فتشمل تنوُّع المواد من التصوير الزيتي إلى الألوان المائية فالباستيل فالطباعة الحجرية (الليثوغراف), ويتواصل هذا التأريخ ليتصل بالمدارس الأوربية المُحاورة لبولندا مثل فرنسا وإيطاليا؛ حيث يجد المُتابع لدراسات الفنانين البولنديين وجولاتهم ومعارضهم؛ تأثرهم بتلك الجولات, فيكتسب الفن البولندي مزيجاً من مدارس القرن العشرين بما فيها التجريد والسريالية والتكعيبية والواقعية التعبيرية في سنوات الإحتلال النازي ثم (الواقعية الإشتراكية) في فترة جمهورية بولندا الشعبية.

ويمكن قراءة التأريخ الثقافي البولندي في مُحتويات متاحف وارشو وكراكوف ومتاحف المقاطعات, وقد تم إخفاء بعض هذه الكنوز أو تهريبها إلى الغرب ثم كندا من قِبل الحكومة البولندية السريَّة أثناء الإحتلال النازي؛ ومن ثم أعيدت إلى بولندا في السنوات الأخيرة, وتمَّت إعادة بعض الأعمال التي نُهبت بشكل مُنظَّم من قِبَل قوات الإحتلال النازي. وما زال العديد من الأعمال الفنية معروضاً في متاحف الدول الأوربية وأمريكا وروسيا وغيرها من البلدان. لقد تعرَّض التأريخ الثقافي البولندي إلى النهب والسلب والتدمير في سنوات الحرب العالمية الثانية.

تمتد جذور الفن البولندي إلى الحضارة الرومانية وعصر النهضة ومن ثم عصر الباروك؛ حيث يتجلى الطابع الباروكي البولندي ممتزجاً بالتقاليد الشرقية الآتية من الدولة العثمانية؛ ويمكن رصده في عمارة الكنائس والقصور ونمط بناء مساكن الأثرياء, ومن خلال أزياء النبلاء التي تُظهرها لوحات الفنانين من القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر. ويمكن ملاحظة تداخل الثقافات الشرقية والغربية ,الدينية والمدينية, في العمارة البولندية مع الشعور بالذاتيَّة والبيئية؛ بالعلاقة بين المباني والفراغات المزروعة بالأشجار والزهور.

…..

عام 1962 بدأ آرتموفسكي التدريس في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد.

كان آرتموفسكي يعمل بيدين حرفيتين ماهرتين؛ سواءً كان العمل تنظيف الحجر وصقله لتحضير سطح مستوي لرسم الحبر, أو كانت ملاحظاته إرشادية وتصحيحية. كانت مُلاحظاته بكلمات عربية مازحة, ولا يحتاج إلى شرح بالإنكليزية.

في درس التخطيط كان لكل درس مادته وموضوعه المطلوب فتارةً يطلب رسم الموديل كاملاً على ورقة بقياس 100/ 70 وبالقلم الرصاص أو بالفحم. وتارةً أخرى يطلب رسم الوجه بالحبر.

درس الألوان للصف الأول كان على ضفاف نهر دجلة شاطي الرصافة منطقة العيواضية.

درس آخر للتخطيط في متحف التأريخ الطبيعي ولا داعي للتذكير بمتعة الدرس.

يُقدِّم له الطلاب تخطيطاتهم ( البيتية) أو تلك التي يرسمونها في المقاهي والأسواق فيقترح تنفيذ هذا التخطيط أو ذاك طباعياً.

يتطلب درس الكرافيك موهبة تجمع بين الخيال والبحث وحب التكنولوجيا, بغطاء الصبر والتعامل مع اللون الواحد, في الغالب هو الأسود, إضافةً إلى الإيهام بالتدرج, مع خاصيَّة هامَّة تستلزم البحث والإكتشاف.

لايكفي أن تُتقن حرفية الطباعة إنما أن تجد وتبتكر وتُغيِّر وتنعطف عن السياق الأكاديمي المألوف. أنت تبحث عن لوحة مُنفَذَة بهذه المادة على ورق رطب, لكن البحث يتطلب الإضافة وإدخال عناصر جديدة.

