الكاظمي بين الأجراءات الحازمه ……وعقد الخوف المتأزمه

الكاظمي بين الأجراءات الحازمه ……وعقد الخوف المتأزمه

بقلم صبيح الكعبي

المسؤول في العراق الجديد امام مفترق طرق أما الفشل أو النجاح وبالتأكيد يسعى ان يكون ناجحا مهما كلفه الأمر ان كان يمتلك المصداقية والحب لشعبه ووطنه أولا و لهدفه الذي يسعى له ثانيا , يتمتع بصفات, الارادة والرغبة والمعرفة بالعمل .

يقول الشريف الرضي :(طِلاب العِز من شِيم الشُجاع …. وسعي المرء تحرزه المَساعي

ودون المجد قلب مستطيل …. وباع غير محجوب الذراع ) .

طريق النجاح مملوء بحفر ومطبات وقنابل موقوته وضعها المنتفعون تدفع للخوف والانكماش , إلا ان صفة أخرى مهمة لابد من توفرها لتكون دافعا مؤثرا وفاعلا لتخطي الطريق المتعرج غير المعبد يقول مارك توين 🙁 الشجاعة هي مقاومة الخوف والتحكم به وليست عدم الخوف ) , خاصة وان ا المعششين و المستفيدين من البلد بعد عام 2003, جبلا منيعا لمحاربة الإصلاح والتقدم , فالكاظمي بعد تسلمه زمام السلطة التنفيذية أستخدم أساليب عقلانية رافقة مسيرته و ساعدت خطواته , من خلال معرفته بواقع البلد المتردي وتسلط الاحزاب وفرض الاجندات الخارجية وتظاهرات جماهيرية غاضبة , استطاع ان يوظفها بخدمة مشروعه المستقبلي بخطوات :

01 استخدام الأعلام بشكل لم يسبقه أحد بذلك من خلال تضخيم خطواته وتهويل منجزاته .

02تفعيل دور الاجهزة الأمنية والمتعاونين والمنظمات الجماهيرية بشكل فني اوسع ممن سبقوه وتكليفهم بمهام المتابعة الميدانية , لجمع اكبر قدر من المعلومات قبل أي خطوة يتخذها وردود الافعال المتوقعة عنها .

03, متابعاته اليومية :_

آ- على مستوى الداخل من خلال زيارات ميدانية للمتظاهرين والوقوف على مطالبهم المشروعة وحل بعضها .

ب- محاسبة من يتعرض لهم وزيارة عوائل الشهداء والجرحى .

ج- على مستوى المحافظات التي تعاني من الإهمال وسيطرة المافيات التي تقوم بالقتل والخطف وتفعيل دور القوات الأمنية في متابعتهم والقاء القبض عليهم .

د- زيارات ميدانية لمؤسسات الدولة والوقوف على معاناة المواطنين وتقليص الروتين فيها .

04 اجتماعاته ولقاءاته المستمرة مع شرائح متنوعة من المجتمع بعضهم للرأي والاخر لرد مظلومية , والاخر لسماع وجهات نظر وبهذا يكون قريبا من الشعب .

05قراراته الانية بتغيير القادة والامرين وضخ دماء جديدة تتلاءم وتوجهاته المستقبلية .

لم يعد خافيا أن بؤر الجريمة معروفة ومؤشرة عند الجميع منذ ان بدأت بأشخاص توسعت وشكلت خلايا ثم مافيات كبيرة رعتها بعض الرؤوس المستفيدة , بغية الاحتماء والاستناد عليها لتمرير مشاريعها , وتغمض عين المسائلة والمتابعة القانونية عنها ( احميني وأحميك ),هذه القاعدة شكلت قوة مؤثرة بإمكانها ان تغير دوائر ومصالح تقف حائلا بوجه خططها وتطلعاتها , وبذلك تسيد الفساد وعُممت الجريمة وسادت الفوضى .