تقنية حفر الزنك بالإبرة توصلك إلى نتائج كالتي حصل عليها غويا, غير أن مشاكسات الإبتكار التالية أدخلت الملح والسكَّر والدامر للحصول على سطوح مُتدرجة بالنثر أو الضربات العريضة أو غيرها. لاغرابة أن تنعكس هذه الروحية الأستاذية وأدواتها على جيل الشباب من الدورتين الأولى والثانية ( تم جمع طلاب المرحلتين في صف واحد في بناية معهد الفنون الجميلة في الوزيرية عام 63 ). غير أن الأثر الأكبر الذي تحوَّل إلى ظاهرة تشكيلية مُميَّزة هوالمعرض الشخصي الذي أقامه آرتموفسكي لأعماله في قاعة الواسطي عام 1965 .

عرضَ آرتموفسكي نوعاً جديداً من حيث الأسلوب ومادة العمل وحتى طريقة العرض وتنسيق وحفظ العمل المعروض, وكشف المعرض عن تجربة واحدة مُتجانسة في أهدافها وغاياتها؛ فاللوحات ورقية بجم واحد, كبير نسبياً 60/80 سم ( حسب ما أتذكر) , إذا أخذنا بنظر الإعتبار أنها مُنَفذة بالألوان المائية, وباللون الأسود (مجازاً) (من الخطأ الإعتقاد بأن اللون الأسود هو الأسود الصافي) وإتَّخذت جميع اللوحات نسقاً عمودياً في العرض. وتلك المواصفات تدلّ عل أن الأعمال رُسمت في فترة واحدة قد تطول, كما سنرى أن آرتموفسكي إنشغل بالألوان المائية منذ سنوات وحاز على الجائزة الثانية مرتين (سجلنا في آخر هذا المقال ما يتعلق بذلك). وبعدها بعام عمل مديراً لقسم فن الكرافيك في أكاديمية الفنون الجميلة التي أنشأت حديثاً في بغداد (– موقع الويكيبيديا -) وربما شمل معرضه في بغداد هذه الأعمال أو بعضها؛ لكن المؤكد ان الفنان إستقر على الألوان المائية وتقنية اللون الواحد في تلك الفترة من تجاربه (لأننا سنشاهد طفرات لونية لمتضادات فسفورية صاخبة في أعماله السبعينية وما بعدها.), إضافةً إلى فلسفته الخاصَّة للتكوين الغامض (اللاَّ تكوين بالمعنى الهندسي). وخارج المنظور البدائي والإنطباعي المُتوقع في الألوان المائية.

يتميَّز منظور آرتموفسكي للوحة المائية بخصائص مُحددة وحسابات تكنولوجية وإنفعالات مزاجية؛ توحي للباحث والمشاهد أن المعرض عبارة عن مخاض لوحة واحدة تتشكل فيها مجموعة من العناصر الثابتة, وبشكل إقتصادي للعناصر اللونية؛ فالورقة مشغولة كليّاً, والعنصر المُهيمن هو الأسود؛ بينما يتلاشى الأبيض وسط موجات ضبابية. العمل هنا ينسجم مع الهدوء والصمت والخيال.

وقد يتكرر شكل من الأشكال أو يتدرج لون ضبابي على مساحة بصيَّغ الإنعكاسات وتجانس الوحدات الصغيرة كالتدرجات التي نألف رؤيتها في ريش الطيور أو الأخاديد والمحفورات في الجدران القديمة.

يرى آرتموفسكي أن الطبيعة تتضمن (منظر طبيعي) فيزيائي؛ تبعثه نقطة مائية أو صورة كونية من جزيئات أحد الكواكب, أو فقاعة أو قشرة محّار أو مقطع من حجر تتموج فيه ألوان قوس قزح. ولذلك يُسمي لوحاته بالمناظر الطبيعية. ويبدو أن الطبيعة, كما هو التأريخ, قد إستحوذت على جيل آرتموفسكي ومُعاصريه أمثال راجموند زيمسكي( مواليد 1930) الذين رسموا المناظر (الحقيقية) ثم تحولوا إلى (الحكاية الخيالية) وصولاً إلى (الطبيعة المجازية) كما يصفها ألكسندر فويتشوفسكي.

ولأن قاعة الواسطي لم تستوعب عرض كل الأعمال فقد عرض في وسط القاعة عدداً من اللوحات على مسند مفتوح يُتيح للزائر تقليب اللوحات ومشاهدتها كما في طريقة عرض المخطوطات التأريخية لتُرى من الوجهين فكل ورقة تضم لوحتين محفوظتين بالنايلون.

لايمكن الحديث عن مرحلة مُنفردة, في حياة الفنان ومها كانت الفواصل الزمنية طويلةً في كل مرحلة من مراحل عمل الفنان فالوحدة الترابطية كامنة فيها؛ لذلك فالنظر إلى تجربة هذا المعرض مع الإعتقاد المُسبّق بتخصص آرتموفسكي في مادة الكرافيك يوهم المُتابع بمحدودية عالمه وكأنها نتاج إحتراف تكنولوجي؛ ولذلك لم يُثر المعرض ما كان متوقعاً في مجال النقد التشكيلي الذي كان إنطباعياً ومازال لحد اليوم؛ ماعدا المقال الذي كتبه الشاعر والفنان مؤيد الراوي في ملحق صحيفة الجمهورية وترجمه أنور الغساني للإنكليزية بطلب من آرتموفسكي أو السفارة البولندية. لا أتذكر الآن عنوان المقال ولا مادته, لكني أعتقد أن مؤيد كان يتحدث عن مواقف الفنان اللبرالية من الآيديولوجيا الإشتراكية التي (تؤمم العقل البشري) حسب وصف مؤيد الراوي, حيث شاهدنا المعرض بتأمل وتحدثنا فيه. ولم أعثر على المقال ولا ملاحق الجمهورية. فالمتتبع لسيرة الفنان يتوصل في النهاية الى حقل من التجارب لافي التقنيات والمواد التشكيلية فحسب, بل في الميادين الثقافية والأدبية والصحافة والشعر. فمن يُصدِّق أن هذا الحفّار بصفائح الزنك وصاقل الحجر ومصَنِّع الحبر للطباعة؛ بدأ حياته شاعراً, وصحفياً وناقداً فنياً؛ حتى ليمكن القول أن جانبه النظري يستحوذ على الشطر الأهم من حياته الفنية؛ مع ذلك لايجوز التسرع في الحكم, فآرتموفسكي يشتغل بيدين صانعتين للمواد وعقل مُنتج للأفكار؛ مشغول بالتجديد وفي كل الإختصاصات؛ من جداريات الكرافيتو- حفر الطبقات الإسمنتية الملونة, والكتابة على الجدران, لإعمار المدن البولندية بعد الحرب العالمية الثانية؛ إلى جداريات الموزائيك في البيوت والكنائس والأسواق؛ إلى البحث النظري والتدريس في الأقسام الفنية, خاصةً الكرافيك, في الجامعات؛ في لودز, وارشو, بغداد, دمشق, أصيلة ( المغرب) ويوازي هذا الجهد معارض ومشاهدات وأسفار.

لا أحد من طلاب آرتموفسكي ينسى تلك الأيام التي كان فيها الأستاذ يقود مجموعة من الشباب سيشكلون ما أزعم بتسميته الظاهرة الآرتموفسكية في الرسم العراقي التي تزامنت مع موجة التجديد, في العقد الستيني؛ وشملت الظاهرة تياراً يميل إلى الإقتصاد في الألوان؛ بتأثير المادة الكرافيكية وإنتقال حساسيتها إلى السطوح الأخرى والرسم الزيتي والكولاج, وكثافة المادة والتعامل مع السطوح والتمرد على الشكل المربع أو المستطيل لسطح الرسم المألوف ودخول الكولاج كمادة رئيسية في العمل التشكيلي. والكولاج هو إستعارة شكل ومادة غريبة عن مادة الرسم الأصلية؛ وهكذا عرض الشباب, (المجددون) خلاصة الإنزياح الأول في معرض المجددين في قاعة (أيا) لرفعت الجادرجي عام 1965. من أهم الدروس التي ألقاها آرتموفسكي على طلاّبه كان درس التمرد على الشكل الراكد في الذاكرة؛ فلكل فنان تقاليد ومنظومات من العناصر الشكلية والمُفردات وهي بحكم الزمن والتكرار قد تتحول إلى ثوابت تجاوزها الزمن, وحلَّت في الأفق عناصر جديدة لم يشعر بها الفنان, لذلك يقول آرتموفسكي أنه غير مُعجب ببيكاسو لأنه يستغرق عشرين سنة لم يُغادر فيها اللون الأزرق. وله ملاحظات أخرى على بيكاسو. وكان يقول مازحاً:- لو كان بيكاسو معكم في هذا الصف أعطيته درجة 60 من مائة.