خطوات الكاظمي الأخيرة:

01أعتماده على الجيش في ردم مستنقعات الجريمة ومصادرة السلاح المنفلت وتفعيل أوامر القبض بحق المجرمين بعمليات استباقية نالت الاهتمام لسرعتها ودقة تنفيذها , شملت مناطق عديدة من بغداد والمحافظات التي شكلت مصدر قلق ومأوى للكثير من المتنفذين فيها من حيث التسليح والرجال والمال , وبذلك انهى مقولة ( محد يندك بينه) , نتأمل مسك الأرض من جهات مساندة اخرى كنا قد اشرنا اليها في مقالنا السابق ( الحشد ) .

02شكل لجنة برئاسة الفريق احمد ابو رغيف وعضوية ممثل عن جهاز المخابرات الوطني بدرجة مدير عام وممثل عن جهاز الامن الوطني بدرجة مدير عام وممثل عن هيئة النزاهة بدرجة مدير عام مهمتها التحقيق في قضايا الفساد والجرائم الهامة التي تحال لها من قبل رئاسة الوزراء ,وهذه حلقة أخرى تضاف لهيئة الرقابة المالية وهيئة النزاهة ولجنة النزاهة النيابية في مجلس النواب ؟؟؟؟؟؟؟ .

03اتباعه أسلوب الردع الأدبي بحق بعض الساسة الذين عشعش في مخيلتهم التسلط والدكتاتورية والقرار( كلمن يعرف حجمه ) , فقد حجم دورهم بعقلية مسك العصا من النصف فلا ضرر ولاضرار حتى نعود لجادة الصواب ونفعل قول وفعل لابديل عن الوطن .

04 محاسبة المقصرين في الدوائر المدنية والعسكرية ثبت تقاعسهم عن اداء واجباتهم باستخدام اسلوب المحاباة والمجاملة الذي ابعدهم عن ممارسة واجباتهم .

دولة الكاظمي هذه الخطوات مهمة وفي صميم الهدف , إلا ان فتح جبهات عديده قد يخسرك النصر وتتعثر مسيرة اصلاحاتك وتنحرف بوصلة اتجاهك , مثل شعبي جميل 🙁 جثير النكد خسران) , نضع امامك بعض المقترحات عساها ان تُقرأ وتجد من يهتم بها على الأقل :

01 لا تبدأ بالكبار فهم عقد الخراب وقنابل جاهزة للتفجير والدمار.

يقول نابليون بونابرت ( انا محاط بمجموعة كهنة يرددون باستمرار ان الدنيا ليست دارهم

ومع ذلك يضعون أيديهم على كل شيء يستطيعون الوصول اليه ).

02أستخدام العقل ومعالجة الامور بصبر وتأني مع مراعاة القوانين كفيل بنجاحك .

يقول وليم شكسبير(ليس من الشجاعة ان تنتقم بل ان تتحمل وتصبر) .

03العلميات الاستباقية لبؤر الجريمة ومصادرة السلاح المنفلت والقاء القبض على المطلوبين

طريق أسلم للحفاظ على وحدة البلد ومكافحة الجريمة وخلق حالة الاستقرار وسحب البساط من تحت اقدام المتنفذين .

يقول نيكوس كازانتزانكيس (أفعل ما تؤمن به والى الجحيم كل شيء مهما كانت العواقب ).

04 عليك بصغار القوم الذين استفحل مرضهم وسيطروا على مناطقهم بتأثيرات حزبية أو كتلوية , قومية , و سطوة السلاح , فهم رأس العبث والخراب بأملاك الدولة والناس وصولا لمن يبرر سلوكهم ويتستر على أفعالهم ويمنع ملاحقتهم , ضربها كفيل بشفاء الألم المزمن ووقف نزيف الدم العراقي , هم الذين اوصلوا البلد لهذا الحضيض فأشاعوا الاستحواذ على الاراضي وسيطروا على الكراجات وفرضوا سطوتهم على الشوارع العامة , قصهم ينهي تسلط السلاح على الشارع غير المرخص والمنفلت , والطريق السليم لان يعيش المواطن حالة الاستقرار بعيدا عن الخوف والمهانة .

ألا ن رِدِ العَلاءَ بلا رقيب …………..وشمر في الأمور ولاتراعِ

ولايغررك قعقعة الأعادي ……….. فذاك الصخر خرّ من اليفاعِ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here