إنطبعت عناصر معرضه على ذاكرة الفن التشكيلي لهذه المرحلة لتلتقي مجموعة من التجارب الشبابية مع مُنجز آرتموفسكي. ويمكن إسقراء ذلك الإنطباع في أعمال سالم الدباغ ويحيى الشيخ وهاشم سمرجي ومهدي مطشر, وعلي طالب وشاكر حمد, بالإضافة إلى رافع الناصري حامل شهادة الطباعة من الصين, ومحمد مهر الدين سفير المدرسة البولندية بكافة عناصرها البنائية.

وكانت رؤية مشتركة, آرتموفسكية, جمعت هؤلاء.

ترك آرتموفسكي بصمته الواضحة على جيل الستينيات وما بعده؛ البصمة التي حرّكت المياه الراكدة. هؤلاء الذين درسوا على يد هذا الفنان العالمي وتأثروا به, يحق لهم أن يتساءلوا.. من هو آرتموفسكي؟

– ولد رومان آرتموفسكي في 11/ آب/ 1919 في مدينة لفوف. إبن فلاديمير آرتموفسكي وسيلستيني بريدوف.

– تخرج آرتموفسكي من المدرسة الثانوية في نويزاكس, عام 1939( عام دخول القوات الألمانية, النازيَّة, إلى الأراضي البولندية وبدء الحرب العالمية الثانية).

– في الأعوام 1939 ولغاية 1945(نهاية الحرب العالمية) يشارك آرتموفسكي في أعمال المقاومة؛ إبتداءً من يوليو 1944 في كتيبة حرب العصابات للإستكشاف والتخريب, ثم في الجيش في مقاطعة كراكوف كيليتش.

– خلال هذه السنوات كان رومان آرتموفسكي مهتمّاً بالشعر, بل كان عضواً في مجموعة كراكوف الشعرية (other wise خلاف ذلك) ونشر قصائده في دوريتها (jednodniowe يوماً ما) الصادرة عنها.

– بعد الحرب (1945) بدأ دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة في كراكوف؛ أساتذته كلٌ من يوجين إيبيش (الرسم painting) وأندرو جورركيوييتش وكونراد سرزيدنيكي ( كرافيك graghic) وتسيسلاف رزيبنسكي (الشكل figure).

– في عام 1947 بدأ العمل مع مجلة الفن ( review of art) كمؤلف لمتابعة المعارض و تغطيتها للمجلة.

– في هذه الفترة يتلقى دعوة من الإتحاد الدولي للطلاب لزيارة هولندا بصحبة طلاب الفنون الجميلة الآخرين في كراكوف ووارشو.

– أثناء دراسته تم تنظيمه في (رابطة التعليم الذاتي الأكاديمي للشباب البولندي).

– في اكتوبر من عام 1949 عرض عمله لأول مرة وللأيام (23/24/25 ) من خلال أنواع فنون الجامعات الحكومية في بوزان.

– في هذه الفترة يُكمل رومان بحثه عن الفنون الجميلة في كراكوف لنيل درجة التخرج بإشراف البروفيسور إ. إيبيش e- ebsch.

– يتزوج من الصحفية صوفيا كاراس.

– في الأعوام 1950 – 1952 يُدرّس في أكاديمية الفنون الجميلة في وارشو بدرجة أستاذ مساعد أول في كلية الرسم مع الأستاذ إيبش.

– 1952 يعمل محرراً للمجلة الفنية ( art review) بعد إعادة عملها من قبل ميزيسلاف بوريبسكي(mieczyslaw porebesky).

– يتزوج, للمرة الثانية, من صوفيا بوشنكو ( شاركته العمل في العراق كمدرسة في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد وأقامت معرضها الشخصي للأعمال الزيتية في قاعة المتحف الوطني/ كولبنكيان/ في بغداد عام 1965).

– عام 1952 يصبح محرراً للكتابة الفنيّة كمحرر كرافيكي لمجلة (عالم world).

– إبتداءً من عام 1950 يعمل آرتموفسكي بتنوُّع المواد؛ الزيت والألوان المائية والجواش وغيرها, بعض أعماله حملت عنوانات (مناظر طبيعية) وشخصيات ما بعد الإنطباعية.

يعتقد نُقّاده وكاتبوا سيرته أن تلك الموضوعات كانت ذريعةً للمخاضات اللونية والتجارب وبتأثير أستاذه إيبيش؛ هذا الذي يُعتبر إمتداداً للمدارس الحديثة, بما فيها الواقعية الإشتراكية أو (الواقعية النبيلة) حسب تعبير أحد النقّاد. لقد فُهِمت الواقعية من الزاوية التسجيلية فقط, ولهذا التأويل مبررات الظروف الموضوعية التي عاشتها بولندا في العصر الحديث, في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.

– في الأعوام 1953 ولغاية 1956 شارك آرتموفسكي مع فنانين آخرين في تنفيذ الجداريات التي تم ترميمها للمدينة القديمة والجديدة في وارشو, أما أعماله فهي:- ترميم وتزيين المساكن القديمة؛ سوق؛ شارع؛ كنيسة؛ منزل؛ الكتابة على الجدران؛ مبنى الفسيفساء؛ جسر؛ المساهمة في ساحة المدينة القديمة متعددة الألوان.

ونلاحظ أن طبيعة هذه الأعمال تتضمن الأعمال الجدارية والواجهات الواسعة المكشوفة والمُغلقة؛ وتعتمد المواد البنائيىة كالرسم بالإسمنت الملوَّن وحفر السطوح للواجهات الخارجية, وإستخدام الموزائيك أو الزجاج الملوَّن وحتى المُزاوجة مع المواد النحتية كالحجر والمرمر والبرونز. أما السطوح الداخلية للمباني فتدخل أعمال الزخارف الجبسية والمنحوتات بكافة موادِّها بما فيها المنحوتات الذهبية والزجاجية وأعمال الخشب في إعادة تأهيل المباني. ويدخل الرسم على الجبس الرطب ( فريسك) وكذلك الرسم الزيتي وتشمل الترميمات السقوف والأرضيات والأرصفة والجسور, حيث تحولت مُحجراتها إلى قواعد لمنحوتات تروي قصصا تأريخية ..إلخ.

تتميَّز مشاريع آرتموفسكي المنقوشة بالخشب (كاتدرائية 1952) بمشاهد مناظر طبيعية واسعة, كرة السلة, وروايات تصويرية ( 1955), وتالياً يتخلى عن (المجازات الترابطية للمشاهد) بتعبير أحد مؤلفي سيرته, وغالباً ما يترك أعماله بدون إسم.

التسميات والعنونات جزء مُتمم للعمل التشكيلي؛ فالعنوان, وخاصةً في المناهج السريالية والتجريدية لا يُرشد المُشاهد إلى إستيضاح معنى غائب؛ بل يستفزه ويُربكه بلغز كامن فيما وراء العمل؛ فالمنظر الطبيعي يشمل المقطع المرئي من الطبيعة ويمتد إلى المقطع الفيزيائي الكوني الغامض والذري.

إستخدم آرتموفسكي دلالة العدد والمعدود و الإشارة في تسمية العمل الفني؛ (الجنوب الثالث 1959 ) ( اللاّفتة الثانية 1970 ) (الضوء 1973 )( الصحراء الأولى 1973 ).

” الشعرية في هذه التركيبات محكومة بترتيب هندسي خفف من التفاصيل الدقيقة الملوَنة.” بتعليق أحد نُقّاد لوحاته.

يتميَّز آرتموفسكي عن فناني بلده ومُجايليه بالميل الشديد إلى الدقَّة في التفاصيل, والمشبعة بالغموض, خصوصاً في مرحلة المائيات التي إستغرقت ما يزيد على ثلاثة عقود من تجاربه الفنية. ” لقد كان مفتوناً بالفروق الدقيقة والألوان التي تتناوب مع بعضها البعض, وتنبض بشكل خافت على سطح منديل ورقي كما هو الحال على سطح مموج قليلاً بالماء.” هكذا يراه مؤرخوا سيرته.

لعبت الأشكال دوراً أقل أهميةً, بإعتقاد بعض مُتابعيه. في بعض الأحيان تكون الأشكال حرة, خشنةَ, لكنها تخضع للإيقاع الداخلي, وفي أحيان أخرى هندسية صارمة, ومتميِّزة عن الخلفية عن طريق التباين؛ ونستقرئ في هذا التحليل بُعدين من التركيبات المبنية على المُتضادات, أولهما تصريح مُباشر بالكتلة الواحدة واللون الصارخ؛ حيث لامجال للتمييز بين اللوحة ومُلصق المعرض, والبُعد الثاني يتمثل في الإيحاء العميق بالفضاء السريالي المجهول والمُخيف, هذه التركيبات المُجردة, المُتماثلة تقريباً, وفي نفس الوقت التركيبات الإصطناعية, من خلال التركيز الرأسي أو المُركّز بوضوح؛ فهي تجمع بين زخرفة الأشكال البسيطة وصقل الألوان مما يكسر البناء الهندسي ويسمح لها بأن تكون مرتبطة بمناظر طبيعية غريبة بما في ذلك ضوءها المُشمس غير الإعتيادي, مثال ذلك سلسلة الأعمال المُسماة (مناظر طبيعية ) يُسميها النُّقاد بالطاقة الشمسية؛ حيث تتجوَّل فوق الأفق كرة من الشمس؛ كرة باللون الأحمر المتوهج مع تسلط حزمتين من الضوء الساطع على قطبي الكرة الكونية؛ لاننسى أن الكرة تحتل الفضاء بأكمله وما تبقَّى سماء رمادية وأفق واطئ باللون الأخضر المُتلاشي مع السماء, كان ذلك في معرضه عام 1985 وهنا نواجه مادة الأكريلك الفسفورية.

يرى آرتموفسكي أن صياغة ( المناظر الطبيعية) على هذا النحو السريالي ” تمّ إنشاؤها منذ ألسبعينيات” وهنا نستذكر معرضه في بغداد عام 1965 وفيه تلك الموجة من ( المناظر الطبيعية) الكونية, مع فوارق أن مجموعة معرض بغداد كانت بالألوان المائية على الورق وبقياسات (60 x 80) وبتدرجات لون غامق (ليس الأسود على أي حال), أما مجموعة معرض وارشو 1985 وتضم 40 عملاً بالأكريلك على القماش وبقياسات كبيرة ( 116 x 146 سم للعمل المُشار إليه) وهي فوارق تُشير إلى الروابط الداخلية لسلسلة التجارب والإنتقالات بالمواد والقياسات والفترات الزمنية وكشوفات الحياة ومزاج الفنان.

يقول آرتموفسكي ” لاأريد أن تصبح الهندسة نوعاً من المشدات التي من شأنها تقييد الخيال كثيراً وعلى الرغم من أن الكثير من أعمالي قد إستندت إلى عناصر الدائرة والمربع, فإن اللون والفضاء والمزاج لها أهمية قصوى بالنسبة لي..”.

ومع ذلك فإن فن آرتموفسكي هو حالة تتميّز بكلمات شعرية لأندريه جاكوموفسكي ” الزهد … قيد مُفترض عمداً.

إزالة التنوُّع … المفاهيمي والتركيبي …

يُركِّز إنتباه المُشاهد بقوة أكبر على ثراء اللون المُحدد وحلول النسيج, بشكل عام, رسمي, ولكن أيضاً أعمق؛ المحتوى العاطفي.”.

يقول مُتابعوا سيرته أنه لم يُظهر الكثير من الإهتمام بسكان البلدان العربية والثقافة المحلية (المقصود أنه لم يرسم مشاهد من تلك البلدان, ولا إنعكست في أعماله بشكل ملموس) علماً أنه كثير الأسفار والعمل في البلدان العربية ( على خلاف العديد من الفنانين البولنديين الذين قاموا, في سنوات جمهورية بولندا الشعبية, برحلات بعيدة, خاصةً في آسيا, مثل ألكسندر كوبزديج أو تاديوس ليسيو فيتش..). إذا كان المقصود أثراً مستوحى من الآثار أو البيئة والحضارات الشرقية فإن ذلك الإلهام غير قابل للقراءة في أعماله, تماماً مثل الطابع الضبابي وغير المقروء للمناظر الطبيعية التي تُشبع مناظره الطبيعية ببراعة الألوان. ومع ذلك فمن المعروف أن الفنان وثَّق رحلاته, على سبيل المثال عن طريق عمل شرائح عديدة, تكريماً خاصاً للأماكن التي زارها عدة مرات. كان معرض ” ميراج (لوحات ضوئية)” الذي نُظِّم عام 1968 في وارشو, تحت عنوان (السراب الحديث) كان نوعاً من العرض المرتبط بالموسيقى, يتألف من عرض شرائح مصحوبة بتسجيلات موسيقى الشرق الأوسط. (في هذا العام أنهى آرتموفسكي ثمان سنوات من التدريس في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد ولابد أن تكون تلك الشرائح قد غطّت ذكريات هذه السنوات البغدادية.)

…….

– في عام 1953 يُمنح آرتموفسكي, مع فنانين آخرين, جائزة الدولة من الدرجة الثانية. وعام 1971 يُمنح جائزة وزير الثقافة والفن عن نشاطه التربوي.

والجائزة الثانية في ترينالي الألوان المائية الوطني الأول في لوبلان عام 1971 .

– في عام 1955 يُسافر إلى الدنمارك.

في عام 1957 يصبح مُحرر لمجلة الفن ( revieo of art) من قِبَل ألكسندروجيوجوسكي ويستمر هذا التعاون مع فريق تحرير المجلة لغاية 1960 حيث توقف صدور المجلة.

في عام 1957 سافر آرتموفسكي إلى يوغسلافيا ونُظِّمت الزيارة مع معرض للفن البولندي المعاصر هناك.

في عام 1958 كان لآرتموفسكي رحلات متتالية للدول العربية وإيطاليا. في عام 1958 يعمل كمراجع لمجلّة ( المنظور البولندي).

– إفتتح آرتموفسكي أول معرض شخصي في فبراير 1959 في وارشو )؛ إستوحيَت مُعظم أعمال المعرض من تأثير رحلة إلى إيطاليا, وقد حظيَت الصور بقبول النُّقاد ومن بينهم البروفيسور جون بياليستوك الذي قدَّرها ب ” البلاغة الشعرية للخيال “. يقول ناقدوا أعماله لهذه الفترة ” كانت هذه التوليفات المبكرة هي التي تخطت حساسية اللون التي نشأت بتأثير إيبيش, لكن تم الحفاظ عليها في الشعرية الإعلامية النموذجية لفترة (الذوبان) أي الخروج من دائرة الفن البئائي النبيل (الواقعية التسجيلية) والخوض في العالمين الفضائيين؛ التجريد والسريالية.

كانت التغييرات الإضافية في عمل بنية الصورة, وإعطاء اللون وظيفة أكثر تعبيراً؛ ليس فقط جمالياً, بل رمزياً أيضاً.

آرتموفسكي فنان تجريبي لايتوقف عند محطة حتى يُغادرها إلى غيرها؛ كحاله في الأسفار والمشاهدات والتلقي. لعبت رحلات الفنان, وخاصةً إلى الشرق الأوسط, دوراً مُهيمناً في هذه العملية, بشكل أساسي في تنوُّع المواد والوسائط التعبيرية؛ اللوحات الزيتية والألوان المائية والكولاج والرسومات, لتصبح الألوان المائية وسيطه المُفضَّل, إبتداءً من الخمسينيات؛ معرض1959 ألمُشار إليه آنفاً, ومعرضه الثاني في وارشوعام 1961 والذي عرض فيه نمطاً مُحدداً من الألوان المائية لأعماله في السنوات 1958 – 1961 التي ورد ذكرها تحت مسمى (بلاغة الخيال الشعري), ولغاية معرضه في وارشو1985 حيث عرض أعماله الملونة الكبيرة بالأكريلك كما سنرى.)

– عُرضت لوحاته في أكثر من 120 معرض عالمي.

. ( ورد في الويكيبيديا أن آرتموفسكي كان المدير الفني لمجلة الفن ( ) للفترة بين 1960 – 1969والمُرجّح أن تكون الفترة من 1960 ولغاية 1962حيث تفرَّغ بعدها للتدريس في أكاديمية الفنون الجميلة, في ذلك العام, وكان رئيساً لقسم الكرافيك, لغاية 1967.).

في عام 1961 أُقيم معرض آرتموفسكي الثاني في وارشو والذي عرض فيه ألواناً مائية لأعماله في السنوات 1958 – 1961 .

في عام 1963 تم تكريم عمله بمدالية التدريس من نقابة المعلمين العراقية.

أثناء وجوده العراق كان عضواً في جمعية الفنانين العراقيين.

عام 1964 يسافر إلى إسبانيا وفرنسا.

بدء التعاون مع الأكاديمية الوطنية في لودز, في الأعوام 1969 – 1971 قاد ورشة الرسم في قسم المنسوجات.

في 1970 عاد آرتموفسكي ليقوم بتنفيذ فسيفساء ضخمة في منزل بعد جنازة المقبرة المجتمعية في وارشو.

عام 1971 حصل على الجائزة الثانية للتدريس المتميز من قبل وزير الثقافة والفنون. في الأعوام 1971

-1974 شغل منصب عميد أكاديمية الفنون الجميلة في لودز.

في الأعوام 1972- 1975 كان أستاذاً مشاركاً؛ أسس قسم فنون الكرافيك (كلية الفنون الجميلة للكرافيك في لودز وتشمل تقنية الطباعة الحجرية للأستوديو المحلي لطلاّب هذه المدرسة.. أعدَّ سيناريو للجمعية ” مقدمة لمسألة تكنولوجيا الرسم”.).

في عام 1973 حصل على جائزة وزير الثقافة والفنون للإنجاز الفني والتدريس.

يبدأ آرتموفسكي العمل في تجديد قصر الجنرال ستانيسلاف كيليكي في لوفيتش, الذي أصبح منزله ومشغله الخاص.

عام 1974 حصل على الميدالية الكبرى في ترينالي الرسم في فروتسواف.

خلال الأعوام 1975 -1976 عمل قي قسم الفنون الجمبلة في وارشو, وكان رئيس قسم تقنيات الرسم.

عام 1976 أجرى آرتموفسكي ندوة للخريجين في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق.

في الأعوام 1976 – 1979 يعود إلى بغداد أستاذاً للدراسات العليا في أكاديمية الفنون الجميلة في جامعة بغداد.

في عام 1978 نظَّم ورشة في فن الكرافيك وقاد ندوة للجمعية الثقافية المحيطية في أصيلة ( المغرب).

بعد عودته إلى بولندا عام 1979 قاد آرتموفسكي (مختبر آرتموفسكي) التكنولوجي في كلية الرسم والفنون الجميلة في وارشو حتى عام 1982 . في عام 1980 سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

في عام 1982 إستُقبل آرتموفسكي (الأستاذ الإستثنائي) في أكاديمية وارشو للفنون الجميلة.

وفي السنوات 1983 – 1984 شغل منصب رئيس الجامعة للفنون الجميلة في وارشو.

في عام 1984 حصل على الجائزة الثانية في أول ترينالي وطني للألوان المائية في لوبين.

وفي السنوات 1983 – 1988 حصل على درجة أستاذ كامل في أكاديمية وارشو للفنون الجميلة.

عام 1992 أسس مع زوجته صوفيا آرتموفسكا مؤسسة ” الترويج البولندي للفنون البَصرية” ومقرها في أوكز.

في 3 / فبراير/ 1993 توفي رومان آرتموفسكي في أويكز.

ملاحظة:-

إعتمدنا في جمع المعلومات على مصادر كوكل وبشكل خاص الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) وموقع (ثقافة بولندا- CULTURE PL) في الصفحة الإنكليزية وترجمة كوكل شبه الحرفية ووجدنا نقصاً في المعلومات؛ فلم ترد الإشارة إلى معرضه الهام عام 1965 في بغداد في قاعة الواسطي, لذلك نَتقبل الإضافات والتعديلات والملاحظات والتعليقات ونتمنى على وزارة الثقافة العراقية أن تُوَثق سيرة هذا الفنان بأية صيغة تتناسب مع مكانته ودوره في العراق بصفته عضواً في جمعية الفنانين العراقيين (جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here